التسليع المذموم: حتى في اللحوم!!
تاريخ النشر: 26 أكتوبر 2017 01:17 KSA
الولايات المتحدة الأمريكية هي بؤرة التسليع، بمعنى تحويل أي نشاط بشري ممكن إلى سلعة تجارية تُنتج بكميات كبيرة لتلبية حاجات استهلاكية تُصبغ بثوب التسويق البارع، الذي يحول السلعة من كمالية إلى ضرورية.
وهذا التوجه اقتبسته الصين، فكانت أبرع في بعض الميادين، خاصة عند التصدير لدول مستهلكة دون ضوابط من (أي مستوى من الجودة)، كما كان حالنا إلى عهد قريب (وربما لا يزال بالنسبة لبعض السلع).
ولعلّ آخر صيحات (التسليع) ما تتداوله بعض وسائل الإعلام الأمريكية عن إنتاج (لحوم) بديلة من غير مصادرها الربانية الطبيعية (الأبقار، الأغنام، ...). وهذه شركة ميفميس للحوم (ميفميس اسم مدينة كبيرة في الولايات المتحدة) قد تلقت تبرعًا بقيمة 17 مليون دولار من بعض الأسماء اللامعة في الولايات المتحدة مثل بيل غيتس مؤسس شركة ميكروسوفت، وريتشارد برانسون مؤسس مجموعة فيرجن، وشركة كارجيل، وهي إحدى أكبر الشركات الزراعية في العالم. وتجاوز مجموع ما جمعته الشركة 22 مليون دولار حتى نهاية أغسطس الماضي.
الفكرة هنا تتلخص في إنتاج لحوم في المختبر، وليس في الحظيرة أو المزرعة، بمعنى أن المستقبل سيكون للحوم الطازجة ذات مذاق رائع، لكن دون ذبح حيوانات حية، وإنما اعتماد على موارد ومواد مختلفة. ولعلّ في ذلك رحمة بالحيوانات التي تم تسليع إنتاج لحومها بصورة مقززة خالية من أي معنى من معاني الرحمة والشفقة، ليكون الحيوان مجرد رقم في خط الإنتاج تلبية للطلب الكبير عليها.
باختصار تقول هذه الشركات، إن الطريقة التقليدية الحالية لإنتاج اللحوم تضع البشرية أمام تحديات بيئية كبيرة من أهمها تزايد كميات غازات الدفئية، التي تنبعث من الحيوانات وتُضخ في الغلاف الجوي، وتساهم في عملية الاحتباس الحراري وآثارها المضرة، والتي ينكرها الرئيس (ترامب) وربعه رغبة في مزيد من الإنتاج والتسليع.
هل فعلا سيحين زمن نأكل فيه لحما أحمر من غير مصدر للحم! ونأكل دجاجا مصدره من خارج حظائر الدجاج، وربما تلذذنا بسمك لم يرَ لا بحرا ولا نهرا!!
عالم معقَّد لا تنقضي عجائبه ولا تنتهي غرائبه.
وهذا التوجه اقتبسته الصين، فكانت أبرع في بعض الميادين، خاصة عند التصدير لدول مستهلكة دون ضوابط من (أي مستوى من الجودة)، كما كان حالنا إلى عهد قريب (وربما لا يزال بالنسبة لبعض السلع).
ولعلّ آخر صيحات (التسليع) ما تتداوله بعض وسائل الإعلام الأمريكية عن إنتاج (لحوم) بديلة من غير مصادرها الربانية الطبيعية (الأبقار، الأغنام، ...). وهذه شركة ميفميس للحوم (ميفميس اسم مدينة كبيرة في الولايات المتحدة) قد تلقت تبرعًا بقيمة 17 مليون دولار من بعض الأسماء اللامعة في الولايات المتحدة مثل بيل غيتس مؤسس شركة ميكروسوفت، وريتشارد برانسون مؤسس مجموعة فيرجن، وشركة كارجيل، وهي إحدى أكبر الشركات الزراعية في العالم. وتجاوز مجموع ما جمعته الشركة 22 مليون دولار حتى نهاية أغسطس الماضي.
الفكرة هنا تتلخص في إنتاج لحوم في المختبر، وليس في الحظيرة أو المزرعة، بمعنى أن المستقبل سيكون للحوم الطازجة ذات مذاق رائع، لكن دون ذبح حيوانات حية، وإنما اعتماد على موارد ومواد مختلفة. ولعلّ في ذلك رحمة بالحيوانات التي تم تسليع إنتاج لحومها بصورة مقززة خالية من أي معنى من معاني الرحمة والشفقة، ليكون الحيوان مجرد رقم في خط الإنتاج تلبية للطلب الكبير عليها.
باختصار تقول هذه الشركات، إن الطريقة التقليدية الحالية لإنتاج اللحوم تضع البشرية أمام تحديات بيئية كبيرة من أهمها تزايد كميات غازات الدفئية، التي تنبعث من الحيوانات وتُضخ في الغلاف الجوي، وتساهم في عملية الاحتباس الحراري وآثارها المضرة، والتي ينكرها الرئيس (ترامب) وربعه رغبة في مزيد من الإنتاج والتسليع.
هل فعلا سيحين زمن نأكل فيه لحما أحمر من غير مصدر للحم! ونأكل دجاجا مصدره من خارج حظائر الدجاج، وربما تلذذنا بسمك لم يرَ لا بحرا ولا نهرا!!
عالم معقَّد لا تنقضي عجائبه ولا تنتهي غرائبه.