لا بأس من تكريم النفس!!
تاريخ النشر: 24 مايو 2017 01:08 KSA
«أَعْظَم نِفَاق»، رِوَايَة مِن رِوَايَات الكَاتِب المِصري الكَبير «يوسف السباعي»، وتَحكي عَن مَرحلة مُهمَّة مِن مَرَاحِل مِصر، فِي القَرن المَاضي..!
لَن أَتحدَّث عَن فِكرة الرِّوايَة وفصُولها وأَبطَالها، بَل عَن الإهدَاء فِيهَا، حَيثُ أَهدَى العَمّ «يوسف» الرِّوَايَة إلَى نَفسه قَائِلاً: (إلَى خَير مَن اسْتَحق الإهدَاء، إلَى أَحبّ النَّاس إلَى نَفسي، وأَقربهم إلَى قَلبي، إلَى «يوسف السباعي».. ولَو قُلتُ غَير هَذا، لكُنتُ شَيخ المُنَافقين فِي أَرض النِّفَاق)..!
ثُمَّ بَرَّر هَذا الإهدَاء بقَوله: (دَفعَني إليهِ أَمرَان: أَوّلهما أَنِّي لَا أَودُّ أَن أَكون -كَما قُلتُ فِي الإهدَاء- أَوّل المُنَافقين فِي أَرض النِّفَاق، وأَنِّي لَا أَرغب فِي أَن أُتّهم بأنِّي أَنْهَى عَن خُلُقٍ وآتِي مِثله.. أَو أنِّي آمُر النَّاس بالبِرِّ وأَنسَى نَفسي.. بَل أُريد أَنْ أَكون أَوّل مَن يَخلع رِدَاء النِّفَاق فِي أَرض النِّفَاق، فأَبدو عَلى حَقيقتي أَنَانياً مَغروراً. وثَانيهما أَنِّي أَودُّ أَن أُكرِّم نَفسي؛ وهي عَلى قَيد الحيَاة، فأَشَدُّ مَا أَخشَى أَنْ لَا يُكرِّمني النَّاس إلَّا بَعد الوَفَاة، ونَحنُ شَعبٌ يُحب المَوتى، ولَا يَرَى مَزَايَا الأحيَاء، حَتَّى يَستَقروا فِي بَاطن الأَرض..!
إنِّي أُريد كُلّ شَيء وأَنَا حَيّ، أُريد مَا بالدُّنيَا وأَنَا فِي الدُّنيَا، أَمَّا الخلُود والذِّكرَى والتَّاريخ، فمَا حَاجتي إليهَا وأَنَا عِظام نَخرة، تَثوَى فِي قَبرٍ بقَفرة. مَا حَاجتي إلَى تَقدير الأحيَاء، وأَنَا بَين الأَموَات؟، مَا حَاجتي إلَى أَن يَذكروني فِي الدُّنيَا، وأَنَا فِي الآخِرَة؟، ويُمجِّدوني فِي الأَرض، وأَنَا فِي السَّمَاء؟، إنِّي أَبغى المَديح الآَن والتَّقدير الآَن، وأَنَا أَسمَع وأَحسّ، فمَا أَمتَعني شَيء كسَمَاع المَديح والتَّقدير.. قُولوا عَنِّي -مُخلصين- وأَنَا بَينَكم: «إنِّي كَاتبٌ كَبير قَديرٌ شَهير»، و»إنِّي عَبقري أَلمعي لَوذعي»، فإذَا مِتُّ فشَيّعوني بأَلف لَعنة، واحملُوا كُتبي فأَحرقوها فَوق قَبري، واكتبوا عَليه: «هُنَا يَرقُد أَكبَر حِمار، أَضَاع عُمره فِي لَغوٍ وهَذر..!
إنِّي لَاشكّ رَابِحٌ كَاسِب.. لقَد سَمعتُ مَديحكم وأَنَا حَيّ محتَاج إليكُم، وصَمَمتُ أُذني عَن سِبَابكم وأنَا مَيّت، أَغنَاني الله عَنكم وعَن دُنيَاكم. هَل عَلمتم لِمَ أَهديتُ الكِتَاب إلَى نَفسي؟، لأنِّي أُحبّ نَفسي وأُقدّرها، ولَديَّ الجُرأة عَلى أَنْ أَقول ذَلك)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّني تَعمّدتُ أَنْ أَذكُر هَذا الإهدَاء، لعِلمِي أَنَّ الرِّوَايَة قَد اندَثَرَت مِن الأسوَاق، لأنَّها طُبعت فِي أَواخِر القَرن المَاضي، وأَنَا عَثرتُ عَليهَا بالصُّدفَة في حرَاج الصَّواريخ بجُدَّة -بضَم الجِيم-..!!
لَن أَتحدَّث عَن فِكرة الرِّوايَة وفصُولها وأَبطَالها، بَل عَن الإهدَاء فِيهَا، حَيثُ أَهدَى العَمّ «يوسف» الرِّوَايَة إلَى نَفسه قَائِلاً: (إلَى خَير مَن اسْتَحق الإهدَاء، إلَى أَحبّ النَّاس إلَى نَفسي، وأَقربهم إلَى قَلبي، إلَى «يوسف السباعي».. ولَو قُلتُ غَير هَذا، لكُنتُ شَيخ المُنَافقين فِي أَرض النِّفَاق)..!
ثُمَّ بَرَّر هَذا الإهدَاء بقَوله: (دَفعَني إليهِ أَمرَان: أَوّلهما أَنِّي لَا أَودُّ أَن أَكون -كَما قُلتُ فِي الإهدَاء- أَوّل المُنَافقين فِي أَرض النِّفَاق، وأَنِّي لَا أَرغب فِي أَن أُتّهم بأنِّي أَنْهَى عَن خُلُقٍ وآتِي مِثله.. أَو أنِّي آمُر النَّاس بالبِرِّ وأَنسَى نَفسي.. بَل أُريد أَنْ أَكون أَوّل مَن يَخلع رِدَاء النِّفَاق فِي أَرض النِّفَاق، فأَبدو عَلى حَقيقتي أَنَانياً مَغروراً. وثَانيهما أَنِّي أَودُّ أَن أُكرِّم نَفسي؛ وهي عَلى قَيد الحيَاة، فأَشَدُّ مَا أَخشَى أَنْ لَا يُكرِّمني النَّاس إلَّا بَعد الوَفَاة، ونَحنُ شَعبٌ يُحب المَوتى، ولَا يَرَى مَزَايَا الأحيَاء، حَتَّى يَستَقروا فِي بَاطن الأَرض..!
إنِّي أُريد كُلّ شَيء وأَنَا حَيّ، أُريد مَا بالدُّنيَا وأَنَا فِي الدُّنيَا، أَمَّا الخلُود والذِّكرَى والتَّاريخ، فمَا حَاجتي إليهَا وأَنَا عِظام نَخرة، تَثوَى فِي قَبرٍ بقَفرة. مَا حَاجتي إلَى تَقدير الأحيَاء، وأَنَا بَين الأَموَات؟، مَا حَاجتي إلَى أَن يَذكروني فِي الدُّنيَا، وأَنَا فِي الآخِرَة؟، ويُمجِّدوني فِي الأَرض، وأَنَا فِي السَّمَاء؟، إنِّي أَبغى المَديح الآَن والتَّقدير الآَن، وأَنَا أَسمَع وأَحسّ، فمَا أَمتَعني شَيء كسَمَاع المَديح والتَّقدير.. قُولوا عَنِّي -مُخلصين- وأَنَا بَينَكم: «إنِّي كَاتبٌ كَبير قَديرٌ شَهير»، و»إنِّي عَبقري أَلمعي لَوذعي»، فإذَا مِتُّ فشَيّعوني بأَلف لَعنة، واحملُوا كُتبي فأَحرقوها فَوق قَبري، واكتبوا عَليه: «هُنَا يَرقُد أَكبَر حِمار، أَضَاع عُمره فِي لَغوٍ وهَذر..!
إنِّي لَاشكّ رَابِحٌ كَاسِب.. لقَد سَمعتُ مَديحكم وأَنَا حَيّ محتَاج إليكُم، وصَمَمتُ أُذني عَن سِبَابكم وأنَا مَيّت، أَغنَاني الله عَنكم وعَن دُنيَاكم. هَل عَلمتم لِمَ أَهديتُ الكِتَاب إلَى نَفسي؟، لأنِّي أُحبّ نَفسي وأُقدّرها، ولَديَّ الجُرأة عَلى أَنْ أَقول ذَلك)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّني تَعمّدتُ أَنْ أَذكُر هَذا الإهدَاء، لعِلمِي أَنَّ الرِّوَايَة قَد اندَثَرَت مِن الأسوَاق، لأنَّها طُبعت فِي أَواخِر القَرن المَاضي، وأَنَا عَثرتُ عَليهَا بالصُّدفَة في حرَاج الصَّواريخ بجُدَّة -بضَم الجِيم-..!!