روسيا في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 17 أكتوبر 2017 01:16 KSA
أثارت الزيارة الرسمية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبد العزيز ، لموسكو يوم الخامس من هذا الشهر ( أكتوبر ) اهتماماً عالمياً واسعاً ، ورحب بها الروس بشكل عبروا عنه في استقبال حافل لعاهل المملكة ، ورفعوا خلالها لوحات ترحيب بالملك سلمان ، باللغتين الروسية والعربية ، وامتدت على طول الشوارع في العاصمة الروسية . وقوبلت الزيارة الملكية بترحيب واسع في المملكة أيضاً . وخرج المحللون الاقتصاديون والسياسيون في البلدين وخارجهما بتحليلات متعددة تعكس الأهمية القصوى التي شكّلتها الزيارة بالنسبة لصانعي القرار وصناع الرأي العام في مختلف العواصم الدولية
.
موسكو تشعر بأن نفوذها في منطقة الشرق الأوسط لن يكتمل وتطمئن الى استمراريته وجديته ما لم يحظَ بقبول من القوة الإقليمية الأكثر أهمية في المنطقة وهي المملكة العربية السعودية . كما أن اقتصادها ونموه بحاجة إلى دعم مالي يمكن لقوة إقتصادية كبيرة مثل المملكة أن تساهم فيه بقوتها المالية والاقتصادية وعلاقاتها المفيدة بمراكز المال العالمية . وفي نفس الوقت فإن نفوذ موسكو في منطقة الشرق الأوسط يتنامى بشكل كبير لا يمكن تجاهله وقد تخلت واشنطن عن دورها السابق في سوريا لصالح روسيا ، وأصبح الروس هم الذين يوزعون الأدوار والحصص في سوريا ، حيث منحوا تركيا منطقة دخل جنودها اليها ، ومن المتوقع أن تتحول إلى قاعدة عسكرية تركية ومنطقة نفوذ تهيمن أنقرة عليها داخل الأراضي السورية وغير بعيد من المناطق السورية الكردية التي دخلها الأمريكيون بعساكرهم ومستشاريهم ، وتنتظر منطقة
سورية أخرى خصصها الروس لطهران وصول الجيش الإيراني إليها .
وقد تواصلت العلاقات السعودية الروسية توثقاً وتقارباً لعدة سنوات وشهدت نقلة هامة منذ أن التقى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ، الرئيس الروسي بوتين ، خلال مؤتمر بيترسبرج الاقتصادي السنوى في شهر يونيو عام 2015 ، ونتج عنها عدة تفاهمات ومنها الإعلان بعد ذلك بشهر واحد عن تعهد المملكة باستثمار عشرة بلايين دولار في روسيا خلال خمس سنوات. وتوج الملك سلمان زيارته لموسكو بتوقيع عدة عقود في مجالات متعددة ، مثل الطاقة والتجارة والدفاع ، والتي تم خلالها الإعلان في موسكو والرياض عن صفقة بيع أحدث منظومة دفاع جوي روسية S 400 ، والتي يقول بعض المتخصصين بأنها أفضل الأنظمة اليوم في العالم . وكان الملفت للنظر أن واشنطن أعلنت في نفس الوقت الذي أعلن في موسكو عن صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية ، موافقتها على بيع المملكة أحدث أنظمتها للدفاع الجوي .
THAD
تتصف قيادة المملكة بحكمة وخبرة ويتميز الملك سلمان بن عبد العزيز ، بدراية وممارسة للمسالك الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية ، مما يجعل المملكة لاعباً هاماً في السياسة الدولية بشقيها الإقليمي والعالمي . وهناك مصالح بترولية تكاد تكون متطابقة فيما بين الرياض وموسكو .ففي مقابل سعي أميركا تقليص الاعتماد العالمي على البترول وزيادة إنتاج الصخري منه ، فإن مصلحة موسكو السعي لرفع سعر البترول واستمرار استهلاكه لسنين طويلة قادمة . ويتعاون البلدان
في سياسة خفض الإنتاج لصالح رفع الأسعار .
وفي كل الأحوال فالسياسة ليست دائماً أبيض وأسود وإنما هناك ألوان وظلال متعددة ،وللمملكة مصالح تتطلب المحافظة على مرونة عالية في التعامل مع مختلف العواصم العالمية . وليس أفضل من القيادة الحالية للمملكة يمكنها تطبيق سياسة ناجحة موفقة.
.
موسكو تشعر بأن نفوذها في منطقة الشرق الأوسط لن يكتمل وتطمئن الى استمراريته وجديته ما لم يحظَ بقبول من القوة الإقليمية الأكثر أهمية في المنطقة وهي المملكة العربية السعودية . كما أن اقتصادها ونموه بحاجة إلى دعم مالي يمكن لقوة إقتصادية كبيرة مثل المملكة أن تساهم فيه بقوتها المالية والاقتصادية وعلاقاتها المفيدة بمراكز المال العالمية . وفي نفس الوقت فإن نفوذ موسكو في منطقة الشرق الأوسط يتنامى بشكل كبير لا يمكن تجاهله وقد تخلت واشنطن عن دورها السابق في سوريا لصالح روسيا ، وأصبح الروس هم الذين يوزعون الأدوار والحصص في سوريا ، حيث منحوا تركيا منطقة دخل جنودها اليها ، ومن المتوقع أن تتحول إلى قاعدة عسكرية تركية ومنطقة نفوذ تهيمن أنقرة عليها داخل الأراضي السورية وغير بعيد من المناطق السورية الكردية التي دخلها الأمريكيون بعساكرهم ومستشاريهم ، وتنتظر منطقة
سورية أخرى خصصها الروس لطهران وصول الجيش الإيراني إليها .
وقد تواصلت العلاقات السعودية الروسية توثقاً وتقارباً لعدة سنوات وشهدت نقلة هامة منذ أن التقى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ، الرئيس الروسي بوتين ، خلال مؤتمر بيترسبرج الاقتصادي السنوى في شهر يونيو عام 2015 ، ونتج عنها عدة تفاهمات ومنها الإعلان بعد ذلك بشهر واحد عن تعهد المملكة باستثمار عشرة بلايين دولار في روسيا خلال خمس سنوات. وتوج الملك سلمان زيارته لموسكو بتوقيع عدة عقود في مجالات متعددة ، مثل الطاقة والتجارة والدفاع ، والتي تم خلالها الإعلان في موسكو والرياض عن صفقة بيع أحدث منظومة دفاع جوي روسية S 400 ، والتي يقول بعض المتخصصين بأنها أفضل الأنظمة اليوم في العالم . وكان الملفت للنظر أن واشنطن أعلنت في نفس الوقت الذي أعلن في موسكو عن صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية ، موافقتها على بيع المملكة أحدث أنظمتها للدفاع الجوي .
THAD
تتصف قيادة المملكة بحكمة وخبرة ويتميز الملك سلمان بن عبد العزيز ، بدراية وممارسة للمسالك الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية ، مما يجعل المملكة لاعباً هاماً في السياسة الدولية بشقيها الإقليمي والعالمي . وهناك مصالح بترولية تكاد تكون متطابقة فيما بين الرياض وموسكو .ففي مقابل سعي أميركا تقليص الاعتماد العالمي على البترول وزيادة إنتاج الصخري منه ، فإن مصلحة موسكو السعي لرفع سعر البترول واستمرار استهلاكه لسنين طويلة قادمة . ويتعاون البلدان
في سياسة خفض الإنتاج لصالح رفع الأسعار .
وفي كل الأحوال فالسياسة ليست دائماً أبيض وأسود وإنما هناك ألوان وظلال متعددة ،وللمملكة مصالح تتطلب المحافظة على مرونة عالية في التعامل مع مختلف العواصم العالمية . وليس أفضل من القيادة الحالية للمملكة يمكنها تطبيق سياسة ناجحة موفقة.