دينيُّون .. ومتديِّنون

.. مشكلتنا لم تكن يوماً مع الدين، لكن المشكلة مع الذين يتعاملون مع الدين. إما بسوء فهمه أوجهل تعاليمه.. وفي كلا الحالين ننتج إسلاماً مشوهاً، ربما يكون بعيداً عن حقيقته وجوهره..!!

« 1 »

.. بعد عام 1979 فيما يعرف (بزمن الصحوة)، بدأنا تحولات كبيرة في مفاهيمنا وقيمنا الدينية، استقينا فيها شيئاً من الحقيقة الدينية، ونفثنا فيها أشياء من دارج أعرافنا وتقاليدنا حتى تماهت معاً، فلم نعد نميز في تفسيراتنا الدينية ما بين الحقيقة الإيمانية والنمط العُرفي المجتمعي..!!

« 2 »

.. وهذا أحدث تشويشاً في أذهان الناس عن المنظور العقدي الأصيل، وأحدث إشكالية جدلية، بسبب ضبابية التأصيل الصحيح، وبالذات عند البسطاء، فتجده يدافع في مسألة دينية بهوى التقاليد....!!

« 3 »

.. وقد أدى هذا الى تكوين طبقي عام تقوده مجموعات خفية لها أدلجة دينية وهو ما يعرف بـ»الإسلامويون».

« 4 »

.. كما أدى بالمقابل إلى ظهور فكر ديني متطرف وإلى قيام الإرهاب كنتاج عملي لهذا الفكر.

« 5 »

.. ما قبل عام 1979 كنا نعيش حياة مجتمعية، عفوية، بسيطة.. كان الوازع فطرياً أكثر من كونه نظرية شرعية.

« 6 »

.. ما بعد عام 1979 كانت حادثة جهيمان التي قادتنا الى حالة من التشدد والتطرف، وأدت في الوقت ذاته إلى إيقاف مشروع الدولة المدنية.

« 7 »

.. عندما نرصد ردود الأفعال حول بعض القضايا العصرية كقيادة المرأة ودخول الرياضة النسائية المدارس والمولد النبوي، والاختلاط في العمل، وكشف الوجه، واستيعاب الآخر نجد أننا منقسمون على أنفسنا بشكل حاد جداً ونجد معها أن مؤثرات الأنماط العرفية أكثر من المسائل الشرعية...!!

« 8 »

.. وأكثر ما يستوقفني هي تلك القاعدة العريضة التي تمارس (التسطيح) الديني بحكم وقوعها تحت مؤثرات فكر مؤدلج قد لا تعلم أبعاده.. هؤلاء قد يشكلون معوقاً تنموياً..!!

« 9 »

وبحسب قراءاتي للمرحلة فإننا نبدو على أعتاب زمن الانعتاق من تداعيات حادثة جهيمان وما تلاها..

« 10 »

.. وهي المرحلة التي عبّر عنها الأمير محمد بن سلمان بقوله: (لا نعمل على إعادة تفسير الإسلام، بل نحن نعمل على إعادة الإسلام لأصوله)..!!

« 11 »

.. هذه المرحلة في نظري تحتاج الى تجلية الأذهان من المفاهيم المختلطة وإلى التأصيل الصحيح (لإسلام معتدل ومتوازن).