سعادة الإيمان

العقارات.. الأراضي.. وما يطلق عليه الأصول الثابتة.. تراجعت وأصبح المعروض متوفرًا، والطلب انخفض..القطاع الخاص متواكل على الحكومة.. والمشترون يشكون من ارتفاع الأسعار، رغم تراجع العقار والأراضي..كل ما هو مستعمل يُباع بأسعار رخيصة.. حتَّى وصلت إلى الأسعار التي تقلُّ عن رسومها الجمركيَّة المدفوعة عليها.. كالسيَّارات مثلاً، والثلاجات، والمكيِّفات، وخلافه.. سوف تعتمد الشركات على التوظيف الجزئي، أو المؤقت، أو الموسمي.. حسب الحاجة.. وسوف تتنازل عن بعض موظَّفيها..جميع المنتجات المتشابهة تتنافس فيما بينها.. حتَّى تتورَّط في النهاية عن الوفاء بالتزاماتها.. الدائنون والمدينون في تزايد مستمر؛ نتيجة للشراء بسعر أعلى، وبيع بسعر أقل.. واستدانة للشراء.. وعجز عن السداد..البنوك لا تقرض لعدم ثقتها.. الشركات إمَّا تُغيِّر أنشطتها، وإمَّا تُغلق أبوابها؛ لعدم وجود سيولة.. وتوقُّف التمويل.. وضعف الإنتاجيَّة..لقد تضخَّمت حياتنا خلال السنوات الماضية.. وأصبحت عاداتنا اليوميَّة، واستهلاكاتنا جزء منها تعوَّدنا عليه.. وقد يستحيل الرجوع إلى ما سبق.. هذه العقود التي مرَّت بنا.. رغم وجود بعض المحطات.. لم تُؤثِّر فينا جميعًا.. وإذا استطعنا أن نتكيَّف مع ما هو مستقبلي.. وتغيَّرت عاداتنا واستهلاكنا.. فذلك يبدأ منا..نحن المسؤولون.. ويرى ذلك بناتنا، وأولادنا، وأهلونا.. ننصحُ، ونُطبِّقُ، ونُنفِّذُ.. ومع هذا ابتسامة وسعادة وشكر.. سوف ينعكس ذلك عليهم بالتأكيد.. وإذا استطعنا بصبرٍ وثباتٍ فسنحصد ذلك..إن أخوف ما أخافه أن نكون متقاعسين في ركوب السفينة الجديدة.. ونتذمَّر، ونشكو، ونرمي الأسباب لبعضنا.. ونُبرِّر أحوالنا على غيرنا.. وننسى أننا أحد الأسباب التي نحن فيها.. ولا نعمل كي نتعايش ونساعد.. ونأمل ونعمل.. فالخير قادم، والمكان للعاملين المخلصين.. وإذا تفشَّت أخلاق المجتمع بالشكوى والتذمُّر.. فإنَّ ما يرتد علينا ألمٌ أكبر.. يحتاج إلى علاج الحالات أكثر من الصبر والتريث..إن الأكثر سعادة.. قدرتنا على امتطاء السفينة الجديدة، وإدارتها بإتقان.. ورفع رايتنا خفَّاقة مكتوبة «الإيمان.. أمان»..