المسرحية للتمثيل أم للقراءة؟
تاريخ النشر: 08 مارس 2017 03:16 KSA
منذ نشأة المسرحية في الأدبين: اليوناني والروماني وسمة التمثيل تغلب عليها ومع تقدم الزمان وفي القرون الأخيرة استمرت ظاهرة تمثيل المسرحية وإلى ما بعد زمن شكسبير.
ويمثل إبسن ظاهرة تحول خطيرة في حقل: المسرحية حيث بدأت على يديه نشأة ظاهرة المسرح الذهني وبدت صفة القراءة للمسرحية تظهر على السطح.
وفي الأدب العربي الحديث يمثل: توفيق الحكيم ظاهرة مماثلة لظاهرة إبسن في الأدب الأوربي وربما بصورة أعمق وأكثر شمولا نظرا لقدرة الحكيم على النتاج الغزير، فقد ملأت مسرحياته ساحة كبيرة من عالم المسرحية في الأدب العربي الحديث، ولم ينافس الحكيم منافس إلى يومنا هذا، فضلا عن لغة الكتابة عنده من خلال ابتداعه للغة الكتابة الثالثة بمعنى «اللغة الوسط بين الفصحى والعامية» وهي قدرة مذهلة تحسب له حيث تفرد بها بين كل كتاب المسرحية العرب وما أندرهم فهم كالكبريت الأحمر!.
وهو في هذا المجال يقف بإزاء كاتب مسرحي يكتب بالعامية الصرفة مثل: نعمان عاشور!. واستمدت مسرحيات الحكيم جذورها ومضامينها من حقول شتى:
.التاريخي.
.الأسطوري.
.الفلسفي.
.النزعات الحديثة في المسرح العالمي كأدب اللامعقول: يطالع الشجرة.
وبمقابل ذلك ظل موهوب مثل يوسف إدريس يكتب المسرحية إلى جانب القصة القصيرة والرواية، يكتب مسرحياته لتمثل على المسرح فقط ظل يصرخ:
.مافيش مسرحيات للقراءة !
وكأنه ينفي صفة المسرح الذهني المكتوب الذي بقي بعد زوال زمن التمثيل، فمسرحيات شكسبير ذهب زمان تمثيلها وبقيت مكتوبة للقراءة على طول المدى وطول الزمان! إن المسرحيات التي كتبت وظلت مقروءة على طول الزمان شاهد على أن المسرحية تتماهى مع الرواية دوما ولذلك ستظل تقرأ وتقرأ!