«وتبقى الأوراق».. سيرة ذاتية وتاريخية عن «آل الخريجي» وقصة نجاح حافل
تاريخ النشر: 29 ديسمبر 2016 03:02 KSA
«هذه مجموعة وثائق عن (آل الخريجي) في المدينة المنورة، مما تحويه مكتبتي الخاصة، وقد صنّفتها حسب التسلسل التاريخي لها، قدر المستطاع، وسوف تتبدّى للقارئ فيها صور مضيئة في تاريخ هذه الأسرة الحافل بأنواع الخدمات للمدينة النبويّة وأهلها، أثمرت لهم محبة في القلوب، وأنالتهم شرف خدمة ولاة الأمر وضيوفهم في هذا البلد الطاهر، وهي تعكس في الوقت نفسه، جوانب اجتماعية واقتصادية، كانت عليها المدينة وغيرها من مدن هذا الوطن إبان النصف الأول من القرن الرابع عشر إلى ما بعد السبعينيات منه، مما لا تكاد تعكسها كتب التاريخ والأدب التي تناولت تأريخ المدينة المنورة في العصر الحديث، بهذه الصورة من الوضوح والدقة والعمق».
بهذه المقدمة استهل الكاتب عبدالمجيد بن محمد الخريجي كتابه الموسوم بـ «وتبقى الأوراق»، مضيفًا في مقدمته نبذة عن «بيت الخريجي»، ذاكرًا أن «عبدالكريم الخريجي» كان أول من انتقل من آل الخريجي من مدينة عنيزة واستقر في المدينة المنورة، واضعًا فيها نواة البيت التجاري الذي أكلمه ووسّعه ورفع بنيانه عبدالعزيز بن عبدالله الخريجي، ومحمد بن عبدالكريم الخريجي، وأوضح هنا أن عبدالعزيز خال محمد وأخوه من الرضاعة في الوقت نفسه». وكان لجدّي عبدالكريم الخريجي ابنان هما: محمد وعبدالله، وكان والد عبدالعزيز قد أوصى قبيل وفاته بأن يُرسل عبدالعزيز إلى أخته رقية بنت عبدالله الخريجي وزوجها عبدالكريم الخريجي في المدينة ليتعهّدا تربيته مع أبنائهما، ويكبر عبدالعزيز «محمدًا» بأربع سنوات، وكان يسكن مع عائلته في جوش المرزوقي، وكان له دكان صغير في باب المصري يبيع فيه بعض المواد الغذائية. وحين بلغ «محمد» و»عبدالعزيز» سن الشباب، خصّص «عبدالكريم» لابنه «محمد» جزءًا من تجارته، وطلبت منه زوجته «رقية» أن يكون أخوها «عبدالعزيز شريكًا لـ «محمد» في التجارة برأس مال يساوي رأس مال ابنها «محمد»، وكانت تعمل في الحياكة، وكان «عبدالعزيز» يبلغ من العُمر تسعة عشر عامًا، ويبلغ «محمد» من العمر خمسة عشر عامًا. وظل «عبدالعزيز» و»محمد» يعملان بتفان وإخلاص في تجارة صغيرة أقاماها على: الأمانة والصدق والصبر والقناعة، وكانا يتنقلان من بلدة لأخرى، لتوفير المواد الغذائية التي يحتاج إليها مجتمع المدينة في تلك الأيام، وبخاصةً حين اندلعت الحرب العالمية الأولى، فانقطعت التموينات كالسكر والفواكه والخضروات عن المدينة المنورة، فتداركاها بتنقلاتهما بين ينبع ورابغ وكانت تصل عن طريق البحر. ولما خرج الأشراف وثاروا، نزح «محمد» وخاله «عبدالعزيز» إلى القصيم، وأخذا يتاجران بين القصيم وجيش الأشراف، فجمعا ثروة طائلة، ثم عادا إلى المدينة واستقرا فيها، وتوسّعا في التجارة، بما اكتسباه من تجربة عريضة في أصول التجارة، وبما يتمتعان به من شخصية قوية محبوبة إلى الناس، ثم ما لبث بيت الخريجي أن غدا هو البيت التجاري الأول في المدينة المنورة منذ عهد الأشراف.
تكوّنت بينهما بالشراكة في التجارة، منذ كانا شابين يافعين، شراكة وثيقة غدت على الأيام لُحمة واحدة، وصارا كأنهما شخص واحد، قلبًا وقالبًا، ولم يفترقا من ثم -بالفعل-إلا بالموت. كانا يتشاوران ويتنازلان، ولا ينفرد أحدهما عن الآخر، لا بالرأي ولا بالقرار، ولا يتحدث إلا باسمه واسم رفيقه، ويُكاتب ويشتري ويبيع ويتعاقد إلا بالسمين، هكذا «عبدالعزيز» و»محمد» الخريجي. وكانت تجارتهما، في البدء، في الأقمشة والمواد الغذائية، ثم امتدّت إلى أبعد من ذلك، فقد كانوا وكلاء لبعض الشركات والبنوك والأُسر، كشركة مصر للطيران، وبنك طلعت حرب، وبنك مصر».
واختتم المؤلف عبدالمجيد بن محمد بن عبدالكريم الخريجي، مقدمة الكتاب، بسطور عن «ثقة ولاة الأمر بآل الخريجي»، وكيف حظي «آل الخريجي» بتكليف ولاة الأمر بالإشراف على تنفيذ كثير من أعمال الدولة في المدينة النبويّة، من المنشآت والإنارة وتعبيد الطرق وغيرها، ويعهدون إليهم استقبال ضيوف الدولة من الملوك والرؤساء.
وقد احتوى الكتاب على وثائق وصور تاريخية نادرة، ومنها صور لآل الخريجي مع الملك سعود، والملك فيصل، والرئيس المصري محمد نجيب، والرئيس جمال عبدالناصر.
بهذه المقدمة استهل الكاتب عبدالمجيد بن محمد الخريجي كتابه الموسوم بـ «وتبقى الأوراق»، مضيفًا في مقدمته نبذة عن «بيت الخريجي»، ذاكرًا أن «عبدالكريم الخريجي» كان أول من انتقل من آل الخريجي من مدينة عنيزة واستقر في المدينة المنورة، واضعًا فيها نواة البيت التجاري الذي أكلمه ووسّعه ورفع بنيانه عبدالعزيز بن عبدالله الخريجي، ومحمد بن عبدالكريم الخريجي، وأوضح هنا أن عبدالعزيز خال محمد وأخوه من الرضاعة في الوقت نفسه». وكان لجدّي عبدالكريم الخريجي ابنان هما: محمد وعبدالله، وكان والد عبدالعزيز قد أوصى قبيل وفاته بأن يُرسل عبدالعزيز إلى أخته رقية بنت عبدالله الخريجي وزوجها عبدالكريم الخريجي في المدينة ليتعهّدا تربيته مع أبنائهما، ويكبر عبدالعزيز «محمدًا» بأربع سنوات، وكان يسكن مع عائلته في جوش المرزوقي، وكان له دكان صغير في باب المصري يبيع فيه بعض المواد الغذائية. وحين بلغ «محمد» و»عبدالعزيز» سن الشباب، خصّص «عبدالكريم» لابنه «محمد» جزءًا من تجارته، وطلبت منه زوجته «رقية» أن يكون أخوها «عبدالعزيز شريكًا لـ «محمد» في التجارة برأس مال يساوي رأس مال ابنها «محمد»، وكانت تعمل في الحياكة، وكان «عبدالعزيز» يبلغ من العُمر تسعة عشر عامًا، ويبلغ «محمد» من العمر خمسة عشر عامًا. وظل «عبدالعزيز» و»محمد» يعملان بتفان وإخلاص في تجارة صغيرة أقاماها على: الأمانة والصدق والصبر والقناعة، وكانا يتنقلان من بلدة لأخرى، لتوفير المواد الغذائية التي يحتاج إليها مجتمع المدينة في تلك الأيام، وبخاصةً حين اندلعت الحرب العالمية الأولى، فانقطعت التموينات كالسكر والفواكه والخضروات عن المدينة المنورة، فتداركاها بتنقلاتهما بين ينبع ورابغ وكانت تصل عن طريق البحر. ولما خرج الأشراف وثاروا، نزح «محمد» وخاله «عبدالعزيز» إلى القصيم، وأخذا يتاجران بين القصيم وجيش الأشراف، فجمعا ثروة طائلة، ثم عادا إلى المدينة واستقرا فيها، وتوسّعا في التجارة، بما اكتسباه من تجربة عريضة في أصول التجارة، وبما يتمتعان به من شخصية قوية محبوبة إلى الناس، ثم ما لبث بيت الخريجي أن غدا هو البيت التجاري الأول في المدينة المنورة منذ عهد الأشراف.
تكوّنت بينهما بالشراكة في التجارة، منذ كانا شابين يافعين، شراكة وثيقة غدت على الأيام لُحمة واحدة، وصارا كأنهما شخص واحد، قلبًا وقالبًا، ولم يفترقا من ثم -بالفعل-إلا بالموت. كانا يتشاوران ويتنازلان، ولا ينفرد أحدهما عن الآخر، لا بالرأي ولا بالقرار، ولا يتحدث إلا باسمه واسم رفيقه، ويُكاتب ويشتري ويبيع ويتعاقد إلا بالسمين، هكذا «عبدالعزيز» و»محمد» الخريجي. وكانت تجارتهما، في البدء، في الأقمشة والمواد الغذائية، ثم امتدّت إلى أبعد من ذلك، فقد كانوا وكلاء لبعض الشركات والبنوك والأُسر، كشركة مصر للطيران، وبنك طلعت حرب، وبنك مصر».
واختتم المؤلف عبدالمجيد بن محمد بن عبدالكريم الخريجي، مقدمة الكتاب، بسطور عن «ثقة ولاة الأمر بآل الخريجي»، وكيف حظي «آل الخريجي» بتكليف ولاة الأمر بالإشراف على تنفيذ كثير من أعمال الدولة في المدينة النبويّة، من المنشآت والإنارة وتعبيد الطرق وغيرها، ويعهدون إليهم استقبال ضيوف الدولة من الملوك والرؤساء.
وقد احتوى الكتاب على وثائق وصور تاريخية نادرة، ومنها صور لآل الخريجي مع الملك سعود، والملك فيصل، والرئيس المصري محمد نجيب، والرئيس جمال عبدالناصر.