اسأل نفسك.. لتصلح شأنك!!
تاريخ النشر: 21 ديسمبر 2017 01:19 KSA
انشَغَلَ بَعضُ الفَلَاسِفَةِ فِي تَعريفِ أَنفسهم، وقَد سَاقَت لَنَا الكُتبُ كَثيرًا مِن التَّعريفَات، التي كَانت فِي مُعظمِها مُبْهِرَةً، تُدهشُ العَقلَ، وتُوقظُ الفِكرَ بمَطرقة السُّؤَال..!
لقَد اعتَاد النَّاس أَنْ يَختَاروا إجَابَات بَعض الفَلَاسِفَة الغَربيّين، حِين يُطرح عَليهم سُؤال: «مَن أَنْت؟»، وهَذا الاختيَار مَصدره الإعجَاب، وهو أَمرٌ لَا بَأس بِه، ولَكن دَعونَا «نسعْود» الفِكرَة هَذه المَرَّة، بتَوطين مَفهوم الكَينُونَة، مِن خِلال إجَابَة فَلسفيَّة مُقنعة لهَذا السُّؤال، لأَديبنَا الفَيلسوف السّعودي الكَبير «حمزة شحاتة»، الذي سُئل: «مَن أَنت؟»، فأَجَاب فِي كِتَابه «رُفَات عَقل» قَائلًا:
(يَبدو لِي أَنَّني لَم أَستَقبل حيَاتي - مُنذ وَعيت - حَتَّى هَذه السَّاعَة.. كُنتُ أَعيش مُتأثِّراً بجُملة الظّرُوف والدَّوافِع والمُقَاوَمَات.. أَسير وأَتقَهْقَر وأَقف.. وأَحيانًا أَعدُو بجنُون.. وحَيثُ يُتاح لِي أَنْ أَتَأمَّل ذَاتي، أَرَى أَنَّني أَدَاة تُملَى عَليهَا مُقدَّرات حَركتها وسكُونها.. لَم أَشعُر قَط بتَحرير إرَادتي.. وحَيثُ بَدا للأَخرين أَنَّني اكتَملتُ بحُكم السِّنّ، واتِّساع أُفق التَّجربَة - وَجدتُ أَنَّ مَا يُسمَّى الإرَادَة فِينَا، لَيس إلَّا حَاصِل ظرُوف وعَوامِل، يَنسحق فِيهَا مَا هو ذَاتي ودَاخلي، تَحت وَطأة مَا هو خَارجي.. فإنْ قُلتُ الآن بصِدق: إنَّني أَجهَل مَن أَنَا، أَو مَا أَنَا. فلأَنِّي لَم أَستَقبل –
قَط- مَا أَستَطيع أَن أُسمِّيه حيَاتي.. ولكَي لَا يُعتبر كَلَامي عَن حيَاتي كَلَامًا يَكتنفه شَيء مِن الغمُوض أَقُول: إنِّي كُنتُ كالجُندِي، الذي قَضَى أَيَّامه ولَياليه فِي التَّدريب، والاستعدَاد لمَعركة لَم يُقدَّر لَه أَنْ يَخوضهَا.. أَو كالمُتعلِّم الذي قَضَى شطر عُمره؛ للتَّخصُّص فِي مَجَالٍ مُعيّن، وقَضَى الشّطر الثَّاني، عَامِلًا غَير ثَابت فِي كُلِّ مَجَال؛ غَير مَجَال تَخصّصه.. هَذا هو أَنَا.. وهَذَا مَا أَستَقبله وأَستَدبره مِن حيَاة هَذا «الأَنَا»)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: أَيُّها النَّاس، مِن الجيَّد أَنْ يَطرح كُلٌّ مِنَّا عَلَى نَفسهِ سُؤال: «مَن أَنَا؟»، بالصِّيغَة الفَلسفيَّة، لَا بالصِّيغَة الوَطنيَّة، لأنَّ طَرح مِثل هَذه الأَسئِلَة، سيَمنحنَا خَارطة طَريق، تَدلُّنا عَلَى الحَيَاة الأَجْمَل والأَكْمَل والأَمْثَل..!!
لقَد اعتَاد النَّاس أَنْ يَختَاروا إجَابَات بَعض الفَلَاسِفَة الغَربيّين، حِين يُطرح عَليهم سُؤال: «مَن أَنْت؟»، وهَذا الاختيَار مَصدره الإعجَاب، وهو أَمرٌ لَا بَأس بِه، ولَكن دَعونَا «نسعْود» الفِكرَة هَذه المَرَّة، بتَوطين مَفهوم الكَينُونَة، مِن خِلال إجَابَة فَلسفيَّة مُقنعة لهَذا السُّؤال، لأَديبنَا الفَيلسوف السّعودي الكَبير «حمزة شحاتة»، الذي سُئل: «مَن أَنت؟»، فأَجَاب فِي كِتَابه «رُفَات عَقل» قَائلًا:
(يَبدو لِي أَنَّني لَم أَستَقبل حيَاتي - مُنذ وَعيت - حَتَّى هَذه السَّاعَة.. كُنتُ أَعيش مُتأثِّراً بجُملة الظّرُوف والدَّوافِع والمُقَاوَمَات.. أَسير وأَتقَهْقَر وأَقف.. وأَحيانًا أَعدُو بجنُون.. وحَيثُ يُتاح لِي أَنْ أَتَأمَّل ذَاتي، أَرَى أَنَّني أَدَاة تُملَى عَليهَا مُقدَّرات حَركتها وسكُونها.. لَم أَشعُر قَط بتَحرير إرَادتي.. وحَيثُ بَدا للأَخرين أَنَّني اكتَملتُ بحُكم السِّنّ، واتِّساع أُفق التَّجربَة - وَجدتُ أَنَّ مَا يُسمَّى الإرَادَة فِينَا، لَيس إلَّا حَاصِل ظرُوف وعَوامِل، يَنسحق فِيهَا مَا هو ذَاتي ودَاخلي، تَحت وَطأة مَا هو خَارجي.. فإنْ قُلتُ الآن بصِدق: إنَّني أَجهَل مَن أَنَا، أَو مَا أَنَا. فلأَنِّي لَم أَستَقبل –
قَط- مَا أَستَطيع أَن أُسمِّيه حيَاتي.. ولكَي لَا يُعتبر كَلَامي عَن حيَاتي كَلَامًا يَكتنفه شَيء مِن الغمُوض أَقُول: إنِّي كُنتُ كالجُندِي، الذي قَضَى أَيَّامه ولَياليه فِي التَّدريب، والاستعدَاد لمَعركة لَم يُقدَّر لَه أَنْ يَخوضهَا.. أَو كالمُتعلِّم الذي قَضَى شطر عُمره؛ للتَّخصُّص فِي مَجَالٍ مُعيّن، وقَضَى الشّطر الثَّاني، عَامِلًا غَير ثَابت فِي كُلِّ مَجَال؛ غَير مَجَال تَخصّصه.. هَذا هو أَنَا.. وهَذَا مَا أَستَقبله وأَستَدبره مِن حيَاة هَذا «الأَنَا»)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: أَيُّها النَّاس، مِن الجيَّد أَنْ يَطرح كُلٌّ مِنَّا عَلَى نَفسهِ سُؤال: «مَن أَنَا؟»، بالصِّيغَة الفَلسفيَّة، لَا بالصِّيغَة الوَطنيَّة، لأنَّ طَرح مِثل هَذه الأَسئِلَة، سيَمنحنَا خَارطة طَريق، تَدلُّنا عَلَى الحَيَاة الأَجْمَل والأَكْمَل والأَمْثَل..!!