متى نكون منتجين!!

هل يمكن لأي دولة كانت أن تتحول من دولة تعتمد كلياً على منتج وحيد إلى دولة تنتج أشياء أخرى ذات أهمية، لتلبي أولاً احتياجات مجتمعها ثم المجتمعات والدول الأخرى بدءاً بجيرانها الإقليميين!

وهل ثقافة الشعب المنتج تتشكّل بمجرد الرغبة أو عبر برامج توعوية أو مقررات دراسية؟! هذا التحول لا شك مخاض طويل لا تصنعه الحاجة بقدر ما تصنعه القناعة! بمعنى أن نقتنع بأن الوقت قد أزف للانتقال من طور إلى طور، ومن حال إلى حال باعتبار ذلك أول خطوة في الطريق الصحيح! تماماً مثل المريض الذي يدرك أن الشفاء كامن في تناول الدواء، ولو كان مراً علقماً! هي الخطوة الأولى، لكنها لن تفي بالمطلوب، ولن يحقق الدواء هدفه، ما لم تتهيأ البيئة المناسبة الصالحة كي يقاوم الجسد أسباب المرض سواء كانت خلايا سرطانية أو فيروساً عتيداً أو بكتيريا خبيثة أو قصوراً في أحد الأعضاء الحيوية المهمة.


والذي يدرس انطلاقات الشعوب المتقدمة اليوم، يدرك مدى أهمية الخطوة الأولى، ومدى أثرها العميق فيما بعد، فاليابان مثلاً انطلقت (بعد أن دمرتها قنبلتا هيروشيما وناجازاكي الذريَّتان) من نقطة إتقان صناعة المحرك في أبسط صوره. إنها قصة «أوساهير» الذي أمضى 8 سنوات يسبر أغوار محرك إيطالي الصنع تفكيكاً ثم تربيطاً ثم تصنيعاً ليعود بعدها إلى بلاده، وقد فك شفرة التفوق الصناعي الأوروبي! وما هي إلاّ عدة عقود حتى تفوق التلميذ على أستاذه، وباتت اليابان ثالث قوة اقتصادية في العالم.

فرق بين أن تجلب عمالة من الخارج لتصنع محركاً، وبين أن تصنع المحرك قطعة قطعة بإشراف عقول وطنية وتنفيذ أيدٍ وطنية. من المحرك الذي صُنع في اليابان كانت الانطلاقة! فمن أين لبلادنا ودول الخليج أن تنطلق في مسار يبدأ بأيدٍ وعقول وطنية ويستمر برعاية عقول وأيدٍ وطنية وينتهي إلى منتج خالص صنعته عقول وأيدٍ وطنية!!


ولا خلاف أن التخطيط مهم والدراسات لازمة، لكن الوثائق والنصوص لا تكفي ولن تكفي، فالقضية أكبر من ذلك، والكل يدرك ذلك.

لا نريدها أحلاماً وردية، وإنما منتجات (من البداية إلى النهاية) وطنية.

أخبار ذات صلة

حياة جديدة وملهمة بعد الثمانين!
قصَّة غزَّة وعُزيْر..!!
الطائف والمشروعات التنموية
مراكز الأحياء ومرتكزات النجاح
;
بيجـــر
مسميات انحرفت بالأمة وشرمذتها
شيخ خبير خلف مهرجان البحر الأحمر السينمائي
دور البيئة البركانية في العمارة والتاريخ
;
يقول الناس!!
ثقافتنا.. والشركات الاستشارية الأجنبية
أبناؤنا واللغة العربية.. الهوية والإبداع
تعلم اللغة العربية جوهر جودة التعلم
;
أثر (القيلولة).. في تحسن التفكير الإبداعي
بين صيفين!!
سيناريوهات برنارد لويس في العالم الإسلامي
الصمت المُقنع