أقواسٌ متشابكة



(الحرب السوريَّة بدأت الآن، وما كان يجري في السابق مجرَّد شراء للمدافع)


هكذا افتتحت الغارديان صفحتها الرئيسة!

والبتول تستفتح مقالها اليوم..


(الحربُ السوريَّة انتهت، وما يجري الآن هو اقتسام الغنائم)

*****

الكلُّ يتحدَّث اليوم عن صحوة الثورة السوريَّة

ومعارك العزَّة والكرامة، وتوحيد الفصائل المعارضة

وإلى ما هنالك من مصطلحات طنَّانة رنَّانة أصبحت مدعاةً للتهكُّم والسخرية

الحربُ انتهت، ووضعت أوزارها، لتبدأ مرحلة جلوس المنتصرين حول المائدة

مرحلة اقتسام الغنائم.. والأيام قادمة بيننا!

*****

الروس أصحاب اليد العُليا عسكريًّا..

سيُقيمون قواعدهم العسكريَّة على طول الساحل السوريِّ على البحر المتوسط

وهي حصة ليست بالقليلة، إذا ما أدركنا أنَّ هذا المنفذ البحريَّ هو الوحيد لروسيا

وهو حلم القياصرة المعروف من عقودٍ وقرونٍ!

من هنا كان على الروس أنْ يذهبوا صاغرين، لينالوا مباركة البيت الأبيض في إقامة

هذه القواعد، مقابل أيضًا أن تتوقف الولايات المتحدة عن دعم الفصائل المعارضة

والذي من شأنه إطالة أمد الحرب، التي قد تُهدِّد الروس بتحوَّل سوريا

إلى كابوس أفغاني آخر يعيد إلى الذاكرة الحرب الأفغانيَّة المشؤومة بالنسبة للسوفييت!

*****

وأمريكا ستقيم الدولة الكرديَّة.. والأتراك بدورهم اكتشفوا المكيدة لكن متأخِّرًا

فالكاوبوي الأمريكي الذي وعدهم بعدم إقامة دولة كرديَّة سيتنكَّر لكلِّ وعوده السابقة تحت الشعار الأمريكي المعروف «كلام الليل يمحوه النهار»

وعلى أردوغان، ومَن سيخلفه أن يقبلَ بدور الشرطيِّ الأمريكي لسنوات طويلة قادمة

يُقدِّم فيها الولاء والطاعة لسيِّد البيت الأبيض

الذي سيُسخِّره في قفل الباب الآسيوي في وجه أوروبا

التي طالما ركلته بعيدًا عن حضنها!

*****

الإيرانيون لم يكونوا واقعيين حين حلموا أن تعيد أمريكا في سوريا

ما فعلته في العراق حين سلَّمت مفاتيح بغداد لملالي طهران

لكنَّ الرياح ستجري بما لا تشتهي سفن إيران

وسيبقى أقصى حلم فارس أن لا يقوم نظام في سوريا معادٍ لطهران

بالطبع هذا لن يحدث؛ لأنَّه يتعارض مع مصلحة واشنطن بأن يهدأ الخليج، ويلقط أنفاسه!

*****

أيُّها المُتأمِّل قل لي بربك..

هل تجد في إيران والعراق وسوريا وتركيا واليمن ودول الخليج وليبيا ومصر

شيئًا يجمع بينهم، سوى أنَّهم قوسٌ سُنِّيٌّ يُواجه قوسًا شيعيًّا؟

ولكنْ مهلاً.. هناك شيء آخر تستطيع أن تضيفه لتأمُّلاتك

إنَّهم ليسوا سوى منطقة لدول العالم الثالث

شعوبهم يستحقون برأي الدول العظمى أن يُستعبدوا ويُسحقوا وتُسلب ثرواتهم

بينما يُوجِّهون لبعضهم أقواسهم!

أخبار ذات صلة

تحديات وصعوبات
الإدارة بالتجوال!!
أباتشـــــي
الردع.. بين نزاهة والأتمتة
;
تركيا قد تكون داء أو دواء.. لسوريا الجديدة
«وفد الرحمن».. لخدمة ضيوفه
المملكة.. تخطط لنسخة استثنائية من كأس العالم
كأس العالم يفوز بـ(السعودية)
;
شوارع الأحياء في عام ٢٠٣٤م..!!
باب الشامي وعمارة باب الكومة
في حب القراءة
سوريا.. المستقبل إلى أين..؟
;
أهمية رعاية الطلبة من ذوي القدرات الخاصة
أهلاً بالعالم في السعودية
مونديال 2034.. حدث عالمي في السعودية
السعودية (تحتضن) العالم