وثيقة حماس وجدلية «الكفاح المسلح»

* في تاريخ May,1948، أعلن السياسيُّ الصهيونيُّ ديفيد بن جوريون Ben-Gurionولادةَ الكيان العنصريّ الإسرائيليّ على أرض فلسطين العربيَّة والمسلمة، وكانت ولادة مصحوبةً بسفك الدماء، حيث قتلت العصاباتُ اليهوديَّة الإرهابيَّة وسيطَ السلام الدولي الكونت بيرنادوت Bernadott؛ لأنَّه كان بصدد تقديم تقريره للجمعيَّةالعامَّة للأمم المتحدة، بأحقيَّة عودة اللاجئين لأراضيهم التي أجْلَتْهم منها إسرائيل، مستخدمةً أيضًا القتلَ وسيلةً لبثِّ الذعر في نفوس السكان الأصليين، كما هو الحال في مجزرة دير ياسين، التي وقعت في 9 إبريل 1948م، وقُتل فيها ما يقرب من 254 فلسطينيًّا، وأعلنت عصابات الأرغون Irgunوالهاغاناة Haganahمسؤوليّتها عن المجزرة، وعليه تكون إسرائيل أول من سَنَّ نزعة الإرهاب في المنطقة.

* خسر العربُ حربَ 1948ملعوامل عدَّة، يأتي في مقدمتها بأنَّ الغرب بشقيه الرأسمالي والشيوعي، كان حريصًا لعوامل يتداخل فيها الديني بالسياسي والاقتصادي على بقاء هذا الكيان -أي إسرائيل- ويأتي التخلُّف الحضاري الذي كانت تعاني منه الدول العربيَّة بعد انقضاء الحقبة العثمانيَّة تاليًا للتشبُّث الغربي بالحفاظ على الوجود اليهودي في فلسطين.


* وفي 5/6/1967 م، لم يدخلالعرب معركة مع إسرائيل، فلقد ضربت طائرات الميراج المطارات المصريَّة، وحطَّمتها، وكانت النتيجةُ كارثيَّةً، فلقد احتلَّت إسرائيلُ أجزاءَ من مصر وسوريا، إضافة إلى ما تبقَّى من أرض فلسطين بما فيها القدس الشريف، وعلى هذه الخلفيَّة وُلد القرار 242، الذي صاغه اللورد كاردون Cardon، والذي نصَّ على سحب القوات الإسرائيليَّة من«أراضٍ» احتُلتْ في الحرب الأخيرة، وأضحى المرجعيَّة لكلِّ التسويات الأخرى، وكان الأساس الذي قام عليه اعتراف منظَّمة التحرير بوجود الكيان الإسرائيلي في عام 1988م، وأخيرًا قبلت حركة حماس -جهرًا لا سرًّا- بخيار ما يُسمَّى بالسلام، وذلك من خلال قبولها بقيام دولة فلسطينيَّة على الأراضي التي احتُلت في عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقيَّة.

* ويبدو أن (حماس) لم تكشف عن وثيقتها، والتيأثارت ضجَّةً في الإعلام العربي والغربي إلاَّ بعد اقتناع بأنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة لم تعد تحظى بالأولوية في العالم العربي المشغول بما عُرف باسم الربيع العربي، إضافة إلى الانقسام الفلسطيني نفسه، والذي يحول دون الوصول إلى وثيقة وطنية يتحقق من خلالها جَمعُ الشملِ الفلسطيني، لأنَّ ذلك الانقسام هو ما تستفيد منه حكومة الليكود، حيث تتوسَّع في بناء المستوطنات، وتقضم الأرض الفلسطينيَّة، أو ما تبقى منها، محقِّقةً حلمها فيما يُعرف باسم إسرائيل الكبرى.


* وللإخوة الفلسطينيين في سلوك الأحزاب والتيارات الصهيونيَّة المختلفة عبرةٌ،حتى وإن كانت من سلوكيَّات العدو المحتل، حيث يختلفون في مناحٍ شتَّى، ولكنَّهم يقفون صفًّا واحدًا ضد الشعب الفلسطيني الأعزل .

ومثال آخر نسوقه من الواقع السياسي الإيرلندي، حيث استطاعت حكومةبلير العماليَّة جلب طرفي الصراع من بروتستانت وكاثوليك، فيما سُمِّي بـ»اتفاق الجمعة العظيم»، والفلسطينيون أولى من غيرهم باتِّحاد الكلمة، وجمع الشمل، وتقديم المصالح الوطنيَّة على الخلافات الآنيَّة، والتي لا بأس من ترحيلها حتَّى يتمكَّن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة.

أخبار ذات صلة

قطار الرياض.. إنجاز يقودنا إلى المستقبل
كورنيش جدِّة والمستهترون
«الستر» قيمة حياتية وصفة ربانية
ورم عبر القارات!!
;
قصَّتي مع جبل فوجي..!!
ميزانيَّة الخير: نجاحات رغم التحدِّيات
حملة «وعد» هي السَّند
الطرق البطيئة
;
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
;
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية