متاحف أبها الأثرية تستعد لعرس عاصمة السياحة العربية
تاريخ النشر: 15 يناير 2017 03:18 KSA
تعد متاحف منطقة عسير التراثية من أغنى المتاحف بثرائها التاريخي والتراثي، وتعبر عن حضارات المنطقة وما حفظته ذاكرة الأجيال المتعاقبة من قطع أثرية قديمة وغيرها، ومن بين أبرز تلك المتاحف الجحل والراقدي والأجيال ودار ألمع وتمنية التراثي، وهي متاحف خاصة في مدينة أبها عاصمة السياحة العربية ٢٠١٧م، حيث يستعد أصحابها لاستقبال الحدث الكبير بين عمليات ترميم وتوسعة وبين خطط لتفعيل دورهم خلال المناسبة وإسهامًا في نهضة الجانب الثقافي والسياحي.
أكد مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة بأن فرحة عسير بافتتاح فعاليات وبرامج احتفالات أبها بقلب عاصمة السياحة العربية ٢٠١٧ جعلت المجتمع المحلي يتسابق لاستقبال هذا الحدث المهم وما جهود أصحاب المتاحف الخاصة نحو التجهيز والإعداد لذلك لأكبر دليل على ما يتمتع به أبناء المنطقة من التفاعل مع الأحداث والمناسبات الرسمية.
14 ألف قطعة في متحف الجحل
يقع في باحة ربيعة، التي تبعد ٥ كيلو عن منتزه السودة الشهير ويشتمل على ٢٣ جناحا، تضم أكثر من ١٤ ألف قطعة ويقدم الأكلات الشعبية للمنطقة بواسطة الأسر المنتجة، بحيث يمكن للسائح الاستمتاع بجولته في المتحف واستراحته فيه من خلال أماكن مخصصة، ويرى صاحب المتحف علي العاصمي أن متحفه ينافس في الجاهزية أكبر المتاحف العربية من خلال القطع النادرة والمخطوطات القديمة ويمتاز بإقامته في منزل أسرته التراثي مستثمرا كل العناصر التراثية التقليدية في البناء من المنطقة وفن القط العسيري في صياغة الشكل النهائي للمتحف ومزود ببطاقات تعريفية لكل قطعة.
كما أن هناك مداخل لذوي الاحتياجات الخاصة ومرافق عامة مثل المصليات ودورات المياه ولوحات إرشادية للسايح وابتكر العاصمي تطويرا مختلفا بالاستفادة من مواهب أسرته بالكامل حيث إن ابنته فاطمة العاصمي أوجدت لنفسها جناحا في المتحف يضم ٨٣ لوحة فن تشكيلي وقع عليها أمراء وشخصيات بارزة في المجتمع فيما يقوم برفقة وزوجته وكل أفراد أسرته بدور المرشدين السياحيين في المنطقة للتعريف بالمتاحف الموجودة بها وكل الأماكن السياحية.
وأفصح عن تطلعه إلى إيجاد موقع في المتحف لتقديم الأفلام الوثائقية، التي تحاكي أصالة وتراث المنطقة، مشددا على أن متاحف عسير الخاصة ستستفيد من مناسبة أبها عاصمة السياحة العربية في زيادة عدد الزوار، وأن هيئة السياحة والتراث الوطني تقدم الدعم لكل المتاحف الخاصة نحو التطوير والحفاظ على التراث الثقافي والحضاري للمنطقة.
آلاف الزوار بمتحف المليوني ريال
يقع متحف الأجيال التراثي في قرى بني مالك عسير ويبعد عن وسط مدينة أبها نحو ١٥ كيلو شيده صاحبه عبدالله مشبب بنحو مليوني ريال، ويشهد إقبالا كبيرا، خصوصا في موسم الصيف يصل إلى٥٠٠٠ زائر مستفيد من زيارة الجامعات والمدارس.وشدد مشبب على أن أصحاب المتاحف يقومون بشكل مستمر على عميلة التطوير والتوسعة وإضافة برامج جديدة وسوق للأسر المنتجة وتقديم أكلات شعبية تشتهر بها المنطقة ومعرجا على أهمية إيجاد وسائل دعائية ولوحات إرشادية وبروشورات من قبل الجهات المختصة، التي يجب أن تقف جنبا إلى جنب أصحاب المتاحف، التي بدأت في الاهتمام واستضافة الفن التشكيلي والجلسات الشعبية والأسواق وتقديم كل ما يمكن أن يستقطب السياح.
«الراقدي»..عمره ربع قرن
يقع متحف الراقدي بجوار جبل ذرة «الجبل الأخضر» أحد معالم أبها يعود تاريخه لربع قرن من الزمان ويضم أكثر من ٢٠٠٠ قطعة أثرية ومخطوطات نادرة وكشف صاحبه محمد الراقدي أن هناك العديد من الأفكار التطويرية، التي يقوم حاليا بتنفيذها في متحفه من خلال توسعته، وإضافة الأجنحة الجديدة، ولكنه أكد على أهمية تضافر الجهود مع هيئة السياحة والتراث من قبل الجهات الحكومية في توجيه الوفود والزيارات للمتاحف الخاصة على مستوى المنطقة.
القرني: لوحات للتعريف بالمتاحف وتنظيم زيارات للطلاب
أوضح مدير مكتب الآثار والمتاحف بمنطقة عسير سعيد بن علي القرني أن أصحاب المتاحف الخاصة كرسوا وقتهم وجهدهم للحفاظ على تراث المنطقة الثقافي، وأن هيئة السياحة والتراث الوطني تسعى جنبا إلى جنب معهم إلى توفير الدعم والمساندة في تطوير متاحفهم وتسهيل ما يمكن للتعريف بها، مستشهدا بمخاطبة فرع هيئة السياحة بالمنطقة الجهات المعنية لتوفير لوحات إرشادية على الطرق لتعريف الزوار بتلك المتاحف ومواقعها، وهو ما أوصت به ملتقيات أصحاب المتاحف الخاصة الثلاثة، إضافة إلى برنامج يعد له حاليا للتنسيق مع إدارة التعليم بالمنطقة والمحافظات لجدولة زيارات الطلاب من المدارس الحكومية والأهلية لتلك المتاحف لترسيخ مفهوم السياحة الثقافية لديهم. وأضاف القرني أن الهيئة تعكف حاليا على التجهيز لتصنيف المتاحف الخاصة حسب نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، الصادر بالمرسوم الملكي رقم م /3 وتاريخ 1436/1/9 لتحمل شعار متحف سعودي وفق فئات التصنيف أ وب وج وما عدا ذلك يعتبر مجموعات خاصة، مما ستكون حافزا لدى أصحاب المتاحف لتطويرها لتحصل على الفئة الأعلى وفقا لما تم توضيحه خلال ورشة العمل لأصحاب المتاحف الخاصة بمحافظة النماص للاطلاع على المعايير والاشتراطات لتحقيق عملية تصنيف المتاحف.
1700 قطعة في «دار ألمع»
يقع متحف دار ألمع في حي الوردتين، حيث يضم العديد من المخطوطات وعدد ١٧٠٠ قطعة تراثية وأبان صاحبه محمد المتعالي أن متحفه، الذي أسسه منذ عام 1999م يستقطب طلاب الماجستير والدكتوراه والباحثين من كل مناطق المملكة، وأنه يخضع لعملية توسعة وترميم ومؤكدا في الوقت ذاته أنه يستكمل مسيرة أسرته في الحفاظ على التراث والآثار وكل ما يعبر عن هوية الإنسان في المنطقة ويعطي صورة عن تفاعله مع كل ما فيها من بيئة وفكر وحضارة.
آلات موسيقية عتيقة في متحف تمنية
يقع متحف تمنية شرق مدينة أبها بنحو ٤٠ كيلو من الجنوب الشرقي ويوثق تاريخ القرية، حيث يزخر بمحتويات كالدكان القديم والألعاب الشعبية والخناجر والعملات الورقية القديمة والآلات الموسيقية العتيقة، إضافة إلى المخطوطات من المصاحف المخطوطة والمطبوعة وحلي النساء والأدوات الدراسية القديمة وفي الطابق الثاني منه يتيح تصميم المتحف للزائر أن يعايش ما كان يعيشه السابقون من الأجداد، حيث يحاكي تصميمه الطراز المعماري القديم بمنطقة عسير.
مأكولات شعبية في المتحف التراثي
يقع المتحف التراثي بقرية آل قزع، التي تبعد عن أبها 40 والذي أسس عام 1428هـ، حيث يضم 2500 قطعة تراثية، وهو كغيره من متاحف المنطقة يوثق تاريخ المكان والإنسان وغالبا مقتنيات لما كان يستخدمه الإنسان العسيري في القدم من أدوات في مختلف شؤون حياته وبعض المراحل التاريخية للمنطقة، ويشير صاحبه عبدالله يحيى الشهراني إلى تعاونه مع أسر منتجة لتقديم المأكولات الشعبية لزوار المتحف، الذي يسعى لتطويره.