جيل يُسْأَل عن جيل

الشغل الشاغل الذي يدور في ذهن قائد الشركة المسؤول عنها.. هو الربح الذي يؤدي إلى إرضاء المساهمين وأعضاء الإدارة.. الذين لا يعترفون بالنجاح إلا بالنتائج الإيجابية ويقيسون تفوُّقهم بطريقٍ واحد.. وليس غيره..

ويعمل مديرو الشركات على أن يتم تقييمهم في التحاليل المالية بمدى تفوّقهم في تخفيض نفقاتهم.. وأيضًا تقليل العمالة والأجور والمكافآت..


ولكن هناك من يرى أهدافًا أبعد من ذلك.. وهو العمل على إرضاء موظفيهم والعاملين معهم.. لخلق مناخ ملائم لجودة العمل والاستقرار..

وأيضًا يبدأ الموظفون في بذل الجهد.. والعمل المضني أحيانًا لاستقرار شركتهم واستمرار نجاحها.. مقابل تحسُّن دخولهم والمقابل المادي الذي يتناسب مع أدائهم وجهدهم.. ليكون رافدًا لحياتهم اليومية والعائلية..


ويدور في أذهان المساهمين دائمًا.. متى تصرف الشركة أرباحا؟ ومتى ترتفع أسهمها في السوق؟..

معظم الشركات تعتقد وبقوة أن بقدرتها على إعطاء موظفيها أقل الأجور.. سوف يكون لها مكان للربح والتقدم والمنافسة.. لكن الرواتب الأقل عادةً تكون لمن هم أقل تدريبًا ومعرفة وأداءً.. وبذلك يرى مسؤول الشركة بالاستبدال للتوفير بهؤلاء الأقل مهارة..

والمجتمعات التي تستقطب العمالة الزهيدة.. لا تستطيع أن تقوم بالتدريب بالشكل المجزي.. ذلك أن الأداء الاجتماعي يعتمد دومًا على الثقافة التي ورثها أو تعايش معها.. وذاك يعني وقتًا وجهدًا لا تُوفِّره إلا الأزمات المالية والاقتصادية.. التي تبرز الحاجة والعمل والتفوق والإبداع والصبر والتحمل..

إن الجيل الذي عاش في كنف من الرغد.. وحتى ولو لم يكن كبيرًا عند السواد الأعظم.. إلا أنه ترعرع في مناخ يُلبِّي متطلباته.. ولا يشعر بالمسؤولية والمشاركة..

ولإعادة البناء لهذا الجيل فلابد من تضافر الجهود خارج نطاق الأسرة وداخلها.. بل وتوجه رسمي للمساعدة في ذلك..

ومع هذا فإن الجيل الذي نشأ وترعرع على الفانوس والبابور والزير والشربة لم يستطع أن يُرَبِي كما كان يُرَبَى.. والسبب في ذلك يحتاج أن يُسأل عنه الآباء وليس الأجداد.. فقد أدى الأجداد ما عليهم.. أما الآباء فإنهم يحصدون ما زرعوه.. إلا من رحم ربي..

«وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا».. سورة الفرقان، آية رقم 74.

أخبار ذات صلة

حفر الباطن.. بوابة الاستثمار ورؤية المستقبل
عقبة الهدا.. إغلاق وذكريات!!
سن الأربعين
2025 السعودية ستنمو وتعلو وتسمو
;
«غزاة» غزة والجريمة التاريخية
طقوس الضيافة: طريقة الإنسان في استحضار وجوده الهَش
تجارب ثرية في طيران المدينة
«بلانا منَّا وفينا»
;
الشعب السوري.. وعودة الروح
التطوع والمسؤولية الاجتماعية.. الدلالة والمؤشر
السعودية التي لا تعرفها!!
الإدارة بالستر!
;
بالشكر تدوم النعم
المملكة.. «إذا حضر الماء»
المفاجأة.. التي باغتت سكان بومبي
المفاجأة.. التي باغتت سكان بومبي
ثلاثة أيام في نجران