عملة نادرة

عملة نادرة
عندما يُحال المدير إلى التقاعد.. يحتفل بعض الموظفين بوداعه وإقامة أمسية لتوديعه.. ولكن بعضهم يردد إذهب بلا رجعة..وقد تكون المرة الوحيدة التي يقام فيها الاحتفال به.. فهي فرحة تستحق التعبير الصامت الشامت.. وتراهم لا يقدمون له هدية ولا شكر ولا ثناء.. ويعتبرون كلمات من سيكون بعده نوعًا من المجاملة غير المهضومة..لكن هل المدير الإنسان الواعي المتميز عملة نادرة؟.. أو عملة صعبة؟.. ولماذا هذا الشعور من البعض نحو مديرهم؟..عادة ما ينسى أو لا يهتم بعض المديرين بموظفي المكاتب.. كالمحاسبين أو المبرمجين في مجال الكومبيوتر وخلافه.. ممن يعتبرون في سجن مكاتبهم..أولئك الذين يستحقون المكافأة بطرق رسمية أو غير رسمية.. مقدرين من قبل المدير الذي يراهم اليد التي يعمل بها.. والمنفذ لخططه أكثر من أولئك الكبار في مكاتبهم..إنهم بسطاء ولكنهم حاملون المهام.. يحتاجون إلى الاستماع والثناء.. ويفرحون بكلمة تبث فيهم أمل الإبداع والابتكار.. إنهم رفقاء وإسعادهم سوف يجعلهم سعداء في تأدية أعمالهم بحب دون إكراه أو إجبار أو تأفف..وأعتقد بحكم تجاربي.. أن الثناء والتقدير للفرد المنتج لهما أهمية قصوى بالرغم من العمل الجماعي.. إلا أن إسهامات الفرد لابد أن تأخذ نصيبها.. حتى يثمر عن تقدُّم فكري جديد.. له معنى وعطاء وبروز مستقبلي..إن هؤلاء الأفراد يستحقون الرعاية.. كالشجرة التي ترى فيها الثمرات المستقبلية..ولأضع تجربتي في هذه الكلمات.. فإن المديرين المتفوقين هم أولئك الذين يهتمون بمن معهم.. وبحياتهم العائلية.. وأيضًا بهواياتهم وأنشطتهم.. ودائمو الأسئلة عن صحتهم واحتياجاتهم..إن المدير الفعلي هو الذي يعطي.. وسيأخذ يوم التقاعد دموعًا تدعو له وقلوبًا تحن لوجوده.. وذكرى تظل متوارثة لأولاده وأهله من بعده..في المقابل.. فإن الشكوى من بعض الموظفين أكثر من الشكر.. ولا يعجبهم العجب.. ويثيرون الجدل وعدم الانضباط.. تراهم يتنقَّلون من مكتبٍ لآخر.. وجوالهم بين أيديهم..يحاول مديرهم التوجيه والنصيحة.. ويرون أن هذا تسلُّط وتكبُّر.. فلا انصياع للتنبيه ولا قبول.. منهم مَن ينكر المعروف.. ومنهم من يتصرف تصرف الملائكة.. وبعدها تراه عكس ذلك..البيت والمدرسة والقدوة والمجتمع هم أساس التربية وقوام الأخلاق الحميدة.. ورغم ما تراه من البعض من سخط.. فإن ذلك لا يكون عن قصد أو تعمُّد أو نية خبيثة..على المدير الواعي أن يحتوي الجميع ما استطاع.. وأن يعمل على أن يكون الولاء للشركة وليس له.. فالشركة باقية وما عداها يتغيَّر..إنها الحياة بكل أشكالها وألوانها وأطيافها.. ومَن أراد أن يكون راضيًا مرضيًا فعليه أن يحسن ويصبر.. فإن ذلك نور الطريق إلى التفوق والنجاح..قال تعالى: (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) صدق الله العظيم، سورة يوسف.

أخبار ذات صلة

حفر الباطن.. بوابة الاستثمار ورؤية المستقبل
عقبة الهدا.. إغلاق وذكريات!!
سن الأربعين
2025 السعودية ستنمو وتعلو وتسمو
;
«غزاة» غزة والجريمة التاريخية
طقوس الضيافة: طريقة الإنسان في استحضار وجوده الهَش
تجارب ثرية في طيران المدينة
«بلانا منَّا وفينا»
;
الشعب السوري.. وعودة الروح
التطوع والمسؤولية الاجتماعية.. الدلالة والمؤشر
السعودية التي لا تعرفها!!
الإدارة بالستر!
;
بالشكر تدوم النعم
المملكة.. «إذا حضر الماء»
المفاجأة.. التي باغتت سكان بومبي
المفاجأة.. التي باغتت سكان بومبي
ثلاثة أيام في نجران