الوطنية.. بعيدا عن المفهوم التجاري!!
تاريخ النشر: 31 أغسطس 2017 01:14 KSA
هل يعقل أن الوطنية أصبحت حجرًا نتراشق به أمام الله وخلقه!!
هل يعقل أن الحال تردّت بنا حتى أصبحنا نخوّف بعضنا بما يفترض به أن يكون مصدرًا لأمننا..!!
أقصد وطننا الذي يجب علينا أن نعيش فيه سلامًا ولحمة، لا أن نعيث فيه خصامًا وفرقة!!
لقد مر علينا زمن كانت الأصوات فيه تعلو نشازًا لتقول إن الوطنية مفهوم فاسد لا ديني.. كنا نقول -
حينها- إن هذه الأصوات ستخفت متى تشرّبَ المجتمع مفهوم المواطنة الحديثة وأدركت الأجيالُ التاليةُ الأبعادَ الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للوضع العالمي الجديد.
كنا ولا نزال نقول ببساطة: إن التاريخ الحديث، بناءً على متغيرات تاريخية ضخمة، أضاف بعدًا جديدًا لمفهوم الوطن يقوم على الحدود الجغرافية المؤطرة، بالإضافة إلى عدد من الموازنات والاتفاقيات والمصالح العالمية.. وكانت المشكلة أن هذا المفهوم - كما ظنه بعض «المتوترين»- يتعارض مع مفهوم الأمة الإسلامية، الذي طالما كان سائدًا لقرون.. ويبدو أن هذا التوتر قد خفت أيضًا مع الزمن.. خصوصًا بعد أن أثبتت الأيام أن لا تعارض بين المفهومين.
لكن الزمن ذاته جعلنا نعيش لنرى العجب العجاب، الذي يجعل فريقًا منا يقتتل، ولا سلاح لديه إلا فهمه الضيق للوطنية؛ كلي ثقة أن عموم العقلاء يدركون أن كثيرًا ممن يتشدقون بالوطنية هذه الأيام ليسوا إلا متاجرين ومزايدين: بعضهم وجدها فرصة ليركب الموجة ويستفيد مهما كانت الفائدة، وآخرون يرون فيها سانحةً للانتقام وتصفية الحسابات، بينما يعدها بعض المتاجرين ورقة جديدة تساهم في تأجيج لهب الصراع المتقد منذ عقود.
ينسى هؤلاء الذين يتسم أغلبهم بقصر النَفَس الذي يقودهم إلى الدرعمة، وقصر النظر الذي يودي بهم إلى المزالق، أن الغالبية من العقلاء يدركون تمامًا ما تعنيه الوطنية، وما يعنيه الوطن كمفهوم حديث قائم على منظومة من القيم الإنسانية النبيلة تجعله يمثل كيانًا يحتوي كل من آمن به، لا فزاعة يهرب منها كل من لمحها من بعيد.
في كتابه (الوطن والوطنية) يرى الفيلسوف البريطاني ذو الأصول التشيكية إيرنست قلنر أن «الوطن» يقوم على مجموعة بشرية تجمعهم ظروف أو مصالح مشتركة بحيث يصطلحون فيما بينهم على حزمة من الحقوق والواجبات تجاه بعضهم البعض باسم عضويتهم المشتركة لهذا الكيان.. ويؤكد قلنر أن اعتراف الأعضاء لبعضهم بهذه الشراكة واحترامهم لها هو ما يجعل من هذه المجموعة أمةَ قائمة أو وطنًا مستقلًا، وليس أي أمر آخر.
هذا يعني أن الوطن مظلة يستظل تحتها أفرادُه الذين يكتسبون عضويتهم بإيمانهم بما لديهم من حقوق وبما عليهم من واجبات تجاه هذا الوطن... الوطني هو من يؤمن بذلك قولًا وعملًا... وعليه فإن من يهاجم شريكه في هذا الوطن، باسم الوطنية، ليس وطنيًا... هو ببساطة كائن غريب، سينقرض قريبًا كما انقرض من قبل أؤلئك الذين لم يروا في الوطنية إلا أمرًا مثيرًا للقلق والريبة..!!
هل يعقل أن الحال تردّت بنا حتى أصبحنا نخوّف بعضنا بما يفترض به أن يكون مصدرًا لأمننا..!!
أقصد وطننا الذي يجب علينا أن نعيش فيه سلامًا ولحمة، لا أن نعيث فيه خصامًا وفرقة!!
لقد مر علينا زمن كانت الأصوات فيه تعلو نشازًا لتقول إن الوطنية مفهوم فاسد لا ديني.. كنا نقول -
حينها- إن هذه الأصوات ستخفت متى تشرّبَ المجتمع مفهوم المواطنة الحديثة وأدركت الأجيالُ التاليةُ الأبعادَ الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للوضع العالمي الجديد.
كنا ولا نزال نقول ببساطة: إن التاريخ الحديث، بناءً على متغيرات تاريخية ضخمة، أضاف بعدًا جديدًا لمفهوم الوطن يقوم على الحدود الجغرافية المؤطرة، بالإضافة إلى عدد من الموازنات والاتفاقيات والمصالح العالمية.. وكانت المشكلة أن هذا المفهوم - كما ظنه بعض «المتوترين»- يتعارض مع مفهوم الأمة الإسلامية، الذي طالما كان سائدًا لقرون.. ويبدو أن هذا التوتر قد خفت أيضًا مع الزمن.. خصوصًا بعد أن أثبتت الأيام أن لا تعارض بين المفهومين.
لكن الزمن ذاته جعلنا نعيش لنرى العجب العجاب، الذي يجعل فريقًا منا يقتتل، ولا سلاح لديه إلا فهمه الضيق للوطنية؛ كلي ثقة أن عموم العقلاء يدركون أن كثيرًا ممن يتشدقون بالوطنية هذه الأيام ليسوا إلا متاجرين ومزايدين: بعضهم وجدها فرصة ليركب الموجة ويستفيد مهما كانت الفائدة، وآخرون يرون فيها سانحةً للانتقام وتصفية الحسابات، بينما يعدها بعض المتاجرين ورقة جديدة تساهم في تأجيج لهب الصراع المتقد منذ عقود.
ينسى هؤلاء الذين يتسم أغلبهم بقصر النَفَس الذي يقودهم إلى الدرعمة، وقصر النظر الذي يودي بهم إلى المزالق، أن الغالبية من العقلاء يدركون تمامًا ما تعنيه الوطنية، وما يعنيه الوطن كمفهوم حديث قائم على منظومة من القيم الإنسانية النبيلة تجعله يمثل كيانًا يحتوي كل من آمن به، لا فزاعة يهرب منها كل من لمحها من بعيد.
في كتابه (الوطن والوطنية) يرى الفيلسوف البريطاني ذو الأصول التشيكية إيرنست قلنر أن «الوطن» يقوم على مجموعة بشرية تجمعهم ظروف أو مصالح مشتركة بحيث يصطلحون فيما بينهم على حزمة من الحقوق والواجبات تجاه بعضهم البعض باسم عضويتهم المشتركة لهذا الكيان.. ويؤكد قلنر أن اعتراف الأعضاء لبعضهم بهذه الشراكة واحترامهم لها هو ما يجعل من هذه المجموعة أمةَ قائمة أو وطنًا مستقلًا، وليس أي أمر آخر.
هذا يعني أن الوطن مظلة يستظل تحتها أفرادُه الذين يكتسبون عضويتهم بإيمانهم بما لديهم من حقوق وبما عليهم من واجبات تجاه هذا الوطن... الوطني هو من يؤمن بذلك قولًا وعملًا... وعليه فإن من يهاجم شريكه في هذا الوطن، باسم الوطنية، ليس وطنيًا... هو ببساطة كائن غريب، سينقرض قريبًا كما انقرض من قبل أؤلئك الذين لم يروا في الوطنية إلا أمرًا مثيرًا للقلق والريبة..!!