إدارة العافية: لا يفوتكم!

«إدارة العافية» عنوان جذّاب لمجموعة حلقات هذا العام من (ومحياي 4) التي يقدمها الطبيب اللامع والمفكر الناجح والإداري الواثق الزميل الدكتور/ وليد فتيحي. سعدتُ بمشاهدة الحلقة الأولى التي ربما كان توطئة لما بعدها لشموليتها وتعريفها للمصطلح الجديد.

وتعريف العافية حسب منظمة الصحة العالمية يقتصر على السلامة الجسدية والفكرية والاجتماعية للفرد، وهو حسب الدكتور/ وليد مفهوم قاصر، لأنه باختصار لا يتناول إلاّ الجزء الظاهر من الإنسان، تمامًا كمثل رأس الجبل الجليدي الذي يختفي تحته أكثر من 90% من الجسم المهول.


وربط العافية في الدنيا بالعافية بالآخرة مفهوم نبوي أصيل يقوم على حقيقة أن رحلة الإنسان التي تبدأ بمولده لا تنتهي بموته، بل الموت محطة في المشوار الطويل، وإنما نهاية القطار إلى جنة أو نار. هناك فقط تنتهي الرحلة الطويلة جدًّا، لذا فالاستمتاع بالعافية في جزء بسيط منها لا يعني الاستمتاع بها طوال امتدادها، فالقبر مثلًا وعاء لحياة تبدو ساكنة متوقفة، لكنها في الحقيقة تظلل صاحبها بسحائب من العافية، وإلاّ فهو الشقاء والقلق والخوف من بلوغ القطار محطته الأخيرة التي تهوي به في عذاب أبدي سرمدي (والعياذ بالله) إلاّ أن يشاء الله فيعفو، ويخرج من النار من شاء ويمن عليه بالجنة كيف يشاء.

ولأن مشوار العافية يبدأ في هذه الحياة الدنيا على قصرها، فقد وجب الشروع في إدارتها في هذه الدنيا مع الانتباه إلى نهاية المشوار التي تبدو بعيدة جدًّا، وهي قريبة جدًّا. ولعلّ من المشوق مشاهدة كل هذه السلسلة من «إدارة العافية» التي لا شك ستمنحنا رؤية مختلفة بعيدة وفهمًا أوسع.


ولأن مشوار العافية واحد، فلابد من إدارته على هدي نبينا عليه السلام، وطبقًا لما ترتضيه الفطرة السليمة غير الملوثة بتشوهات الحياة المعاصرة، ولا بنماذجها الشائهة، ولا بأفكارها الساقطة.

اقتراحي أن يحاول كل منّا متابعة هذه السلسلة الشيقة، وهي متاحة عبر منابر شتّى بدءً ببعض القنوات الفضائية (المحترمة) وانتهاءً باليوتيوب وغيرها من الآليات والوسائل.

اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة!!

أخبار ذات صلة

المتورِّطون بوفاة الحجَّاج!!
نجاح صحي وأمني لحج هذا العام
(ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ)
نجاح الحج رغم أنف الحاقدين
;
ومضات على رحلة الحاج.. ‏من الفكرة إلى الذكرى (3)
أغرب العادات حول العالم
وصفة طالب متفوق!
لسلامة الجميع.. لا حج بلا تصريح
;
إزعاج!!
هل يمكن أن نبدأ من الصفر؟!
منابر تلامس واقعنا المعاصر
دمــــــــــــــــوع
;
الطموح
الحج.. والرؤية
خطوة كريمة.. تستلهم روح الإسلام
لا نريد الحرب.. ولكن!