زراعة.. صناعة.. أخلاق

زراعة.. صناعة.. أخلاق
في العالم كما هو معروف.. انطلقت الاهتمامات بالزراعة.. وكانت تلك الفترة تُسمَّى بالثورة الزراعيَّة.. فأتت بالخير الكبير للعالم كله، والبشريَّة أجمع..ثم تلا ذلك اهتمام العالم بالتصنيع.. ليصنع نكسة اجتماعيَّة كبيرة.. أدَّت إلى التفكُّك الأخلاقي بصراع لا يهتم به الإنسان لمشاعر الآخرين.. وانصب اهتمامه إلى الربح المالي والمكانة التي تُقدَّر حسب وسائل الراحة والرفاهية والترف التي يتمتع بها الفرد.. مع ظهور انحدار وانحراف في العلاقات الأسريَّة والاجتماعيَّة..وحيال هذا التفشي في أخلاقيَّات المجتمع.. بدأت الشركات بالاهتمام بالقيم الأخلاقيَّة والمسؤوليَّة الاجتماعيَّة.. والإسراف والتبذير الذي خلَّفته الثورة الصناعيَّة.. ومع التقدُّم العلمي بدأت الشركات التحول إلى الخدمة الاجتماعيَّة من داخلها بزرع المحبة بين العاملين والعملاء..وأزعم بما هو ملموس.. أن الدول التي تأخَّرت في الثورة الصناعيَّة قد تمتَّعت بأخلاق الثورة الزراعيَّة لمدة أطول.. وقد أدخلت مؤخَّرًا في الطفرة الماليَّة بالتأثر الأخلاقي في المجتمع الصناعي.. الذي صدَّر للعالم أخلاقه وصناعته..وقد دأبت بعض الشركات إلى التركيز على التوقعات المستقبليَّة.. وليس على المصاعب الوقتيَّة التي تواجهها..ولكي يكون ذلك.. فإن المستقبل يعني التمسك بالمبادئ والأخلاق الفاضلة في التعاملات، وبعدالة تفيد الفرد والمجتمع.. وهذا ما يجب أن يكون عليه المنهج الإداري للرؤساء التنفيذيين، وغيرهم ممّن يُعينونهم على تحقيق الهدف في البناء المستقبلي..لذا فإن وعي المستهلك أصبح أكثر، وأوضح من ذي قبل.. بل ويجب على المسؤول في الشركة أن يقوم بتقديم العون.. لبث وعي يليق بحياة الإنسان، ويرتقي بها إلى قيمة مضافة في علاقاته الإنسانيَّة.. وليس من الأرباح التي تسعى لها الشركة فقط..إنَّ العلم ليس هو الوحيد للسعادة والتقدّم الحضاري.. وإنما أيضًا الحقيقة التي نراها ونلمسها.. وقد ولد جيل نعيشه ونراه.. أصبح يرى أن عنده حماسًا شديدًا، وطاقة مخزونة، وفكرًا منتجًا، يؤدِّي به إلى تفوّق ونجاح سريع..صاحب هذا الشعور رغبة أكيدة عند بعض المديرين في تخليهم عن أعمالهم لدى الشركات التي تبنَّت وأثَّرت في مفهومهم وعلَّمتهم.. وذلك بإقامة مشروعات صغيرة تتمتع بإدارتهم الذاتيَّة.. وباستقلالهم عن الشركات الكبيرة.. وبالتالي فإن نسبة تزيد عن 95% ممَّن اختاروا هذا الطريق.. قد فشلت طموحاتهم..وقد بدأت الشركات المسؤولة عن نجاح مجتمعاتها بتحويل منتجاتها إلى بناء علاقات تتمثل في التعاون بين منافسيها.. ومن الاحتكار إلى عدالة مفيدة للمجتمع وخير المستهلكين..إن تحقيق الأرباح من خلال البنوك سيستمر.. وعلى الشركة أن تفي بالتزامها البنكي مع وفائها بالتزامها الاجتماعي.. للبقاء على سمعتها..إن شركاتنا يمكن لها أن تبث الارتباط والتعاون والبناء والاتصال الحميد بين المنتسبين لها وبين منافسيها.. وبين عملائها ومساهميها.. ودورها سيكون مجتمعًا أخلاقيًّا مترابطًا..«والعوض في الله خير».

أخبار ذات صلة

حفر الباطن.. بوابة الاستثمار ورؤية المستقبل
عقبة الهدا.. إغلاق وذكريات!!
سن الأربعين
2025 السعودية ستنمو وتعلو وتسمو
;
«غزاة» غزة والجريمة التاريخية
طقوس الضيافة: طريقة الإنسان في استحضار وجوده الهَش
تجارب ثرية في طيران المدينة
«بلانا منَّا وفينا»
;
الشعب السوري.. وعودة الروح
التطوع والمسؤولية الاجتماعية.. الدلالة والمؤشر
السعودية التي لا تعرفها!!
الإدارة بالستر!
;
بالشكر تدوم النعم
المملكة.. «إذا حضر الماء»
المفاجأة.. التي باغتت سكان بومبي
المفاجأة.. التي باغتت سكان بومبي
ثلاثة أيام في نجران