من المنابر.. حيّوا ثقافة أبوصابر!!
تاريخ النشر: 18 يوليو 2017 01:10 KSA
مَع وَافِر التَّقدير والاحترَام لصَديقي -الشَّاعِر القروَي- لَكنِّي اعتَرَض عَلى فَهمهِ لدور الشَّاعِر، ودور رَب الأعمَالِ والمَال، حِين قَال:
يَا مَنْ يَلُومُ ابْنَ التُّرابِ لِشُغْلِهِ
بِالفِلْسِ.. عَنْ شِعْرٍ وَعَنْ شُعّارِ
أرَأيْتَ فِي المَرْعَى حِمَارَا عَاقِلا
يَلْهُو عَنِ الأعْشَابِ بِالأزْهَارِ؟!
سَامح الله هَذا «الشَّاعِر»، إنَّه وَضَعَ «ابن آدم» -اللهَّاث خَلف المَال- إزَاء الحِمَار، والعُشب إزَاء المَال، والأَدَب مُقَابل الأزهَار..!
حَسنًا يَا سيّدي «الشَّاعِر القروَي»، إنَّ الحِمَارَ بفِطرتهِ النَّقيَّة، وإدرَاكه الجيَّد لمُعطيَاتِ الحَيَاة، وعَوامل النّمو، عَرف الذي يُفيده، وتَرَكَ الذي لَا يُفيد.. تَرَكَ الأزهَار لأنَّها مُعطياتٌ جَميلَة، ولَكنَّها مُعطياتٌ مِن ضَريع، لَا تُسمنُ ولَا تُغني مِن جوع..!
مَاذا يَفعل الحِمَار بالزَّهرَة، وابنة عَمّها (الوَردَة)، إنَّهمَا لَا يَسقيان إلَّا الأَنف والعَين، وهَذه لذَّةٌ وَهميّة لَا يَتعَامل مَعها الحِمَار (أبوصابر)، لأنَّه يُفرِّق بين المُجْدِي واللا مُجْدِي، وهَنيئا لَه بأنْ أَدرك ذَلك، في حِين غَاب عَن كَثيرٍ ممَّا يَحملون العَقل، ويُنادون بالعَقلانيَّة..!
حَسنًا أيُّها القروَي، لقَد كَرَّر القَوم هَذه (الرّعونَة)، رعونة رَفْض الوَاقِع (الأعشَاب)، والتَّعَامل مَع (الأوهَام) الأزهَار، ويَرى المُثقَّفون في كُلِّ شَأنٍ (الحَديث عَن الحُلم وتَجَاهُل الوَاقِع والمحتَاج)، ومَا دُمنَا في هَذا السّياق، فإليكَ مَا يَقوله صَديقنا المُشتَرَك د. «علي حرب» عَن المُثقَّفين -التَّرجمَة الوَاسِعَة لكَلِمَة (شُعرَاء)- يَقول:
(وهَكَذا، فنَحنُ نُهَاجِم ثَقَافة التَّلْفَزَة المُسطَّحة والمُبسَّطة، السَّريعَة والمُبَاشِرَة، المُعلَّبة والمُسلِّية، الضَّعيفَة والخَاوية، لكَي نُدافع عَن الثَّقَافة المُتأنِّية والمَبنية، العَميقَة والجَادَّة، الخَصِبَة والفَنيَّة، المَتينَة والقَويَّة.. ولَكنَّنا لَا نَسأل: كَيف يَنتَصر السَّطحي عَلى العَميق؟).. إنَّها أَسئِلَةٌ مَشروعَة يَطرحها هَذا المُفكِّر الحُرّ..!
لِمَاذَا يَتَّجه الحِمَار إلَى الأعشَاب، تَارِكاً الأزهَار..؟!
لِمَاذَا يَبدو سُكَّان السَّطْح؛ أَكثَر بأَلفِ مَرَّةٍ مِن سُكَّان العُمق..؟!
لِمَاذَا تَظهَر ثُنَائيّة النُّخبَة والجمهُور، وأَين يَبدَأ هَذا؟ وأَين يَنتهي ذَاك..؟!
وسُؤال أَخير: لِمَاذَا يُحارب المُثقَّفون (الأعشَاب)، المُتمثِّلة في (الأدوَات والمُعطيات)، التي يَتنَاولها ويَتعَامَل مَعَهَا أَهل السَّطح (الجمهور)..؟!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ يُواصِل د. «علي حرب» فِكرته فيقول: (وهَكَذا فإنَّ المُثقَّفين وأَهل الفِكر؛ يَحتَقرون مَا هو أَدنَى أَو تَقني، بفِعل فِكرَانيّتهم؛ التي تَؤُول إلَى إحلَال الفِكر مَحل الوَاقِع الحَي، وإلى تَحويل الوجُود المَعيش إلَى مَقولاتٍ مُجرَّدة، أَو أَيديولوجيَّاتٍ مُزيَّفَة).. تَماماً مِثل نَظرية (الأعشَاب والأزهَار)..!!
يَا مَنْ يَلُومُ ابْنَ التُّرابِ لِشُغْلِهِ
بِالفِلْسِ.. عَنْ شِعْرٍ وَعَنْ شُعّارِ
أرَأيْتَ فِي المَرْعَى حِمَارَا عَاقِلا
يَلْهُو عَنِ الأعْشَابِ بِالأزْهَارِ؟!
سَامح الله هَذا «الشَّاعِر»، إنَّه وَضَعَ «ابن آدم» -اللهَّاث خَلف المَال- إزَاء الحِمَار، والعُشب إزَاء المَال، والأَدَب مُقَابل الأزهَار..!
حَسنًا يَا سيّدي «الشَّاعِر القروَي»، إنَّ الحِمَارَ بفِطرتهِ النَّقيَّة، وإدرَاكه الجيَّد لمُعطيَاتِ الحَيَاة، وعَوامل النّمو، عَرف الذي يُفيده، وتَرَكَ الذي لَا يُفيد.. تَرَكَ الأزهَار لأنَّها مُعطياتٌ جَميلَة، ولَكنَّها مُعطياتٌ مِن ضَريع، لَا تُسمنُ ولَا تُغني مِن جوع..!
مَاذا يَفعل الحِمَار بالزَّهرَة، وابنة عَمّها (الوَردَة)، إنَّهمَا لَا يَسقيان إلَّا الأَنف والعَين، وهَذه لذَّةٌ وَهميّة لَا يَتعَامل مَعها الحِمَار (أبوصابر)، لأنَّه يُفرِّق بين المُجْدِي واللا مُجْدِي، وهَنيئا لَه بأنْ أَدرك ذَلك، في حِين غَاب عَن كَثيرٍ ممَّا يَحملون العَقل، ويُنادون بالعَقلانيَّة..!
حَسنًا أيُّها القروَي، لقَد كَرَّر القَوم هَذه (الرّعونَة)، رعونة رَفْض الوَاقِع (الأعشَاب)، والتَّعَامل مَع (الأوهَام) الأزهَار، ويَرى المُثقَّفون في كُلِّ شَأنٍ (الحَديث عَن الحُلم وتَجَاهُل الوَاقِع والمحتَاج)، ومَا دُمنَا في هَذا السّياق، فإليكَ مَا يَقوله صَديقنا المُشتَرَك د. «علي حرب» عَن المُثقَّفين -التَّرجمَة الوَاسِعَة لكَلِمَة (شُعرَاء)- يَقول:
(وهَكَذا، فنَحنُ نُهَاجِم ثَقَافة التَّلْفَزَة المُسطَّحة والمُبسَّطة، السَّريعَة والمُبَاشِرَة، المُعلَّبة والمُسلِّية، الضَّعيفَة والخَاوية، لكَي نُدافع عَن الثَّقَافة المُتأنِّية والمَبنية، العَميقَة والجَادَّة، الخَصِبَة والفَنيَّة، المَتينَة والقَويَّة.. ولَكنَّنا لَا نَسأل: كَيف يَنتَصر السَّطحي عَلى العَميق؟).. إنَّها أَسئِلَةٌ مَشروعَة يَطرحها هَذا المُفكِّر الحُرّ..!
لِمَاذَا يَتَّجه الحِمَار إلَى الأعشَاب، تَارِكاً الأزهَار..؟!
لِمَاذَا يَبدو سُكَّان السَّطْح؛ أَكثَر بأَلفِ مَرَّةٍ مِن سُكَّان العُمق..؟!
لِمَاذَا تَظهَر ثُنَائيّة النُّخبَة والجمهُور، وأَين يَبدَأ هَذا؟ وأَين يَنتهي ذَاك..؟!
وسُؤال أَخير: لِمَاذَا يُحارب المُثقَّفون (الأعشَاب)، المُتمثِّلة في (الأدوَات والمُعطيات)، التي يَتنَاولها ويَتعَامَل مَعَهَا أَهل السَّطح (الجمهور)..؟!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ يُواصِل د. «علي حرب» فِكرته فيقول: (وهَكَذا فإنَّ المُثقَّفين وأَهل الفِكر؛ يَحتَقرون مَا هو أَدنَى أَو تَقني، بفِعل فِكرَانيّتهم؛ التي تَؤُول إلَى إحلَال الفِكر مَحل الوَاقِع الحَي، وإلى تَحويل الوجُود المَعيش إلَى مَقولاتٍ مُجرَّدة، أَو أَيديولوجيَّاتٍ مُزيَّفَة).. تَماماً مِثل نَظرية (الأعشَاب والأزهَار)..!!