جيل الزمن الجميل



ما نعيشه حاضراً هذه الأيام لا يشبه بأي حال من الأحوال ماكنا نعيشه في الماضي حين كانت الأخلاق هي المرجع الحقيقي للمجتمع، وكانت المبادئُ هي الاصول التي تنظم حياة الناس ومعيشتهم، وكانت القيم هي المعايير التي يحرص كل فرد في المجتمع على أن يلتزم بها ليكون قدوة لغيره.


لقد تربى جيلنا في زمن لا تقنية فيه ولا إنترنت ولا هاتف نقال ولا فضائيات، وبالرغم من ذلك خَرَّجَ هذا الزمن رجالاً حملوا الأمانة، وأدوا الرسالة في كافة المجالات على أكمل وجه، والحمد لله رب العالمين.

ما دعاني لتذكر هذا الماضي الجميل رسالةٌ وصلتْ إليّ من أحد زملاء ذلك الزمن الجميل، أترككم معها كما هي دون تصحيح أو تعليق.


«نحن الطيبون...

- نحن الجيل الذي مشى إلى المدرسة سيراً على الأقدام ذهاباً وإيابا في عزِّ الحرِّ، وتحت زخات المطر، وعلى اختلاف الفصول، طوال العام الدراسي.

- نحن جيل اختبار المنهج الدراسي كاملاً من الجلدة إلى الجلدة، من دون ملازم ولا مدرس خصوصي ولا خيارات في الامتحان.

- نحن جيل (اكتب القطعة 10 مرات)، و»انهض إلى السبورة وحُلَّ المسألة أمام زملائك»، وكنا نحلها دون خطأ بسبب التحفيز الإيجابيّ الذي يبعثه فينا المعلمون.

- نحن جيل المجلات الحائطية، والنشاط المسرحي والرياضي، والمسابقات الثقافية والإذاعية.

- نحن جيل لم ينهرْ نفسياً من عصا المعلم، ولم يتأزم عاطفياً بسبب ظروف العائلة، ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا.

- نحن جيل لم ندخل مدارسنا بهواتفنا النقالة، ولم نشكُ من كثافة المناهج الدراسية، ولا حجم الحقائب المدرسية، ولا كثرة الواجبات المنزلية.

- نحن جيل لم يستذكر لنا أولياء أمورنا دروسنا، ولم يكتبوا لنا واجباتنا المدرسية. كنا ننجح بلا دروس تقوية، وبلا وعود دافعة للتفوق والنجاح.

- نحن جيلٌ لم يتربَّ على كلماتِ التافه من الأغاني، بل تربينا على كلماتِ القرآن الكريم، وكنا نُقبِّل المصحف كلما فتحناه أو أغلقناه.

- نحن جيل كان يلاحقُ بعضُهُ بعضاً في الطرقات القديمة بأمان، ولم يخش مفاجآت الطريق، ولم يعترض طريقه لص ولا مجرم ولا خائن وطن.

- نحن جيل كنا ننام عند انطفاء الكهرباء في فناء المنازل، ونتحدث كثيراً، ونتسامر كثيراً، ونضحك كثيراً، وننظر إلى السماء بفرح، ونعد النجوم حتى نغفو.

- نحن جيل كنا نحرك كفوفنا للطائرة بفرح، ونُحيي الشرطي بهيبة.

- نحن جيل تربينا على المحبة والتسامح والصفح... نبيت وننسى زلات وهفوات بَعضنا.

- نحن جيل كان للوالدَيْنِ في داخلنا هيبة، وللمعلم هيبة، وللعشرة هيبة، وكنا نحترم سابع جار... ونتقاسم مع الصديق اللقمة والمصروف والأسرار.

نحن أبناء الزمن الجميل.. فهل تذكرون»؟

أخبار ذات صلة

جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
الإنسان النصف!!
;
من طوكيو إلى واشنطن بدون طيار!!
التعليم أهم رسالة.. والمعلم أهم مهنة
كوني قوية فلستِ وحدكِ
شهامة سعودية.. ووفاء يمني
;
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
هل يفي ترامب بوعوده؟
;
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!