السعودية والعراق

يصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز العلاقة بين المملكة العربية السعودية والعراق بقوله: «إن ما يربطنا بالعراق الشقيق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد». وهذا وصف يؤكد فيه خادم الحرمين على رسوخ العلاقة بين البلدين والشعبين ،وهو رسوخ لصالح الأمة العربية وقضاياها ،كما أنه يثير حساسية وبُغضَ أعدائها كما هو حال إيران وملاليها ،خاصة في ظل عودة العلاقات بين المملكة والعراق إلى مسارها الطبيعي والذي مثَّلته زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والمسؤولين العراقيين بما فيهم الزعيم الديني مقتدى الصدر.

الزيارة الأخيرة للعبادي للمملكة وما تشهده بعامة العلاقات السعودية العراقية تعيد العراق لمكانه الطبيعي ألا وهو الفضاء العربي الذي أبعده عنه سيِّئُ الذِّكرِ رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بسياساته الطائفية البغيضة وارتمائه الكامل في أحضان ملالي طهران ومرشد قم ،وسلبه لأرض الرافدين هويتها الجغرافية والبشرية بحيث حوَّلها إلى مناطق نفوذ فارسية بما فيها مرجعية النجف وكربلاء الدينية.


تلك السياسة منحت إيران فرصاً ذهبية لم تحلم بها أبداً في العراق منذ الفتح الإسلامي ،فاستغلتها أبشع استغلال، وحوَّلت العراق ومرجعياته ومقوماته عدا إقليم كردستان إلى حديقة أمامية لها في ظل غياب عربي مخيف. فالعرب أبعدوا أنفسهم عما يحدث في أرض الرافدين، فساهموا بغباء سياسي في تنامي النفوذ الفارسي إلى الحد الذي دفع أحد القادة الإيرانيين إلى التباهي بأن عاصمة الرشيد أصبحت تحت الاحتلال والنفوذ الإيراني.

طهران وملاليها ومرشدها لا يعجبهم ما يحدث من عودة للعلاقات السعودية - العراقية لأنهم يدركون أن ذلك بداية لانحسار نفوذهم الذي تمتَّعوا به طوال أكثر من عقد من الزمان منذ سقوط نظام صدام حسين، كما أنهم يعرفون وواعون للمكانة الدينية والسياسية والإقليمية للمملكة العربية السعودية، موطن العرب وأرض الرسالة ورأس الحربة في مواجهة المد الفارسي في الأراضي العربية ،وهذا ما أزعجهم وسيزعجهم مما يرونه من علاقات سعودية - عراقية طبيعية.


كثيرون من أمة العرب -بكل أسف- لم يستوعبوا بَعد الخطرَ الفارسي على الهوية العربية لجهلهم بالتاريخ ،لكن ذلك لا يجب أن يكون دافعاً ومحفزاً للبُعد عن العراق وشعبه ودفعهم بغير وعي إلى الحاضنة الإيرانية ،بل يجب على أمة العرب إن أرادت حماية العراق وهويته العربية وإبعاد النفوذ والخطر الفارسي عن أراضيها وشعوبها أن تعود إلى تنمية علاقاتها مع العراق وإعادة الحياة إلى كل مفاصله العربية الأصيلة بما في ذلك المرجعية الدينية الشيعية للنجف وكربلاء والتي سرقها الفرس وحوَّلوها إلى قم. فالتشيُّع العربي أصيلٌ في انتمائه لأمة العرب وليس له عداء مع أهل السُّنة كما هو التشيُّع الفارسي الذي يدسُّ السم في العسل ،ومن يدرسْ تاريخه يدركْ كمَّ المتغيرات والانحرافات والخزعبلات التي أدخلها له الفرس والتي هي مزيج من عادات وشعائر وتعبُّدات ساسانية وزرادشتية وفارسية قديمة. وما يحدث من تطور في العلاقات السعودية - العراقية في أيامنا هذه حركة تصحيح وإعادة للبوصلة العربية إلى مسارها الطبيعي ضد الغزو الفارسي.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح