دعوة للمقارنة..

دعوة للمقارنة..
هذه دعوة للمقارنة بين الشمال والجنوب الأوروبي من حيث التطور فالقارة الأوروبية العجوز هذه الأيام تمر بظروف لا تخلو من صعوبات اقتصادية دفعت الشمال ينفخ في نار انتقاده لجنوبه باعتباره كسولا وغير مبدع ولا يلزم أفراده بسداد الضرائب، وأن حكومات الجنوب والمواطن لا يتحملون المسؤولية تجاه الاقتصاد الأوروبي فضلا عن اقتصاد الدولة المعنية. هذه الانتقادات فيها تفسير يستبطن الفارق بين الشمال الأوروبي الأكثر رفاهية وسعادة وجودة حياة والجنوب الأضعف. بالطبع هذا المقال ليس دراسة أكاديمية بقدر ما هو وجهة نظر، وإن تميزت بأنها من شخص له خبرات وتعامل تجاري مع أوروبا تمكنه من إدراك محركات الفوارق بين التجربتين فقد لاحظت ما لا يثير الانتباه ولكنه يؤكد الفوارق فعلى سبيل المثال في فلندا لاحظت الرئيس الفلندي يمشي بين الناس في الأسواق ويتكلم معهم دون حراسة أو هيلمان ويدخل محلات عادية يرتادها الفرد العادي وعندما علت محياي الدهشة كان الرد بسيطًا إنه بشر ممن خلق، فقد أخترناه خادما للشعب ولتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعيه فإن فشل استغنينا عنه وعاد مواطنًا عاديًا ولهذا عندما تقارن هذا الملمح بأسلوب رؤساء الجنوب الأوروبي نجدهم في إيطاليا (برلسكوني) الملياردير الشهير لا يمضي الا والضوضاء تصاحبه أو رئيس وزراء اليونان أو في إسبانيا فالتباين حتى في التوجهات والأولويات كما أن بعض دول الجنوب الأوروبي تجد فوارق تنموية بين شمالها كما في مدريد يختلف عن جنوبها كما منطقة الأندلسية وهذا التباين في المناطق الداخلية في الدولة الواحدة يوفر إشارات تفسر أسباب التمايز فنجد الشمال أكثر تنظيمًا وأحسن أداء للعمل منه للجنوب وحتى في العادات نجد نوم مبكر ورياضة وغذاء جيد والعكس في الجنوب سهر وغذاء دسم وميل للاجتماعيات لا عجب أن وجد نقص حاد في الإبداع والإنتاجية التي ترتفع في الشمال مما جعل الجنوب معتمد كليًا على الشمال وحتى ما يبدعه يستنسخه من إبداع شمالي.هذه الفوارق تقود للتأمل في بيئاتنا من خلال الثمار فمن يتقلدون بأساليب الشمال الأوروبي في الإنتاجية والإبداع والهمة في العمل ينجحون بينما من يحاكي الجنوب الأوروبي يميل للدعة والاجتماعيات وتزجية الوقت في الحفلات والمسامرات وينسى الإنتاجية والإبداع لأنها آخر الأولويات ومن المفارقات أن تقرأ في الصحف أن وزارة العمل تبرر هذا النوع من السلبيات بأنها ضمن الخصوصية الثقافية، أو بأننا شعب يهتم بالاجتماعيات فقد يصح ذلك ولكن ليس صائبًا أن الخصوصية الثقافية تؤخذ على علاتها إذ ينبغي استصحاب ما كان صائبًا أما الخاطئ الذي يقعد بالإنتاجية وبالنمو الاقتصادي فهو لا يمثل خصوصية ثقافية، هذا عامل ضار وينبغي أن يكون الموقف منه واضحًا ومحددًا وتفعيل التعاون والدعم المتبادل كأداة بين القطاع الخاص والوزارة.

أخبار ذات صلة

القرآن الكريم ورونالدو..!!
أكبر مشروع للثروة الحيوانيَّة بالشرق الأوسط
الصحافة الورقية
سوريا «العربية» والدبلوماسية «السعودية»
;
العرب بين 1916 و2024.. مكانك سر!
حكايتي مع الإِدمان
مُد يدك للمصافحة الذهبية
السعودية.. الريادة والدعم لسوريا وشعبها
;
المتيحيون الجدد!
المديرون.. أنواع وأشكال
أين برنامج (وظيفتك وبعثتك) من التطبيق؟!
علي بن خضران.. يد ثقافية سَلفتْ!
;
من يدير دفة الدبلوماسية العامة الأمريكية؟!
الرياض.. بيت العرب
جميل الحجيلان.. قصص ملهمة في أروقة الدبلوماسية
الجزيـــــــرة