هل هُزِمَ الزي الوطني؟

الزيُ الوطني (الثوب، والغترة أو الشماغ، العقال، المشلح) من أهم الدلالات التي تعبر عن الهوية الحقيقية وصدق الانتماء والتمسك بالأصالة والتراث وهذا ما ورِثهُ الآباءُ عن الأجداد، غير أن البعض يجادل في أهمية الالتزام بهذا الزي بدعاوى مختلفة منها الحرية الشخصية في الملبس والتحرر من الزي الرسمي والتقليدي لزيٍ آخر أكثر راحة وإن لم يكن مخالفًا للأعراف والتقاليد، وآخرون ينظرون إلى الأمر وكأن فيه وصاية وتضييقًا على الحرية الشخصية والأخطر من ذلك كله هو ربط البعض مفهوم الزي الوطني بمفهوم الانغلاق وعدم التطور أو التقدم أو قبول التغيير بل يعمد البعض إلى النظر لكل من يرتدي الزي الوطني بأنه كسول وغير جاد ولا يمكن الاعتماد عليه أو تحميله أي مسؤولية أو تطويره كما يعمد إلى تنفير الناس منه مما ساهم في تشويه صورة الزي الوطني وأصحابه.

لقد أساء بعض فئات المجتمع بشكل عام للزي الوطني إساءة كبيرة من خلال العديد من السلوكيات السلبية المختلفة، فالأسرة سمحت لأبنائها أن يرتدوا ملابس غريبة ودخيلة على مجتمعنا مخالفة لعاداتنا وتقاليدنا، في حين عمدت بعض الجهات والشركات والمؤسسات التجارية إلى إلزام العاملين فيها بالتخلي عن ذلك الزي في بعض المواقع بدعوى سهولة العمل والحركة ودعوة رغبة بعض الزبائن مما جعل الشباب مجبرين للتخلي عن هذا الزي، كما عمد الإعلام إلى إبراز بعض الشخصيات المؤثرة في المجتمع كقدوات وهم بدون الزي الوطني، في حين سمحت وزارة التجارة والاستثمار باستيراد بعض الأزياء الغريبة والتي تتنافى مع ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا.


بالأمس نشر لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مقالاً بعنوان (نشوة مواطن... وعشق وطن) وذلك عقب ملاحظته عدم ارتداء أحد الشباب السعودي والذي يعمل بأحد المحال في مجمع تجاري بالطائف الزي السعودي ومما جاء في المقال بعد سؤال سموه لأحد الموظفين السعوديين (ولماذا لا تلبس الزي السعودي؟ قال: مفروض عليَّ من صاحب المحل)، ثم تساءل سموه في مقالته أسئلة غاية في الأهمية (هل هُزمت الغترة والعقال والثياب... أمام السترة وبنطال الاغتراب؟! هل ننشد التطوير.. أم التغيير فقط؟! وهل كل تغيير تطوير؟! وهل تحديث التعليم.. والإدارة.. والصناعة.. وغيرها يعني تغيير الملبس.. والمبدأ.. والمعتقد؟! وإذا خلعنا ملابسنا اليوم تقليدًا للغرب فماذا سنخلع غدًا إذا قَدِمت الصين من الشرق؟!).

ما أجملها من أسئلة، وكم أتمنى أن نجد الشجاعة لنسأل أنفسنا أياها وأن نجيب عليها بكل مصداقية فإن كنا ننشد التغيير ونسعى نحو التحديث والتطوير فعلينا أن نتأكد قبلها بأننا ضد التقليد الأعمى للغرب أو الشرق وأننا سنبقى محافظين على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا.

أخبار ذات صلة

الطرق البطيئة
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
;
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
;
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية
الإدارة بالوضوح!
نحـــــاس
أدوار مجتمعية وتثقيفية رائدة لوزارة الداخلية
;
«صديقي دونالد ترامب»
قِيم الانتماء السعودية
جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!