حديث الأربعاء

لا يستقيم القول بوجود بطالة عندنا، يتجاوز حجمها المليون عاطل، مع وجود أكثر من عشرة ملايين عامل أجنبي تحتضنهم البلاد. ولمعرفة السبب علينا أن نفحص مؤهلات هذا المليون العاطل من العمالة الوطنية.. وسوف نجد أن غالبيتهم من حملة الشهادات الجامعية، خريجي كليات نظرية لا يحتاج إليها سوق العمل.. تشكل بطالتهم اليوم عبئًا عليهم وعبئًا على المجتمع.. يتحدث رجل أعمال أنه لأسباب إنسانية، أذن بفتح الباب في مؤسسته لتوظيف عدد من حملة هذه الشهادات التي لا تحتاج إليها مؤسسته.. لكن إعلانه لم يجد قبولًا، لقد آثر أصحابها البطالة على العمل في مجال لا علاقة له بالشهادة، وآثروا الضياع على وظيفة ليس لها عنوان، أو بمرتبات أقل مما يَزِنُون به أنفسهم، ولا نجد مثل هذه الفلسفة في دول العالم الأخرى. ففي اليابان إذا لم يجد الطبيب مكاناً في مجاله، انخرط في أي عمل متاح، لكي لا يبقى عاطلًا، عالةً على مجتمعه. وفي سيرة الكثير من شبابنا العائد من الدراسة في الخارج نماذج جميلة، يباهون بالحديث عنها ويفاخرون. فهذا يتحدث عن اشتغاله «مرمطونا» في مطعم وظيفته غسل الأطباق وآخر يتحدث عن اشتغاله عاملًا في محطة بنزين، ومَن مِن ذلك العدد الهائل من المبعوثين لم يفعلها؟ وشعرت بسعادة غامرة حين وجدت عددًا من شبابنا يعملون بشموخ في أحد محلات الأكلات السريعة في مدينة جدة، واعتبرت ذلك تحوّلاً في ثقافة مجتمع وعودة إلى الطريق الصحيح. لكن تنامى إلى علمي بعد فترةٍ قليلة أن ذلك الحشد من الشباب، لم يقووا على البقاء، غادروا المكان ولم يعد لأحدهم وجودٌ فيه أبدًا وخاب ظني!!

أخبار ذات صلة

قطار الرياض.. إنجاز يقودنا إلى المستقبل
كورنيش جدِّة والمستهترون
«الستر» قيمة حياتية وصفة ربانية
ورم عبر القارات!!
;
قصَّتي مع جبل فوجي..!!
ميزانيَّة الخير: نجاحات رغم التحدِّيات
حملة «وعد» هي السَّند
الطرق البطيئة
;
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
;
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية