«الحديبية» تجذب آلاف الزوار.. وأكاديمي: المسجد الحالي لم يشهد بيعة الرضوان
تاريخ النشر: 17 ديسمبر 2016 11:26 KSA
في الوقت الذي تشهد فيه ضاحية «الحديبية» بمنطقة الشميسي بمكة المكرمة توافد آلاف الحجاج والمعتمرين خاصة القادمين من شرق وجنوب شرق آسيا لزيارة تلك المواقع التي كانت مسرحاً لبدايات تاريخ الإسلام في مكة المكرمة حيث عقد فيها صلح الحديبية في العام السادس من الهجرة النبوية الشريفة ونزلت فيها سورة الفتح القرآنية وبها تمت بيعة الرضوان، كشف أكاديمي أن الموقع الحالي لمسجد الحديبية ليس المكان الذي تمت فيه البيعة مؤكداً أن المسجد الحقيقي أسيء استخدامه وطاله الاندثار وأن الجامع الحالي الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بني في عهد الدولة السعودية
«المدينة» استطلعت آراء عدد الزوار حول سبب حرصهم على زيارة المنطقة وما تشكله لهم هذه الزيارة من أبعاد روحانية.
يقول شوكت محمد وعبدالحق طاهر من جمهورية الباكستان الإسلامية: إن الباكستانيين يحرصون على زيارة منطقة الحديبية والصلاة بمسجدها لما لهذا الموقع من أهمية وبعد إسلامي وتاريخي
ويشير محمد عبدالله وزمان الحق عبدالرحمن من الهند إلى أن الشركات السياحية في بلادهم تضع ضمن برامجها التي سيتم زيارتها منطقة الحديبية التي لها ذكر في السيرة النبوية الطاهرة وقالت مريم سنجار وظهيرة محمد من جمهورية إندونيسيا بأنهما سعيدتان بأن حقق الله لهما أمنيتيهما بأداء مناسك العمرة وأداء الصلاة في المسجد الحرام و زيارة المواقع التراثية والتاريخية.
من جهته أوضح المهندس محمد الريمي مندوب فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالهيئة العامة للسياحة والآثار بأنه سبق وأن قامت لجنة بالوقوف على موقع حديبية مكونة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وفرع الوزارة وجامعة أم القرى لدراسة الموقع ومن ضمن التوصيات التي أقرتها اللجنة ضرورة الاهتمام به والعمل على تطويره من جميع الجوانب ونعمل على ذلك.
وأشار الريمي فيما يخص عملية صيانة ونظافة المسجد القائم بالموقع تم قبل فترة طرح مناقصة لهذا الغرض لمدة 3 سنوات وننتظر الآن العقود الجديدة من الوزارة لتسليم الموقع للشركات والمؤسسات التي رست عليها المناقصة وتطوير المنطقة تحت الدراسة مشيراً إلى وجود قسم التوعية في موسمي الحج والعمرة لتوعية الحجاج والمعتمرين الذين يقومون بزيارة المسجد وتوزيع المطبوعات المترجمة بعدة لغة مختلفة لهم.
الدهاس: مسجد الحديبية الحقيقي تم هدمه والموقع الحالي ليس مكان البيعة التأريخية
من جانبه أوضح الدكتور فواز بن علي الدهاس أستاذ مشارك قسم التاريخ والحضارة الإسلامية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى أن المسجد الحالي الموجود على طريق مكة - جدة القديم ليس هو مسجد الحديبية المذكور في السيرة النبوية الشريفة والذي يقوم بزيارته بعض الزوار والمعتمرين وحجاج بيت الله الحرام ظنا منهم بأنه مسجد الحديبية بينما في الواقع والحقيقة هو مسجد تم بناؤه في عهد الدولة السعودية بالقرب من موقع الحديبية والمسجد الحقيقي تم هدمه وطمس موقعه تماما والإشكال الحاصل هو ناتج عن الخلط بين الموقع الذي نزل به النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الحالي الذي تتم زيارته وقصة الحديبية كما ورد في السيرة وكما يعلم الجميع بأنه المكان الذي نزل فيه عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بنية العمرة في السنة السادسة للهجرة النبوية حيث ساق الهدي معه.
بئر شميس
وأضاف: إن المنطقة تعرف الآن بالشميسي نسبة إلى بئر كانت تسمى بذلك الاسم نسبة إلى الرجل الذي حفر البئر الذي كان يسمى شُميس نسبة له وهنا نقطة مهمة يجب التنبيه لها بأن موقع الحديبية يقع داخل حدود الحرم وهي قبل أعلام الحرم منوّها بأن هناك اتفاقا بأن الموقع قريب من موقع المسجد لكن المسجد الموجود ليس هو مكان البيعة حيث أن بعض المواقع التاريخية والأثرية أسيئ استخدامها والتبرك فيها ما دعا إلى طمس بعضها.
الشؤون الإسلامية: لجنة ثلاثية لدراسة تطوير «حديبية» وصيانة المسجد قيد الترسية