انفعال فارسي
تاريخ النشر: 27 أكتوبر 2017 01:16 KSA
أثار وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة غضب عارمة بين أوساط الملالي وقادة طهران بعد تسميته للخليج بـ»العربي».
وكان الرئيس ترامب في كلمته التي ألقاها قبل أسبوعين بشأن إعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران قد وصف إيران بأنها: «تهدد الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر».
الرئيس الإيراني حسن روحاني رد على ذلك بانفعال بقوله: «أدعو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن يقرأ بشكل أفضل كتب التاريخ والجغرافيا والتعهدات الدولية والأدب والأخلاق، كيف أن رئيسا للجمهورية لم يتعلم لغاية الآن اسم خليج معروف وتاريخي ألا وهو الخليج الفارسي، الذي تبحر فيه الأساطيل الأمريكية ذهابا وإيابا باستمرار».
أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فكان أكثر انفعالا من رئيسه، واستخدم لغة بعيدة كلية عن الدبلوماسية حين قال: «الجميع يعلم أن صداقة ترامب كانت للبيع مقابل أعلى سعر، والآن نعلم أن جغرافيته أيضا للبيع»، وبنفس اللغة المنفلتة وصف قائد الشرطة الإيرانية العميد حسين اشتري ترامب بـ»قلة العقل والجهل»، وكذلك فعل أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، من استخدام الرئيس ترامب عبارة «الخليج العربي» أن ذلك «نهاية غير جيدة للرئيس الأمريكي».
كل هذا الانفعال وانفلات اللغة ليسا بغريبين على ساسة وملالي طهران، فكم من مرة استخدموه، بل وبألفاظ أشد وأعنف وخارجة عن المألوف، لا لشيء إلا أن ذلك يعارض سياساتهم التوسعية وعقلياتهم العنصرية الفارسية، فهُم وعبر التاريخ يزعمون باطلا أن الخليج سُمِّي بالفارسي، وأنهم يملكون الأحقية في ذلك، استنادا إلى أوهام وخيالات ليس إلا، فالتاريخ، إن كانوا يدركونه ويدرسونه جيدا ويعترفون به، يقول: إن تسمية الخليج بالفارسي لم تكن سوى لزمن بسيط إبان حكم الدولة الساسانية، رغم أنها لم تكن تسيطر على كل شواطئه، وأن إيران ذاتها في كينونتها الحالية الجيوسياسية حُكمت بحكومات غير فارسية في أصلها، كما هو حالها إبان حكومة الدولة الصفوية، فالصفويون الحكام ليسوا فرسا بل تركمان.
كما أن التاريخ يؤكد أن شواطئ الخليج بأكملها شرقيها وغربيها وشماليها وجنوبيها عربية خالصة، بما فيها الشواطئ الواقعة اليوم تحت حكم إيران، وأن إيران ضمتها بعد توافق مع بريطانيا الاستعمارية التي كانت تحتل المنطقة، وتم القضاء على إمارة الشيخ خزعل وأسقطتها لصالح الشاه رضا بهلوي، جد أسرة بهلوي التي حكمت إيران قبل ثورة وانقلاب الخميني. والأحواز، وهي التسمية لشواطئ الخليج الواقعة تحت حكم إيران إلى يومنا هذا، عربية خالصة وسنية بالكامل، وإيران وحكومة طهران يمارسون ضدها أبشع أنواع البطش والتنكيل، في محاولة لطمس هويتها العربية.
أما الجغرافيا فحدِّث ولا حرج، فلم يكن الخليج في أي يومٍ من الأيام فارسيًا أبدا، فكل حوافه شرقا وغربا وشمالا وجنوبا عربية، بشعوبها ولغتها وهويتها، ويكفي القول في أيامنا هذه إن عدد الوحدات السياسية المتشاطئة له هي عربية، بدءا من العراق وانتهاءً بعمان، بينما تشاطئه إيران، كدولة فارسية، وحيدة، فهل يحق بعد ذلك الادعاء والزعم بفارسيته؟!.
الخليج سيبقى في الفهم الصحيح عربيًا، شاءت إيران أم غضبت أم انفعل ساساتها، وما كان في زمن استعماري ولهدف تفتيت الهوية العربية قائم، لا يعني أبدا سلب الهوية العربية له، وعلى ملالي طهران العودة لدراسة الجغرافيا والتاريخ بوعي وإدراك، عسى أن يعودوا لرشدهم.
وكان الرئيس ترامب في كلمته التي ألقاها قبل أسبوعين بشأن إعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران قد وصف إيران بأنها: «تهدد الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر».
الرئيس الإيراني حسن روحاني رد على ذلك بانفعال بقوله: «أدعو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن يقرأ بشكل أفضل كتب التاريخ والجغرافيا والتعهدات الدولية والأدب والأخلاق، كيف أن رئيسا للجمهورية لم يتعلم لغاية الآن اسم خليج معروف وتاريخي ألا وهو الخليج الفارسي، الذي تبحر فيه الأساطيل الأمريكية ذهابا وإيابا باستمرار».
أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فكان أكثر انفعالا من رئيسه، واستخدم لغة بعيدة كلية عن الدبلوماسية حين قال: «الجميع يعلم أن صداقة ترامب كانت للبيع مقابل أعلى سعر، والآن نعلم أن جغرافيته أيضا للبيع»، وبنفس اللغة المنفلتة وصف قائد الشرطة الإيرانية العميد حسين اشتري ترامب بـ»قلة العقل والجهل»، وكذلك فعل أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، من استخدام الرئيس ترامب عبارة «الخليج العربي» أن ذلك «نهاية غير جيدة للرئيس الأمريكي».
كل هذا الانفعال وانفلات اللغة ليسا بغريبين على ساسة وملالي طهران، فكم من مرة استخدموه، بل وبألفاظ أشد وأعنف وخارجة عن المألوف، لا لشيء إلا أن ذلك يعارض سياساتهم التوسعية وعقلياتهم العنصرية الفارسية، فهُم وعبر التاريخ يزعمون باطلا أن الخليج سُمِّي بالفارسي، وأنهم يملكون الأحقية في ذلك، استنادا إلى أوهام وخيالات ليس إلا، فالتاريخ، إن كانوا يدركونه ويدرسونه جيدا ويعترفون به، يقول: إن تسمية الخليج بالفارسي لم تكن سوى لزمن بسيط إبان حكم الدولة الساسانية، رغم أنها لم تكن تسيطر على كل شواطئه، وأن إيران ذاتها في كينونتها الحالية الجيوسياسية حُكمت بحكومات غير فارسية في أصلها، كما هو حالها إبان حكومة الدولة الصفوية، فالصفويون الحكام ليسوا فرسا بل تركمان.
كما أن التاريخ يؤكد أن شواطئ الخليج بأكملها شرقيها وغربيها وشماليها وجنوبيها عربية خالصة، بما فيها الشواطئ الواقعة اليوم تحت حكم إيران، وأن إيران ضمتها بعد توافق مع بريطانيا الاستعمارية التي كانت تحتل المنطقة، وتم القضاء على إمارة الشيخ خزعل وأسقطتها لصالح الشاه رضا بهلوي، جد أسرة بهلوي التي حكمت إيران قبل ثورة وانقلاب الخميني. والأحواز، وهي التسمية لشواطئ الخليج الواقعة تحت حكم إيران إلى يومنا هذا، عربية خالصة وسنية بالكامل، وإيران وحكومة طهران يمارسون ضدها أبشع أنواع البطش والتنكيل، في محاولة لطمس هويتها العربية.
أما الجغرافيا فحدِّث ولا حرج، فلم يكن الخليج في أي يومٍ من الأيام فارسيًا أبدا، فكل حوافه شرقا وغربا وشمالا وجنوبا عربية، بشعوبها ولغتها وهويتها، ويكفي القول في أيامنا هذه إن عدد الوحدات السياسية المتشاطئة له هي عربية، بدءا من العراق وانتهاءً بعمان، بينما تشاطئه إيران، كدولة فارسية، وحيدة، فهل يحق بعد ذلك الادعاء والزعم بفارسيته؟!.
الخليج سيبقى في الفهم الصحيح عربيًا، شاءت إيران أم غضبت أم انفعل ساساتها، وما كان في زمن استعماري ولهدف تفتيت الهوية العربية قائم، لا يعني أبدا سلب الهوية العربية له، وعلى ملالي طهران العودة لدراسة الجغرافيا والتاريخ بوعي وإدراك، عسى أن يعودوا لرشدهم.