كيف حكم القرضاوي قطر (1)؟!

• كان العام 1954م عاماً مفصليا بالنسبة لجماعة (الإخوان) ولعموم دول المنطقة، فبعد المواجهات الدامية بين عبدالناصر والتنظيم الإرهابي، خرجت أعداد كبيرة منهم للبلاد العربية؛ خصوصاً السعودية ودول الخليج، التي كانت الحياة السياسية والاجتماعية فيها بسيطة جداً؛ حيث لم تدخلها رياح الحداثة، ولا الأفكار السياسية المعقدة التي واكبت نهايات الحرب العالمية وبدايات الحرب الباردة (حرب الأيديولوجيات). ورغم أن المعلم (يوسف القرضاوي) لم يدخل الأراضي القطرية إلا بعد سبع سنوات من هذا التاريخ، حين استدعاه الإخواني المُقرَّب من حكومة قطر (عبدالبديع صقر) في العام 1961م، إلا أنه لفت الأنظار منذ تعيينه مديراً للمعهد الديني الثانوي في الدوحة، وشّكل مع أحمد العسال ثنائياً خطيراً يعمل بحماس على فرض المشروع الإخواني (الحلم) من خلال محاولة السيطرة على كل المواقع التربوية والدعوية في المعاهد والمدارس والمساجد القطرية، ومحاولة إنشاء علاقات مميزة مع شيوخ آل ثاني، وأعيان الدوحة.

• ولأن البيئة الفطرية كانت -كما قلنا- بسيطة حد السذاجة، فلم يمض وقت طويل حتى نجح القرضاوي ورفاقه في إنشاء كلية شرعية، كان القرضاوي نفسه هو من وضع مناهجها وسياساتها!. فقد كان يعلم أنه يستطيع من خلال الكلية الوليدة تغليف كل الأفكار السياسية للإخوان بغطاء ديني يضمن قبولها عند المجتمعات الخليجية المتدينة بالفطرة.. ولم تمض سنوات حتى تمكن الإخوان بقيادة اتحاد (القرضاوي - العسال) من الوصول إلى مستوى عال من النفاذ والسيطرة داخل أجنحة الدولة هناك، وصلت حد استيرادهم لشخصيات (إخوانية) من مصر، وغرسها في أهم مفاصل الدولة، خصوصاً المؤسستين التعليمية والإسلامية، مستغلين طيبة حاكم قطر آنذاك الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، الذي وضع ثقته بهم. لكن الفكر الإخواني الذي لا يكتفي بالعمل الدعوي كما يعلن، بل يتجاوزه إلى محاولة نشر أيديولوجيات الجماعة وعقيدتها السياسية، قرر أن يقوم وفي ظل تغلغله الصاروخي في دوائر الدوحة، تأسيس مجموعات من الأتباع والمريدين؛ من الشباب القطري، علَّه يمسك بها بقية تلابيب مؤسسات الدولة، خصوصاً المناصب العسكرية والسيادية المخصصة للقطريين فقط، ولم يجد لهذه المهمة أفضل من شحنهم بكُتب سيد قطب والمودودي التي كانت تُتلى بقدسية في المعسكرات والرحلات التي كان يحضرها ويُباركها القرضاوي شخصيا.


• لقد نجح القرضاوي الذي خان ثقة الحكام في ترسيخ مشروعه للسيطرة على الدولة الفتية والغنية، من خلال بناء دعائم أول معقل للإخوان خارج مصر، والذي كان يطمح اتحاد (القرضاوي - العسال) أن يكون مركزا للتوجيه والدعم لكل فروع التنظيم الدولي للإخوان، رغم ما يُظهِرون من (تقية) سياسية، يُوهمون الناس بها أنهم يعملون تحت توجيهات ولاة الأمر في البلد الذي آواهم وحماهم من بطش نظام عبدالناصر. وما يعملون إلا لتنظيمهم الإخواني وأفكاره الشيطانية.

• ولحديث الخيانة بقية.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح