سيارة المرأة السعودية تصدم المتنطعين بالسياسة!

أثبت المتنطعون في السياسة أنهم لا يقلون سماجة أو فجاجة عن المتنطعين بالدين، وإن كان القاسم المشترك بينهم جميعًا هو التكلف والتشدد بما لا ينبغي، وفيما لا ينبغي، وعما لا ينبغي.. «هلك المتنطعون جميعا»!

والحاصل أن القرار السعودي التاريخي بالفعل والاستثنائي بالفعل بالسماح للمرأة بقيادة السيارة أزاح الستار عن المتنطعين في السياسة أكثر من المتنطعين في الدين، ومن ذلك على سبيل الرصد في الصحف والقنوات أن يُقال فور صدور القرار «إنه لا يكفي للدلالة على خطى الإصلاح والتطوير فيما يتعلق بالمرأة»!


فإن قلت: إنه جاء تكملة لقراراتٍ أخرى شملت العمل والتوظيف والقيادة في المؤسسات والمشاركة المجتمعية، بل والسياسية الفاعلة، قالوا لك «إنها لم تصبح وزيرة بعد»!

فإن قلت إنها نائبة وزير، وإن عدد السعوديات في مجلس الشورى، بات أكثر منه في عدة دول عربية، قالوا لك: «ولِمَ لا تصبح هي رئيسة المجلس»!


على أن هذا الفريق من فرق المتنطعين في السياسة ربما كان أقل فجاجة وسماجة من فريق ثان تتحدث معه عن المكتسب الجديد للمرأة فيقول لك: إنه جاء تجاوبا مع هيئات حقوق الإنسان ومنظمات الحق المدني! فإن قلت: وهل الاستجابة في ذاتها خطأ سياسي؟ قال: لا ولكن ماذا عن الطلاق والزواج، ولماذا لا تطلق المرأة، بل وتزوج نفسها!

وهناك فريق ثالث تسأله عن رأيه في قرار قيادة المرأة السعودية للسيارة، فيقول لك بلا حياء ولا استحياء، وهو الذي ظل يصدعك سنوات عديدة عن «حرية المرأة»: إنه -القرار- ما كان ينبغي أن يصدر «لأن للسعودية خصوصيتها»!

إنه نفس الفريق، الذي ظل ينتقد بل ويعاير بمسألة الخصوصية قائلا: إن المملكة العربية السعودية ليست مجتمعا ملائكيا»!!

وهناك فريق رابع ظل لسنواتٍ طويلة يتحدث عن خطورة عدم الانفتاح، وطريقة التفكير، وكأن أصابه الصرع! تسأله عن القرار فيقول لك: إن انفتاح السعودية لدرجة السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة يمثل خطرا مجتمعيا كبيرا!

تسأله كيف وأنت الذي صدعتنا كثيرا عن الانفتاح؟ فيقول لك إنه كان يقصد الصين!

قريبا من ذلك، كان موقف المتنطعين في السياسة من الاحتفاء السعودي باليوم الوطني، والذي اختزله بعضهم أو جلهم في مشهد أو اثنين من آلاف المشاهد المحفّزة على الفرح والانتماء والعمل، فإن أبديت دهشتك، أخذوك إلى حريق المسجد الأقصى، وتأخُّر حل قضية فلسطين، وكأن السعودي تحديدا لا العربي ممنوع من الفرح ممنوع من الابتسام!

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح