الرئيسة الراقصة!

* في العديد من الـدول العربية تتسابق وسائل الإعلام ولاسيما الفضائيات لتكريس حضور (المُـمَـثّـلِـيـنَ والـمُـمَـثّـلات، والمُـطْـربـيـن والمطربات وحتى الرَّاقِـصَــات)؛ بحيث تخصّـص للحوارات معهم، ولتفاصيل حياتهم معظم البرامج وساعَـات الـبَــثّ !!.

* (وتلك الفئات) هي الحاضـرة في المسابقات التلفزيونية وبرامج التغطيات للأعياد والمناسبات الوطنيّـة، وكأنهم الأحياء فقط أما بقية المجتمع بعلمائه ومثقفيه وحتى بسطائه الكادحين قَـد ماتوا!.


* بَــل حتى برامج (التوك شَــو) المشهورة التي كانت نافذة لطرح القضايا السياسية والاجتماعية، ركِـبَـت الموجة وتخلّـت عن مَـسَـارها ووقَــارِها واحتضنت أولئك!

* ذلك الواقع الذي تعيشه الساحة الإعلامية العربية يؤكد أن هناك محاولة لتفريغ المجتمع من رموزه الناجحة حقيقة، ومن شبابه المبدع المبادر، ومن نسائه وفتياته العظيمات، وسَـجْـن كلِّ أولئك ودفنهم في بيوتهم أو بين أوراق كتبهم وأطروحاتهم وثنايا مبادراتهم وإنجازاتهم، والعَـمَـلُ بِـجِــدٍّ واجتهاد على جَـعْــل طائفة (الفنانين والراقصات) نماذج وقُـدوات للشباب!.


* وفي ظِــل ذلك الواقع المأسَــاوي ومِــن وَحْـيـه لاغَـرابة أنت تُـخْـتَــارَ قبل سنين أو ثلاث إحدى الرّاقِـصَــات لتكون هي (الأمَّ المثالية) في مجتمع يزيد تعداد سكانه على (90 مليون نسمة) يَــعْـتَـزّ ونحنُ معه بالكثير من الأمهات المكافحات في خدمة أُسَـرِهِـنّ ووطنهنّ، ولاعجب أن تُـفَـاخِــرَ إحدى الأكاديميات في (جامعة ما) بنشر مقاطعها الراقصة في مواقع التواصل، دون اعتبار لرسالتها التربوية والأكاديمية، بل وقبل أيام أعلنتْ بمشهد راقِـص عن تَـرشّـحها للرّئاسَــة .!!

* وهنا سيطرة (أهل التمثيل والغناء والرَّقْـص) على الفضاء العربي له أهدافه المادية، لكن يبدو أن الغرض الأهمّ إبعاد المجتمع عن الـخَـوض في قضاياه المعيشية والإنسانية والـخَـدمِـيّـة المهمة، وتوجيهه لكيما يغرق في متاهات الفراغ الفكري، وسلوكيات وممارسات بعينها باعتبار أنّ معظم أولئك الفنانين والفنانات مجرد أجساد خاوية من الـدّاخل لا تَحْـمِـل هَـمّ أيّـةَ قضية، فهم مجرد أدوات في أيادي المخرجين والمنتجين؛ مع وجود استثناءات لفنانين مثقفين وأصحاب رسالة (نحترمهم، ولكنهم قِـلْـة)!!

* أخيراً المجتمعات تنهض يا سادة بالعلم والثقافة والفكر، وبصناعة الـقــدوات الناجحة، وليس بمشاهد التمثيل والغناء والرّقــص، فمتى نصــحــو من هـذا الـسّـبَــات؟!

أخبار ذات صلة

قطار الرياض.. إنجاز يقودنا إلى المستقبل
كورنيش جدِّة والمستهترون
«الستر» قيمة حياتية وصفة ربانية
ورم عبر القارات!!
;
قصَّتي مع جبل فوجي..!!
ميزانيَّة الخير: نجاحات رغم التحدِّيات
حملة «وعد» هي السَّند
الطرق البطيئة
;
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
;
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية