هدايا تقنية للتجربة الأدبية
تاريخ النشر: 10 أغسطس 2017 01:12 KSA
تحدثت في المقال السابق عن تبادل المصالح بين اللغة ومخرجات التقنية الحديثة، الذي ساهم في بروز عدد من الظواهر اللغوية والتقنية على السواء. وإن كان الأدب -بأجناسه المختلفة- فتح الباب أمام التقنية، باعتماده على الخيال كأحد أهم عناصره، الذي استغله الشعراء والسرديون ليحلقوا إلى آفاق لم تسبق البشرية بالوصول إليها، فإن التقنية ردت هذا الدين مضاعفا، وأحسبها لا تزال تفعل حتى يومنا هذا. فقد كان ولا يزال التفاعل بين التقنية والأدب عاملا مهما في تطور الأخير ونشره على نطاقات أوسع وتشجيعه للشباب للخوض في خضم الكتابة الأدبية.
ولا تزال في الأذهان تلك الحقبة التي شهدت ازدهار المنتديات الإلكترونية لتوفر منابر مفتوحة للمبدعين والمبدعات لتطوير وعيهم الأدبي وأساليب الكتابة لديهم ولديهن. وقد تطورت المنتديات خلال العقدين اللذين سبقا ظهور تقنية الإعلام الجديد والهاتف الذكي، وسيطرت على ساحة الكتابة في العالم العربي، حتى كانت خلف ظهور وشهرة أسماء عربية لامعة، من الشعراء وكتاب الرواية والقصة القصيرة والمقالات الأدبية والفكرية والنقدية، ما كانت الفرصة لتتاح لأغلبهم في ظل هيمنة الإعلام التقليدي وقنوات النشر القديمة. بل إن الظاهرة تكرست وتكاثرت المواقع والمنتديات الإلكترونية الأدبية والثقافية الشهيرة، التي جمعت كتابا وكاتبات من شرق العالم العربي وغربه، ونافست بشهرتها صحفا ومجلات عريقةً، وجذبت أنظار دور نشر معروفة لما ينشر فيها من أعمال إبداعية، ويدور فيها من نقاشات فكرية وأدبية جادة.
يقول إبراهيم محمد عطيف، المؤسس لملتقى (أسمار الإلكتروني) إن هدفهم كان «خلق تواصل بين أكبر عدد ممكن من المبدعين العرب، خصوصا الناشئة». وهذا ما كان فعلا حيث ساهم المنتدى بنشاط في الحراك الثقافي والأدبي على أرض الواقع محليا وعربيا؛ على سبيل المثال شارك في المنتدى أدباء سعوديون أمثال حسن السبع، محمد حبيبي، إبراهيم زولي، ونورة الخاطر، وآخرون عرب كـبهاء الدين رمضان، سيف بدوي، حواء سعيد، وسمير الفيل الذي أصدر المنتدى مجموعته القصصية (مكابدات الطفولة والصبا). كذلك كتب القاص السعودي عمرو العامري حلقات من سيرته الخاصة في قسم المذكرات الشخصية، ثم جمعها في كتاب بعد ذلك تحت عنوان (ليس للأدميرال من يكاتبه).
منتديات أخرى كان لها حضور قوي على الساحة الأدبية عربيا وشهدت حضورا مكثفا من كبار الكتاب والأدباء العرب، ونتج عنها بروز أسماء أدبية لامعة وأعمالا أدبية متنوعة، مثل شبكة جهات الشعر، ودار الندوة، ومنتدى الكتاب العرب، وشبكة القصة العربية، ومنتديات جسد الثقافة (هذه الأخيرة أصدر بعض أعضائها مجموعة قصصية مطبوعة بعنوان «المغزل»).
ويذكر الشاعر إبراهيم الوافي أن عدد المشاركين في منتدى «الشعر المعاصر» الذي أسسه فاق حاجز الخمسمئة في أول شهر، وكان من بينهم الروائي محمد حسن علوان، والشاعرة هيلدا إسماعيل، والشاعر محمد خضر.
ويستمر هذا التفاعل باستمرار التطور التقني، وتتحدد طبيعة هذا التفاعل وسماته وفقا للمنصة التي يتم فيها، فنجد على سبيل المثال أن موقع تويتر يفرض على الكتابة الأدبية ظروفا معينة تؤثر في الصورة النهائية للمنتج الأدبي. يمكن لمس ذلك من قراءة النتاج الأدبي المنتشر بغزارة على الموقع، أو بإلقاء نظرة على تغريدات عيسى جرابا الشعرية المنشورة في كتاب بعنوان (على أغصان تويتر)، أو كتاب (شقشقات: نصوص من عش الطائر الأزرق) الذي كان ثمرة من ثمار وسم تويتري أطلقه الروائي عبده خال.
ولا تزال في الأذهان تلك الحقبة التي شهدت ازدهار المنتديات الإلكترونية لتوفر منابر مفتوحة للمبدعين والمبدعات لتطوير وعيهم الأدبي وأساليب الكتابة لديهم ولديهن. وقد تطورت المنتديات خلال العقدين اللذين سبقا ظهور تقنية الإعلام الجديد والهاتف الذكي، وسيطرت على ساحة الكتابة في العالم العربي، حتى كانت خلف ظهور وشهرة أسماء عربية لامعة، من الشعراء وكتاب الرواية والقصة القصيرة والمقالات الأدبية والفكرية والنقدية، ما كانت الفرصة لتتاح لأغلبهم في ظل هيمنة الإعلام التقليدي وقنوات النشر القديمة. بل إن الظاهرة تكرست وتكاثرت المواقع والمنتديات الإلكترونية الأدبية والثقافية الشهيرة، التي جمعت كتابا وكاتبات من شرق العالم العربي وغربه، ونافست بشهرتها صحفا ومجلات عريقةً، وجذبت أنظار دور نشر معروفة لما ينشر فيها من أعمال إبداعية، ويدور فيها من نقاشات فكرية وأدبية جادة.
يقول إبراهيم محمد عطيف، المؤسس لملتقى (أسمار الإلكتروني) إن هدفهم كان «خلق تواصل بين أكبر عدد ممكن من المبدعين العرب، خصوصا الناشئة». وهذا ما كان فعلا حيث ساهم المنتدى بنشاط في الحراك الثقافي والأدبي على أرض الواقع محليا وعربيا؛ على سبيل المثال شارك في المنتدى أدباء سعوديون أمثال حسن السبع، محمد حبيبي، إبراهيم زولي، ونورة الخاطر، وآخرون عرب كـبهاء الدين رمضان، سيف بدوي، حواء سعيد، وسمير الفيل الذي أصدر المنتدى مجموعته القصصية (مكابدات الطفولة والصبا). كذلك كتب القاص السعودي عمرو العامري حلقات من سيرته الخاصة في قسم المذكرات الشخصية، ثم جمعها في كتاب بعد ذلك تحت عنوان (ليس للأدميرال من يكاتبه).
منتديات أخرى كان لها حضور قوي على الساحة الأدبية عربيا وشهدت حضورا مكثفا من كبار الكتاب والأدباء العرب، ونتج عنها بروز أسماء أدبية لامعة وأعمالا أدبية متنوعة، مثل شبكة جهات الشعر، ودار الندوة، ومنتدى الكتاب العرب، وشبكة القصة العربية، ومنتديات جسد الثقافة (هذه الأخيرة أصدر بعض أعضائها مجموعة قصصية مطبوعة بعنوان «المغزل»).
ويذكر الشاعر إبراهيم الوافي أن عدد المشاركين في منتدى «الشعر المعاصر» الذي أسسه فاق حاجز الخمسمئة في أول شهر، وكان من بينهم الروائي محمد حسن علوان، والشاعرة هيلدا إسماعيل، والشاعر محمد خضر.
ويستمر هذا التفاعل باستمرار التطور التقني، وتتحدد طبيعة هذا التفاعل وسماته وفقا للمنصة التي يتم فيها، فنجد على سبيل المثال أن موقع تويتر يفرض على الكتابة الأدبية ظروفا معينة تؤثر في الصورة النهائية للمنتج الأدبي. يمكن لمس ذلك من قراءة النتاج الأدبي المنتشر بغزارة على الموقع، أو بإلقاء نظرة على تغريدات عيسى جرابا الشعرية المنشورة في كتاب بعنوان (على أغصان تويتر)، أو كتاب (شقشقات: نصوص من عش الطائر الأزرق) الذي كان ثمرة من ثمار وسم تويتري أطلقه الروائي عبده خال.