اللغة الحسية في البرامج الرمضانية !
تاريخ النشر: 31 مايو 2017 01:08 KSA
بعض الأسماء والبرامج ارتبطت برمضان ربما لأنها تحقق أعلى نسب مشاهدة خلال عرضها كما يقال، وبما أن استمرار مسلسل أو برنامج بناء على نسبة المشاهدة، أصبح شهر رمضان الفضيل شهر البرامج والمسلسلات، والبرنامج المحظوظ، الذي ولد في فمه ملعقة من الذهب كما يقولون، هو الذي يجد له مساحة زمنية على شاشة التلفزيون بين المغرب والعشاء في شهر رمضان، لأنه الوقت الذي تجتمع فيه الأسرة بعد الافطار أمام التلفزيون، ويخضع الكبار لمزاج الصغار أو العكس، لكن في كل الأحوال تفوز تلك البرامج والمسلسلات التي لديها حظ البث في تلك الفترة الحيوية من الشهر الفضيل، ويحصد البرنامج أعلى نسبة مشاهدة، حتى لو كان بلا موضوع أو رؤية وهدف، أي سطحي أو سخيف وتافه.
هل نحن نستكمل السقوط من المنحدر القيمي والأخلاقي في البرامج والمسلسلات التلفزيونية، كما حدث مع الموسيقى وكلمات الأغاني، بعد « السح الدح « إلى « بوس الواوا « و « حبيبي برشلوني « كنت في مناسبة، واستمعت إلى تلك الأغنية التي هاج معها المكان بالرقص، سألت عن معنى « حبيبي برشلوني « ظهر مستوى جهلي المركب لمحدثتي التي أوضحت لي أن « الحبيب يشجع فريق برشلونه» لملمت جهلي في منديل خجلي ولذت بالصمت، لم أكن أدرك - لقلة متابعتي للتلفزيون - أننا سننحدر من ذات الهاوية تلفزيونياً إلا وأنا أتابع التلفزيون في رمضان، هذا التقليد الذي تلتزم به معظم الأسر في رمضان، بعد الإفطار لتناول القهوة والشاي والحلوى، ويخضع الأقلية لرغبة الأكثرية في متابعة برنامج أو مسلسل، حتى يحين وقت
صلاة العشاء فينصرف كل إلى غايته.
كنا نتابع مسلسل ليالي الحلمية الذي كان يعرض على القناة المصرية بأجزائه، كل سنة جزء، ارتبطنا بالمسلسل وأبطاله، لأنه كان ولازال علامة بارزة في الدراما المصرية والعربية، ثم بوابة الحلواني، وعدد كبير من المسلسلات القيمة فنياً وثقافياً وتاريخياً، ولم نكن نتصور أن ينحدر بنا الحال لنشاهد برامج ومسلسلات تنضح تفاهة ولغة هابطة وحركات تستجدى اثارة المشاهد لمواصلة شغف المتابعة كما يحدث مع برنامج « رامز « المقرر السنوي على المشاهد العربي، رغم الجدل المثار حول مصداقية البرنامج، والأموال المدفوعة للضيوف والتي تساهم في سخونة المقالب وخطورتها، لكن الأخطر من المقالب كمية السخرية على الضيف خصوصاً ان كانت امرأة، لا يسلم شيء فيها من سخريته وألفاظه النابية، هذا العام شاهدت أول حلقة، استضاف فيها « فيفي عبده « خلال لقائها مع نيشان لم نستمع سوى لألفاظه ولغته الحسية الخادشة للحياء وانتهاك خصوصيتها وكأنه يقول نكتة همسا لصديقه بينما هو يتحدث أمام الكاميرا يسمعه ويشاهده الملايين وقت تحلق أفراد الأسرة حول شاشة التلفزيون، خروج على القيم والأخلاق وتسخيف واستهزاء بالمشاهد الذي يتابع برنامجه لأن عرضه تزامن مع فترة احتسائه
الشاهي والقهوة بعد الافطار واجتماعه بأسرته!
فكرة البرنامج السخيفة، وما ينفق عليه والضيوف المدفوع لهم والشبهات التي دارت حول معرفتهم بتفاصيل الحلقة قبل التصوير لم تثن المسؤولين عن قناة mbc إيقاف البرنامج حفاظاً على سمعة القناة وجمهورها بل منحت رامز كل الحرية ليستخدم اللغة الهابطة والسخرية الفجة، فالاعلانات تقتطع ثلاثة أرباع زمن الحلقة خلال بثها، صحيح أن المشاهد يملك خيار تغيير القناة لكنه « من جرف لدحديرة يا قلبي لا تحزن « على رأي أمي الله يتغمدها برحمته، أي أنه أينما يولِّ وجهه يجد سخفاً وتفاهة وكلمات نابية لا تليق بروحانية شهر رمضان ولا تليق بالمشاهد العربي الذي أنهكته أزماته السياسية والاقتصادية فأصبح أسيراً لتفاهة وسخف وسقوط أخلاق البرامج والمسلسلات التلفزيونية، كالمستجير من الرمضاء بالنار، هل هذه البرامج تضحكه، أم أنها تأخذه
بعيداً عن كل ما يكتنف عالمه من أزمات وفوضى؟!
أبحث عن الهدف خلف كثير من البرامج وذكرت برنامج « رامز « كمثال فقط، لا هدف سوى عرض الاعلانات التجارية والاستخفاف بالضيوف والمشاهد، كل الحلقة إذا عرضت بدون إعلانات وبدون تكرار المَشاهد لا تستغرق أكثر من دقائق، وفي برنامج « رامز ..» هي اللحظات الأخيرة التي ينكشف فيها المقلب وردة فعل الضيف التي غالباً ما تأتي على غير المتوقع تصيب المشاهد المتحفز بصدمة وإحساس بالندم على الوقت الذي أنفقه لمشاهدة المكرر والهابط والسخيف!
هل نحن نستكمل السقوط من المنحدر القيمي والأخلاقي في البرامج والمسلسلات التلفزيونية، كما حدث مع الموسيقى وكلمات الأغاني، بعد « السح الدح « إلى « بوس الواوا « و « حبيبي برشلوني « كنت في مناسبة، واستمعت إلى تلك الأغنية التي هاج معها المكان بالرقص، سألت عن معنى « حبيبي برشلوني « ظهر مستوى جهلي المركب لمحدثتي التي أوضحت لي أن « الحبيب يشجع فريق برشلونه» لملمت جهلي في منديل خجلي ولذت بالصمت، لم أكن أدرك - لقلة متابعتي للتلفزيون - أننا سننحدر من ذات الهاوية تلفزيونياً إلا وأنا أتابع التلفزيون في رمضان، هذا التقليد الذي تلتزم به معظم الأسر في رمضان، بعد الإفطار لتناول القهوة والشاي والحلوى، ويخضع الأقلية لرغبة الأكثرية في متابعة برنامج أو مسلسل، حتى يحين وقت
صلاة العشاء فينصرف كل إلى غايته.
كنا نتابع مسلسل ليالي الحلمية الذي كان يعرض على القناة المصرية بأجزائه، كل سنة جزء، ارتبطنا بالمسلسل وأبطاله، لأنه كان ولازال علامة بارزة في الدراما المصرية والعربية، ثم بوابة الحلواني، وعدد كبير من المسلسلات القيمة فنياً وثقافياً وتاريخياً، ولم نكن نتصور أن ينحدر بنا الحال لنشاهد برامج ومسلسلات تنضح تفاهة ولغة هابطة وحركات تستجدى اثارة المشاهد لمواصلة شغف المتابعة كما يحدث مع برنامج « رامز « المقرر السنوي على المشاهد العربي، رغم الجدل المثار حول مصداقية البرنامج، والأموال المدفوعة للضيوف والتي تساهم في سخونة المقالب وخطورتها، لكن الأخطر من المقالب كمية السخرية على الضيف خصوصاً ان كانت امرأة، لا يسلم شيء فيها من سخريته وألفاظه النابية، هذا العام شاهدت أول حلقة، استضاف فيها « فيفي عبده « خلال لقائها مع نيشان لم نستمع سوى لألفاظه ولغته الحسية الخادشة للحياء وانتهاك خصوصيتها وكأنه يقول نكتة همسا لصديقه بينما هو يتحدث أمام الكاميرا يسمعه ويشاهده الملايين وقت تحلق أفراد الأسرة حول شاشة التلفزيون، خروج على القيم والأخلاق وتسخيف واستهزاء بالمشاهد الذي يتابع برنامجه لأن عرضه تزامن مع فترة احتسائه
الشاهي والقهوة بعد الافطار واجتماعه بأسرته!
فكرة البرنامج السخيفة، وما ينفق عليه والضيوف المدفوع لهم والشبهات التي دارت حول معرفتهم بتفاصيل الحلقة قبل التصوير لم تثن المسؤولين عن قناة mbc إيقاف البرنامج حفاظاً على سمعة القناة وجمهورها بل منحت رامز كل الحرية ليستخدم اللغة الهابطة والسخرية الفجة، فالاعلانات تقتطع ثلاثة أرباع زمن الحلقة خلال بثها، صحيح أن المشاهد يملك خيار تغيير القناة لكنه « من جرف لدحديرة يا قلبي لا تحزن « على رأي أمي الله يتغمدها برحمته، أي أنه أينما يولِّ وجهه يجد سخفاً وتفاهة وكلمات نابية لا تليق بروحانية شهر رمضان ولا تليق بالمشاهد العربي الذي أنهكته أزماته السياسية والاقتصادية فأصبح أسيراً لتفاهة وسخف وسقوط أخلاق البرامج والمسلسلات التلفزيونية، كالمستجير من الرمضاء بالنار، هل هذه البرامج تضحكه، أم أنها تأخذه
بعيداً عن كل ما يكتنف عالمه من أزمات وفوضى؟!
أبحث عن الهدف خلف كثير من البرامج وذكرت برنامج « رامز « كمثال فقط، لا هدف سوى عرض الاعلانات التجارية والاستخفاف بالضيوف والمشاهد، كل الحلقة إذا عرضت بدون إعلانات وبدون تكرار المَشاهد لا تستغرق أكثر من دقائق، وفي برنامج « رامز ..» هي اللحظات الأخيرة التي ينكشف فيها المقلب وردة فعل الضيف التي غالباً ما تأتي على غير المتوقع تصيب المشاهد المتحفز بصدمة وإحساس بالندم على الوقت الذي أنفقه لمشاهدة المكرر والهابط والسخيف!