حديث الأربعاء
تاريخ النشر: 07 فبراير 2018 01:22 KSA
نحتاج إلى تطوير نظامنا الإداري. نحتاج إلى إجراءات صارمة لتحسين عمل هذا الجهاز. لا يمكن تحقيق تطلعاتنا بجهاز إداري غير مبال. وأولى عناصر التطوير تغيير العقلية التي ظلت تهيمن على أجهزتنا الإدارية لعقود.. تغيير مفهوم «الموظف العام» بتأهيله؛ ليكون قادرًا على القيام بمسؤولياته.. لا يُعقل أن يحكم الإدارة «روتين» عفا عليه الزمن، وبيروقراطيون لا تتلاءم أساليبهم مع معطيات عصرنا الحاضر، يديرون العمل خلف أبواب مغلقة، لا يدخل إليها النور. دعوتُ مرات إلى إلغاء الحوائط داخل الدوائر الحكومية، لم يُسمع لي قول.. لا يُعقل أن يرفض المديرون مقابلة أصحاب المصالح بمقولة إن المدير في اجتماع.. إذا حظيت برضاء «حارسه» الذي يقف عادةً متنمرًا أمام الباب، ودخلت عليه، وجدته غارقًا في قراءة جريدة، أو مشغولًا مع الجوَّال.. لا يُعقل أن يقف الناس في الطابور ساعات للرد على استفسار مراجع.. ويُقال: إن المواطن في منطقة القصيم يحصل على رخصة بناء منزل، في أقل من أسبوع، وفي الرياض يحتاج إلى أقل من أسبوعين، وفي مكة يحتاج إلى شهرين، أما في جدة فيحتاج إلى شهور. ويقول مُطوِّر عقار، إنه احتاج إلى ثلاث سنوات لكي يحصل على ترخيص لبناء عمارة. ويقال: إن البيروقراطية في مكة عطَّلت إنشاء مستشفى خاص. كانت المدينة المقدسة، في أمس الحاجة إليه؛ مما دفع صاحب المشروع إلى أن يذهب لتنفيذه، في بلدٍ شقيق، استقبله بالأحضان والامتنان. وفي جدة احتاج الحصول على تنفيذ بناء مستشفى خاص لأكثر من سنتين بعد معاناة ويأس. وما أكثر المشروعات التي يعاني أصحابها المرّ عندما يريد أصحابها الإسهام في بناء بلادهم!!