التلازم السعودي المصري

مساء يوم الأحد (8) أكتوبر الحالي شهدت أجواء مجتمعنا السعودي حالة فرح وكأنها فرحة خاصة بنا كسعوديين حين تأهل منتخب مصر لكرة القدم لنهائيات كأس العالم التي ستقام في روسيا في صيف عام 2018م بعد تغلبه على منتخب جمهورية الكونغو.

فرح عفوي عام شمل كافة أرجاء المملكة، ومتابعة لدقائق المباراة بشغف، وكأن المنتخب السعودي هو من يلعب تلك المباراة.


الدقيقة (87) من عمر المباراة لم تشهد فقط توقُّف قلب المشجعين المصريين، بل والسعوديين حين سجل لاعب المنتخب الكنغولي هدف التعادل، لأن السعوديين كمثل أشقائهم المصريين ظنوا أن فرحة التأهل ذهبت مع أدراج الرياح.

وكما كانت الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع إعادة للأمل لكافة الأشقاء المصريين، كذلك كانت إعادة الروح والأمل لنا كسعوديين، وعمّ الفرح الفضاء السعودي بصورة بعضها كان هيستيريا.


بعد المباراة شهدت أحياء وميادين سعودية عدة؛ فرح مشترك من الأخوة الأشقاء المصريين المقيمين ومن السعوديين تُشبه ما يحدث بعد فوز وتأهُّل المنتخب السعودي. وسادت موجة ضخمة جدا وسائل التواصل الاجتماعي وهي تنقل الفرح السعودي وتهاني السعوديين لإخوتهم، أبناء مصر العزيزة.

لم تكن كل هذه الصور الجميلة والمظاهر العفوية مفاجئة أو غريبة أو مثيرة للتساؤل، بقدر ما كانت تعبيرا صادقا لما يكنه السعوديون لإخوتهم من أهل مصر وأبنائها. وهي مشاعر بقدر صدقها بقدر رسوخها وعمقها الزمني وطبيعة التلازم بين الشعبين والدولتين.

فمن باب تأكيد المؤكد القول أن التواصل والتلازم الأسري قائم بين ضفتي البحر الأحمر وعمق المشترك العام بينهما.

مثل هذه الحقائق، والتي لا يمكن حجبها تغيب مع الأسف في بعض الفترات عن الأذهان، فيستغلها البعض للنيل منها أو تقليصها أو تزوير بعض تفاصيلها، تحقيقا لأهداف دنيئة كما حدث من بعض المحسوبين على وسائل الإعلام المصرية، وذلك لمعرفتهم الأكيدة أن التلازم السعودي المصري فيه من الخير، ليس فقط للشعبين والدولتين، بل وللأمة العربية بأسرها، ولاستقرار ونماء المنطقة بأكملها.

ولهذا فهم يسعون بين فترةٍ وأخرى إلى محاولة التشكيك وبث الفرقة، كما هو حال قناة الجزيرة الفضائية، وبعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين.

لكن العفوية الشعبية وصدق المشاعر الأهلية بين أبناء المملكة ومصر تتسامى عن كل ذلك، وتحضر بقوة في كل مناسبات الفرح، لتضيء نورا ساطعا في وجوه كل المتربصين والمتشككين، ولتؤكد أن التلازم والمصير بينهما واحد ودائم وبرسوخ الجبال الشاهقة.

مبروك لكل أحبتنا في أرض مصر العزيزة، ووجودهم في نهائيات كأس العالم ليس بمستغرب، بل هو المكان الطبيعي لأن يكونوا بين كبار العالم، فهم وأرضهم العزيزة كبار، وهم في نفوسنا نحن أبناء الحرمين الشريفين في مكانة عزيزة جدا.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح