مهاجمة المساجد والأذان.. جهل بأحكام الله
تاريخ النشر: 01 مارس 2018 01:23 KSA
ظلت مهاجمة رفع الأذان من المآذن في الأوقات الخمسة، ورفع أصوات المكبرات، موضوعاً صحفياً متكرراً منذ سنوات، وحجة المهاجمين، أن المساجد في بلادنا متقاربة، والمكبرات الخارجية إذا استعملت في الأذان أو الدروس أو الخطب؛ فإنها تُمثِّل ضوضاء كبيرة، قد يكون لها في الأثر على السمع ما قد لا يحمده البعض. وحقيقة الأمر أن مَن يستعمل مكبرات المآذن مثلاً لنقل درس في المسجد إلى خارجه في أوقاتٍ مختلفة، قد يُؤثِّر الصوت المرتفع على جيران المسجد، ولكن هذا لا أظنه يُمثِّل من الخطورة ما يزعمه المهاجمون، وأظن أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد عمَّمت على المسؤولين في المساجد أن يكون استعمال المكبرات مرشداً، وأما تصوير كثرة المساجد وما يصدر عنها من أصواتٍ ضرره كبير على الناس، فهو لون من افتعال خصومة مع المسجد، لا ضرورة لها، وأما أن يدعو كاتب إلى تقليص عدد المساجد كما زعم، وأن كثرتها تسرطن تيار الصحوة في مجالات الحياة في المملكة، وأن في كل حي هناك مسجد ضرار وما شابه ذلك من عبارات، فهو لون ذم للخير، أخطأ صاحبه في القول، فليس بمقبول مثل هذه الأقوال أبداً، فإن سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذر من ذلك في الحديث الصحيح المتفق عليه فقال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة -من رضوان الله- لا يلقي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سخط الله- لا يلقي لها بالاً، يهوى بها في جهنم)، وما أكثر ما يُلقَى من أقوالٍ لا يلقون لها بالاً وهي ضارة لهم ولأوطانهم ولدينهم، وحفظ اللسان وأداته القلم أمر مهم يدرأ به الإنسان عن نفسه الضرر البالغ من عقوبة الله قبل عقوبات نظامية قد تقع عليه بسبب ذلك، فقلب العبد لا يستقيم حتى يستقيم لسانه، فلما سأل سيدنا معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخبره بعملٍ يُدخله الجنة ويُباعده عن النار، فقال له: لقد سألت عن أمر عظيم، وإنه ليسير على مَن يسّره الله تعالى عليه، تعبد الله ولا تُشرك به شيئاً وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة وتَصوم رمضان، ثم قال: ألا أدلّك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع)، حتى بلغ (يعملون)، ثم قال: ألا أدلّكم برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله قال قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه فقال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أومناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟!.