النقد الموازي لمهرجانات التعازي

النقد الموازي لمهرجانات التعازي
نَشْر التَّعازي في وسَائل الإعلَام المُختلفة؛ قَضيّة قَابِلَة للأَخذ والعَطَاء، والجَدَل والنِّقَاش، وقَد عَثرتُ قَبل سَنوَات عَلى كُتيِّب صَغير لأحَد المَشَايخ، حَول حُكم نَشْر التَّعَازي في وسَائل الإعلَام، وتَأبين المَوتَى..!والمُلاحَظ أنَّ الصَّحَافة الغَربية -التي تُعتبر وجهتنَا وقُدوتنَا- لَا تشرع صَفحاتها لنَشْر التَّعَازي، ليَبقَى السُّؤال قَائماً: مَن الذي نَشَر هَذه السُّنَّة الغَريبَة في الصَّحافة العَربيّة..؟!يَقول الأُستَاذ «محمد توفيق» في كِتَابه «أوليَاء الكِتَابة الصَّالحون»: (لقَد كَانت أَوّل صَحيفَة مِصرية أَدخلت هَذه البِدْعَة، هي جَريدة «الوقَائع المِصريّة»، إذ نُشر بِهَا أوّل نَعي عَن وفَاة إحدَى بَنَات «محمد علي باشا»؛ تَحت عِنوَان: «ارتحَال بِنت أَفندينَا، وَلي النِّعَم، مِن دَار الفَنَاء إلَى دَار البَقَاء»، وقَال كَاتِب النَّعي: (إنَّ القَلَم في يَدي يزفر ويَبكي حُزنًا؛ عَلى حَضرة المَعصومَة والدُّرَّة المَعدومة، فَرع الأَصل الأصفَى).. ويُلاحظ أنَّ وَفيّات جريدَة «الوَقَائع»؛ اقتَصرت عَلى عِلية القَوم، وكَان النَّعي مَقصورًا عَلى نَشر الخَبر، دون أَنْ يُنشر بجوَار الخَبَر؛ ذَلك البُكَاء المُصطنَع مِن المُنَافقين والنَّصَّابين)..!إنَّ القَلم هُنَا لَا يُجزم بصِحّة هَذا، أَو خَطَأ ذَاك، إنَّما يَطرح القَضيّة هُنَا للنِّقَاش والدِّرَاسَة، ومَدَى فَائدة نَشر التَّعَازي في وسَائل الإعلَام المُختلفَة، خَاصَّة وأنَّ وَرثة أَحَد الأثريَاء -حِين تَوفَّاه الله- طَالبوا بعَدم نَشْر أَي تَعَازي تَخصّ وَالدهم، وطَلبوا ممَّن يُريد فِعل ذَلك، أنْ يُحوِّل ثَمن الإعلَان إلَى حِسَاب خَيري، إلَّا أنَّ التَّجربَة لَم تَجد ذَلك النَّجَاح المُتوقَّع أو المَأمول..!إنَّ نَشْر إعلَانَات التَّعازي في مسَاحَاتٍ كَبيرة؛ أَمرٌ مُفيد للوسيلَة الإعلَاميّة، ومَصدَر دَخل لَها، ولَكن مِن جَانِب آخر؛ ألَا يُعَدُّ هَذا النَّشر تَوسيعًا لدَائِرة النِّفاق والمُجَاملات؛ التي غَاص فِيهَا مُجتمعنا حَتَّى أَخمص قَدميه..؟!.حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!بَقي أَنْ نُشير إلَى أنَّ قَضيّة نَشْر التَّعازي؛ مَطروحة للتَّحليل والتَّقييم لجدوَاهَا، ولَستُ هُنَا بصَدَد القبُول والاعترَاض، بَل بصَدد تَسليط الضَّوء عَلى هَذه القَضيّة، لَعلَّها تُناقَش وتُدرَس، حَتَّى نَصل فِيهَا إلَى قَرارٍ حَاسِم، وأَمْرٍ صَارِم..!!.

أخبار ذات صلة

المتورِّطون بوفاة الحجَّاج!!
نجاح صحي وأمني لحج هذا العام
(ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ)
نجاح الحج رغم أنف الحاقدين
;
ومضات على رحلة الحاج.. ‏من الفكرة إلى الذكرى (3)
أغرب العادات حول العالم
وصفة طالب متفوق!
لسلامة الجميع.. لا حج بلا تصريح
;
إزعاج!!
هل يمكن أن نبدأ من الصفر؟!
منابر تلامس واقعنا المعاصر
دمــــــــــــــــوع
;
الطموح
الحج.. والرؤية
خطوة كريمة.. تستلهم روح الإسلام
لا نريد الحرب.. ولكن!