المسرح المدرسي: ألم تنتهِ الغفوة !؟
تاريخ النشر: 24 أغسطس 2017 01:13 KSA
يتحدث الناقد علي الشدوي في كتابه المهم (الحداثة والمجتمع السعودي) عن نشاط المسرح المزدهر في مدرسة الفلاح منذ بدايتها، وحتى دخول الحجاز تحت مظلة الحكم السعودي الميمون. يذكر الشدوي أن الفلاح كانت -كما يفترض بأي مدرسة- منبرًا من منابر التنوير التي تقف فيها العلوم بشتى مجالاتها، بجوار الفنون بمختلف ألوانها، معًا بجوار برامج التربية الحديثة لتكوّن جيلا واعيًا ناضجًا بمتطلبات العصر الذي يعيشه، وخاليًا -قدر الإمكان- من التشوهات الاجتماعية والثقافية.
ويحفظ التاريخ مبادرات الرواد في هذا السياق، فنجد رواد الثقافة والأدب قد أدركوا منذ البداية أهمية الفنون (والمسرح في مقدمتها) في بث عجلة التنمية نحو الأمام؛ فكان ارتباط الثقافة بالفن مسألة محسومة، ونذكر في هذا الإطار المبادرة التاريخية التي بدأها أحمد سباعي في مسرحه الذي لم ير النور، رغم كل ما قدمه السباعي من جهد ووقت ومال. من المهم أيضًا أن نستحضر الأسباب التي كانت خلف وأد هذه التجربة الرائدة... لنرى كيف أضحى حال الفن في المملكة، وحجم الهوة التي حدثت بين المجتمع وبين الفن بأنواعه المختلفة... ولماذا تنازل المسرح وبقية الفنون عن تقديم الدور التنويري المنوط به في المجتمع.
تساءلت في أكثر من مناسبة ثقافية عن غياب المسرح المدرسي، بعد سنين الازدهار الملهمة في العقود الماضية؛ لقد كان النشاط المسرحي في المدارس نشاطًا تربويًّا موازيًا، لا تكاد تخلو مدرسة منه.
كان المسرح مناسبة لتكريس ما يتشربه الطلاب من منظومة معرفية وأخلاقية، بأسلوب جذاب وممتع. كان المسرح أداة تربوية مهمة لتهذيب سلوك الطلاب، ولتنمية مواهبهم، وغرس القيم الإنسانية العليا؛ لكن ذلك كله غاب في مرحلة قصيرة، كانت أشبه بغفوة استيقظ منها الناس وقد نسوا ما كان من تاريخ قريب. لكنني اليوم، إذ نستيقظ من غفوتنا، لا أجد مبررًا لعدم استئناف النشاط المسرحي من جديد، ووضعه ضمن البرامج الأساسية لوزارة التربية؛ اليوم، مع التطور التكنولوجي، يحضر المسرح بأكثر من صورة، وفي أكثر من منصة، ليمارس تأثيرًا قويًّا على الأجيال، وتعلق الأبناء والبنات بالبرامج المختلفة التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي خير دليل وأبرز تنبيه على أهمية استغلال هذه الفرص المسرحية. ولكم أن تنظروا إلى أرقام المتابعة والاهتمام الكبير بهذه البرامج، سواء كانت على شكل عروض مسرحية مباشرة (مثل ستاند أب كوميدي) أو برامج اجتماعية ورياضية مسجلة، أو حتى تلك المحافل أو المهرجانات التي تستخدم المسرح لتقدم المواهب المختلفة للشبان والشابات.
من هنا أعتقد أن على مسؤولي التعليم البدء في وضع المسرح ضمن استراتيجياتهم التعليمية من جديد، عليهم أن يطوروا البرامج اللاصفية لتتسق مع اهتمامات وطموحات الطلاب والطالبات في هذا العصر، إذ لم يعودوا يجدون في المدرسة مما يشدهم إلا القليل، وأعتقد أن المسرح بكافة أشكاله وألوانه قد يساهم كثيرًا لردم هذه الهوة.. لجعل المدرسة مكانًا مرغوبًا... مكانًا ملهمًا، كما كان لكثير من أبناء جيلنا والأجيال التي سبقتنا.
ويحفظ التاريخ مبادرات الرواد في هذا السياق، فنجد رواد الثقافة والأدب قد أدركوا منذ البداية أهمية الفنون (والمسرح في مقدمتها) في بث عجلة التنمية نحو الأمام؛ فكان ارتباط الثقافة بالفن مسألة محسومة، ونذكر في هذا الإطار المبادرة التاريخية التي بدأها أحمد سباعي في مسرحه الذي لم ير النور، رغم كل ما قدمه السباعي من جهد ووقت ومال. من المهم أيضًا أن نستحضر الأسباب التي كانت خلف وأد هذه التجربة الرائدة... لنرى كيف أضحى حال الفن في المملكة، وحجم الهوة التي حدثت بين المجتمع وبين الفن بأنواعه المختلفة... ولماذا تنازل المسرح وبقية الفنون عن تقديم الدور التنويري المنوط به في المجتمع.
تساءلت في أكثر من مناسبة ثقافية عن غياب المسرح المدرسي، بعد سنين الازدهار الملهمة في العقود الماضية؛ لقد كان النشاط المسرحي في المدارس نشاطًا تربويًّا موازيًا، لا تكاد تخلو مدرسة منه.
كان المسرح مناسبة لتكريس ما يتشربه الطلاب من منظومة معرفية وأخلاقية، بأسلوب جذاب وممتع. كان المسرح أداة تربوية مهمة لتهذيب سلوك الطلاب، ولتنمية مواهبهم، وغرس القيم الإنسانية العليا؛ لكن ذلك كله غاب في مرحلة قصيرة، كانت أشبه بغفوة استيقظ منها الناس وقد نسوا ما كان من تاريخ قريب. لكنني اليوم، إذ نستيقظ من غفوتنا، لا أجد مبررًا لعدم استئناف النشاط المسرحي من جديد، ووضعه ضمن البرامج الأساسية لوزارة التربية؛ اليوم، مع التطور التكنولوجي، يحضر المسرح بأكثر من صورة، وفي أكثر من منصة، ليمارس تأثيرًا قويًّا على الأجيال، وتعلق الأبناء والبنات بالبرامج المختلفة التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي خير دليل وأبرز تنبيه على أهمية استغلال هذه الفرص المسرحية. ولكم أن تنظروا إلى أرقام المتابعة والاهتمام الكبير بهذه البرامج، سواء كانت على شكل عروض مسرحية مباشرة (مثل ستاند أب كوميدي) أو برامج اجتماعية ورياضية مسجلة، أو حتى تلك المحافل أو المهرجانات التي تستخدم المسرح لتقدم المواهب المختلفة للشبان والشابات.
من هنا أعتقد أن على مسؤولي التعليم البدء في وضع المسرح ضمن استراتيجياتهم التعليمية من جديد، عليهم أن يطوروا البرامج اللاصفية لتتسق مع اهتمامات وطموحات الطلاب والطالبات في هذا العصر، إذ لم يعودوا يجدون في المدرسة مما يشدهم إلا القليل، وأعتقد أن المسرح بكافة أشكاله وألوانه قد يساهم كثيرًا لردم هذه الهوة.. لجعل المدرسة مكانًا مرغوبًا... مكانًا ملهمًا، كما كان لكثير من أبناء جيلنا والأجيال التي سبقتنا.