قراءة المستقبل في الفنجان !
تاريخ النشر: 02 مايو 2017 01:07 KSA
هل نستطيع قراءة المستقبل ؟ ... أعتقد أن ذلك ممكن إنما يجب أن نكون حذرين في تحليل الحاضر لوضع توقعاتنا للمستقبل . لنأخذ مثلاً ( الربيع العربي ) .. إنها تسمية جذابة لأحداث سيئة أو أنها في معظمها سيئة. فهل كانت نتيجة ( ربيع براغ) مثلاً جيدة ، وهل أدى ذلك ( الربيع ) حقاً الى سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكيك تلك الإمبراطورية التي بناها لينين وشركاؤه وخلفاؤه ؟ وهل يشعر الأوكرانيون بالامتنان حقاً لأوربا وأميركا لمساهمتهم في ( ربيع الميدان ) ؟ ونعود ( للربيع العربي ) ، فماذا حدث نتيجة له . سقطت تونس وقامت فيها حكومة وليس فيها استقرار ، وانهارت ليبيا ولم يتحقق لمواطنيها أي أمن أو أمان وكادت مصر تتحول إلى كارثة لو لم يطرد الإخوان المسلمون من الحكم . وسقطت حكومة علي صالح باليمن وتحولت البلاد الى بلدان . وسقطت سوريا وكذلك العراق فـي فوضى غير خــلاقة تميزت بالدموية والبطش والوحشية والطائفية .
هناك مساحات ، في عالمنا العربي ، لم تصبها لعنة ( الربيع العربي ) ، ونتمنى لهذه ( المساحات ) أن تحافظ على استقرارها والسعي الى ذلك عملياً لا إعلامياً فحسب . فالراغب أو بالأصح المساهم في تغيير الأنظمة العربية يستهدف لا العرب كأمة وإنما العرب كدين . فالإسلام أصبح يشكل معضلة للنظام العالمي . فالمسلمون في أوربا وأميركا مثلاً تقبلوا كل الامتيازات في هذه المجتمعات ولكنهم يسعون الى تغيير المجتمعات الأوربية والأميركية لتصبح مشابهة للمجتمعات التي هاجروا منها متجاهلين حقيقة عجز مجتمعاتهم السابقة عن أن توفر لهم الامتيازات التي يتمتعون بها في مجتمعهم الجديد . كما أن الفقهاء الإسلاميين عاجزون هم أيضاً عن تطوير الفكر الإسلامي ليتناسب والتطور الذي حدث سياسياً واجتماعياً وعلمياً في العالم . مما دفع بالبعض للعودة الى الخلف والسعي لإعادة المجتمعات الى قرون سابقة لا تتناسب والحياة اليوم . والمشكلة التي يواجهها المجتمع العربي والإسلامي أن قادة ( النظام العالمي ) يعتقدون أن هناك حركات إسلام سياسي معينة يمكنها أن تساعدهم في تطوير الفكر الإسلامي ليكون أكثر اعتدلاً مما يبدو عليه اليوم ، متجاهلين أن هذه الحركات عجزت خلال سنين طويلة منذ نشأتها عن دعم فكر إسلامي معتدل ومتطور ، فكيف يمكن لها أن تحقق ذلك وهي في السلطة .
على كل حال ينبئنا المستقبل عن أن محاولات إسقاط النظام العربي ، وتنمية ما اتفق ( النظام العالمي ) على تسميته ( الفوضى الخلاقة ) ستتواصل ، وأنه ليست هناك قناعة ، كما هو واضح من وسائل إعلام ومراكز دراسات وتصريحات هذا النظام ، أن العديد من ( المساحات المستقرة ) قد استوعبت الدرس والمخاطر التي تتعرض لها ، حيث أنها لم تتمكن من بناء ( المؤسسات ) المطلوبة ولم تخطُ الخطوات الصحيحة لدرء الخطر عن استقرارها . لذا نتوقع أن تتواصل المحاولات على طول وعرض مساحة العالم العربي ، وربما بضع دول إسلامية ، وذلك خلال السنين القادمة لإشعال نار الفوضى التي يرون أنها ستكون ، في نهاية الأمر ، خلاقة بتحقيق فكر جديد ودول عربية مشغولة بخلافاتها (الديموقراطية ) الداخلية .
هناك مساحات ، في عالمنا العربي ، لم تصبها لعنة ( الربيع العربي ) ، ونتمنى لهذه ( المساحات ) أن تحافظ على استقرارها والسعي الى ذلك عملياً لا إعلامياً فحسب . فالراغب أو بالأصح المساهم في تغيير الأنظمة العربية يستهدف لا العرب كأمة وإنما العرب كدين . فالإسلام أصبح يشكل معضلة للنظام العالمي . فالمسلمون في أوربا وأميركا مثلاً تقبلوا كل الامتيازات في هذه المجتمعات ولكنهم يسعون الى تغيير المجتمعات الأوربية والأميركية لتصبح مشابهة للمجتمعات التي هاجروا منها متجاهلين حقيقة عجز مجتمعاتهم السابقة عن أن توفر لهم الامتيازات التي يتمتعون بها في مجتمعهم الجديد . كما أن الفقهاء الإسلاميين عاجزون هم أيضاً عن تطوير الفكر الإسلامي ليتناسب والتطور الذي حدث سياسياً واجتماعياً وعلمياً في العالم . مما دفع بالبعض للعودة الى الخلف والسعي لإعادة المجتمعات الى قرون سابقة لا تتناسب والحياة اليوم . والمشكلة التي يواجهها المجتمع العربي والإسلامي أن قادة ( النظام العالمي ) يعتقدون أن هناك حركات إسلام سياسي معينة يمكنها أن تساعدهم في تطوير الفكر الإسلامي ليكون أكثر اعتدلاً مما يبدو عليه اليوم ، متجاهلين أن هذه الحركات عجزت خلال سنين طويلة منذ نشأتها عن دعم فكر إسلامي معتدل ومتطور ، فكيف يمكن لها أن تحقق ذلك وهي في السلطة .
على كل حال ينبئنا المستقبل عن أن محاولات إسقاط النظام العربي ، وتنمية ما اتفق ( النظام العالمي ) على تسميته ( الفوضى الخلاقة ) ستتواصل ، وأنه ليست هناك قناعة ، كما هو واضح من وسائل إعلام ومراكز دراسات وتصريحات هذا النظام ، أن العديد من ( المساحات المستقرة ) قد استوعبت الدرس والمخاطر التي تتعرض لها ، حيث أنها لم تتمكن من بناء ( المؤسسات ) المطلوبة ولم تخطُ الخطوات الصحيحة لدرء الخطر عن استقرارها . لذا نتوقع أن تتواصل المحاولات على طول وعرض مساحة العالم العربي ، وربما بضع دول إسلامية ، وذلك خلال السنين القادمة لإشعال نار الفوضى التي يرون أنها ستكون ، في نهاية الأمر ، خلاقة بتحقيق فكر جديد ودول عربية مشغولة بخلافاتها (الديموقراطية ) الداخلية .