مؤسسات صناعة الثقافة
تاريخ النشر: 04 يناير 2018 01:20 KSA
بقدر ما تدين الثقافة في انتشارها وتطورها للمؤسسات الرسمية مثل وزارة الثقافة والإعلام، وللمؤسسات الخاصة مثل المراكز الاجتماعية الأهلية والصالونات الأدبية والمقاهي الثقافية، فإنها تدين للإعلام بالقدر نفسه. ولعلي لا أبالغ حين أقول: إن الصحافة كانت أسبق المؤسسات في الاهتمام بالأدب والثقافة في المملكة العربية السعودية، منذ تأسيس الكيان الموحد على يد المغفور له –بإذن الله- الملك عبدالعزيز آل سعود
.
أذكر هنا دور صحف الريادة الأولى مثل صوت الحجاز وأم القرى ومجلة المنهل، وما قدمته من جهودٍ في تكريس نهضة الأدب السعودي، وفي هذا كان الرأي الشهير للناقد الرائد عبدالله عبدالجبار في صحافتنا حين قال: «بيد أن صحافتنا على ضآلة جدواها للمجتمع، قد أفاد منها الأدب والفكر أكثر مما أفادت منها الحياة؛ فعلى صفحات (أم القرى) التي صدرت عام 1343هـ نُوقشت الآراء الجريئة التي بثها محمد حسن عواد في كتابه (خواطر مصرحة)، وهاجم بها الأدب الزائف والبلاغة الميتة، والمتشاعرين المقلدين، والدعاة الجامدين، على صفحاتها أيضًا استفاضت مقالات (محمد سعيد عبدالمقصود) في نقد الحياة والمجتمع والأدب، والتي كان يُذيّلها بتوقيع (الغربال).... وعلى صفحات صوت الحجاز كانت الملاحاة الشعرية بين العواد وشحاتة وأنصار كل منهما، ومقالات محمد حسن كتبي في النقد، وغيرها، ثم الحرب النقدية في البلاد السعودية بين السباعي والعطار حول قصة (فكرة) للسباعي، وغير ذلك من أدب ونقد أو معارك نقدية في الصحف والمجلات
».
ولا شك أن التفاعل والتكامل بين هذه الأطراف (المؤسسات الرسمية، المراكز الخاصة، وسائل الإعلام) ساهم ويساهم في دفع عجلة التنمية الثقافية الوطنية. وقد كانت الصحافة حاضرة دائمًا في المناسبات الثقافية المختلفة، لذلك اتسمت العلاقة بين الصحفي، بوصفه ممثلًا للحضور الإعلامي وبين المنتديات والصوالين الأدبية بشيء من الديناميكية؛ يحضر الصحفي كممثل للمؤسسة الإعلامية التي ينتمي لها بهدف تغطية الفعالية الثقافية، كما يحضر في مناسبات كمشارك، أو خبير، أو بصفته عضوًا في مؤسسة النخبة الثقافية
.
اليوم تحضر التقنية لتمثل عنصرًا فاعلًا ورئيسًا في كل المناشط الإعلامية والثقافية، ولعل الصورة الأوضح لحضورها يكمن في لعبها الدور الإعلامي المباشر، لكنها مع ذلك تلعب أدورًا أخرى ذات علاقة بالتنظيم والتسويق ونشر المحتوى ومراقبته، من هنا ليس من الغريب أن يتحول كثير من نجوم الإعلام الجديد إلى أيقونات ثقافية، تجد لها مكانًا في المناشط الرسمية وغير الرسمية.
.
أذكر هنا دور صحف الريادة الأولى مثل صوت الحجاز وأم القرى ومجلة المنهل، وما قدمته من جهودٍ في تكريس نهضة الأدب السعودي، وفي هذا كان الرأي الشهير للناقد الرائد عبدالله عبدالجبار في صحافتنا حين قال: «بيد أن صحافتنا على ضآلة جدواها للمجتمع، قد أفاد منها الأدب والفكر أكثر مما أفادت منها الحياة؛ فعلى صفحات (أم القرى) التي صدرت عام 1343هـ نُوقشت الآراء الجريئة التي بثها محمد حسن عواد في كتابه (خواطر مصرحة)، وهاجم بها الأدب الزائف والبلاغة الميتة، والمتشاعرين المقلدين، والدعاة الجامدين، على صفحاتها أيضًا استفاضت مقالات (محمد سعيد عبدالمقصود) في نقد الحياة والمجتمع والأدب، والتي كان يُذيّلها بتوقيع (الغربال).... وعلى صفحات صوت الحجاز كانت الملاحاة الشعرية بين العواد وشحاتة وأنصار كل منهما، ومقالات محمد حسن كتبي في النقد، وغيرها، ثم الحرب النقدية في البلاد السعودية بين السباعي والعطار حول قصة (فكرة) للسباعي، وغير ذلك من أدب ونقد أو معارك نقدية في الصحف والمجلات
».
ولا شك أن التفاعل والتكامل بين هذه الأطراف (المؤسسات الرسمية، المراكز الخاصة، وسائل الإعلام) ساهم ويساهم في دفع عجلة التنمية الثقافية الوطنية. وقد كانت الصحافة حاضرة دائمًا في المناسبات الثقافية المختلفة، لذلك اتسمت العلاقة بين الصحفي، بوصفه ممثلًا للحضور الإعلامي وبين المنتديات والصوالين الأدبية بشيء من الديناميكية؛ يحضر الصحفي كممثل للمؤسسة الإعلامية التي ينتمي لها بهدف تغطية الفعالية الثقافية، كما يحضر في مناسبات كمشارك، أو خبير، أو بصفته عضوًا في مؤسسة النخبة الثقافية
.
اليوم تحضر التقنية لتمثل عنصرًا فاعلًا ورئيسًا في كل المناشط الإعلامية والثقافية، ولعل الصورة الأوضح لحضورها يكمن في لعبها الدور الإعلامي المباشر، لكنها مع ذلك تلعب أدورًا أخرى ذات علاقة بالتنظيم والتسويق ونشر المحتوى ومراقبته، من هنا ليس من الغريب أن يتحول كثير من نجوم الإعلام الجديد إلى أيقونات ثقافية، تجد لها مكانًا في المناشط الرسمية وغير الرسمية.