إذعان المقال لإلحاح السؤال

يَقول الشَّاعِر:

ولَو أَنِّي جُعلتُ أَميرَ قَومٍ


لمَا قَاتلتُ إلَّا بالسُّؤَالِ!!

السُّؤال هو بوَّابة المَعرفَة ومَدخلها الرَّئيس، إلَى حَدَائِق العِلْم والإبدَاع والاكتشَافَات، لذَلك، مِن أَهمّ الصِّفَات التي يَتميَّز بِهَا المُبدع، هي طَرح الأَسئِلَة، وهُنَاك مَقولة للمُهتمّين بالإبدَاع تَقول: (اطرَح السُّؤال الغَبي، لتَحصل عَلَى إجَابَة ذَكيَّة)، وقَد أَثبَت الزَّمن أَنَّ مُعظم الاخترَاعَات والاكتشَافَات؛ جَاءت نَتيجة سُؤال شَاذّ وغَبي، طَرحه مُبدع ذَكي..!


لقَد صَرخ العَالِم الكَبير «آينشتاين» ذَات مَرَّة، حِين سَألوه: مَا أَهم شَيء فِي الإبدَاع؟، فقَال: (أَهمُّ شَيء هو أَنْ لَا تَتوقَّف عَن السُّؤَال)..!

ثُمَّ يُؤكِّد الأُستَاذ «أحمد الضبع» فِي كِتَابه «أَسرَار المُبدعين»، عَلَى أَهميَّة السُّؤال، فيَقول: (المُبدعون كَثيرًا مَا تَجدهم يُمطرونك بوَابلٍ مِن الأَسئِلَة، التي لَا تَستَطيع أَن تُوقفها، وقَد يُصيبك مَسٌّ مِن الجنُون لغَرَابتهَا، وعَدَم عَلَاقتها بمَوضوع التَّناقُش، لَكنَّهم يَعرفون جَيّدًا كَيف يَتم الرَّبط، وفقًا لآلَات التَّخيُّل التي يَحوزونها باقتدَار)..!

أكثَر مِن ذَلك، يُصرِّح الفَيلسوف «كبلينج»، فِي عِبَارة سَاحِرَة جَذّابة يَقول فِيهَا: (إنَّ لِي سِتة مِن الخَدم المُخلصين، مِنهم تَعلّمتُ كُلّ مَا أَعلم عِلم اليَقين.. أَسمَاؤهم هي: مَاذَا ولمَاذَا، ومَتَى وكَيف، وأَين ومَن)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: (لَولا هَذه الأَسلِحَة السِّتّة، مَا استَطَاعت نَظرية النّسبيَّة للعَالِم «آينشتَاين»؛ أَنْ تَنسف نَظريَّات «إقليدس»، التي ظَلَّت تَحتَل العقُول، لأَكثَر مِن أَلفي سَنَة بِلَا مُنَازعَة، فلربَّما تَوصَّلتَ إلَى فِكرَةٍ مُغَايرَة للحَقيقَة المُسلَّم بِهَا الآن، عَن طَريق التَّسَاؤل المُلحّ)..!!

أخبار ذات صلة

الطرق البطيئة
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
;
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
;
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية
الإدارة بالوضوح!
نحـــــاس
أدوار مجتمعية وتثقيفية رائدة لوزارة الداخلية
;
«صديقي دونالد ترامب»
قِيم الانتماء السعودية
جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!