تحويل الحلم إلى حقيقة

الأحلام والرؤى تظل أحلاماً ورؤىً في رؤوس الحالمين إن لم يكن هناك فعل يُتَّخذ لكي يُترجم الحلم إلى حقيقة ملموسة. ومن أجل أن يتحقَّق ويقف واضحاً محسوساً على أرض الواقع، فلابدّ من قناعة تُرسّخه في عقول حالميه، ولتنقله من الخيال إلى الحقيقة.

هذا ما يُميّز الذين ينقلون الحلم إلى حقيقة، عن الذين تبقى الأحلام في رؤوسهم فلا تتحقق أبداً. فالقناعة بجدوى تلك الرؤى والأحلام ومساهمتها لتطوير الأوطان ورقي الإنسان؛ هو أول طريق تسلكه لتنقلب إلى واقعٍ ملموس، وبناءٍ يشاهده الناس ويتفاعلون معه، ويكون ذا إنتاج وذا عائد مادي أو اجتماعي أو كلاهما.


نحن في كثير من الأوقات نحتفي بتلك الرؤى والأحلام، ولكننا أيضاً ننتظر أن تتحقق من تلقاء نفسها ولا نساهم في بنائها وتحقيقها، إما لأن ردة فعلنا تجاهها سالبة، فنذرها لكي تتحقق بذاتها دون مساهمة فاعلة منا، أو لأننا لم نستوعب جوانبها الفكرية والإنتاجية، فلا ندري ما هو المطلوب منا، ولا نعرف ما هي جوانب مساهمتنا نحوها.

للأسف نرى كثيراً من الأحلام الممتازة لا تتحقق، إما لأنها لم تُهيّأ لها القناعة الكافية بها، أو لم تتولَّد في كياناتها الطاقة التي تدفعها، أو لم يتبنَّاها الإنسان الذي يقودها، فينقلها من الحلم الذي يسكن في الرؤوس، إلى الحقيقة التي تُجسِّدها كياناً قائماً، يُشاهده الناس، ويحسّون بوجوده، ويلمسون إنتاجه. وإما أنها لم تحصل على القناعة الكافية، أو لم تتولد بها الطاقة الدافعة، أو لم يتبنَّاها إنسان رغم أهميتها وامتيازها.


نحن كثيراً ما تُغرينا الرؤى والأحلام، فنسبح في آفاقها وبحورها، ولكننا قليلاً ما نسأل أنفسنا عن مدى تبنينا لها ومساهمتنا المخلصة في تحقيقها.

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات