لماذا غيَّر الصينيون نظامهم الرئاسي؟
تاريخ النشر: 13 مارس 2018 01:24 KSA
قرر الحزب الشيوعي الصيني إلغاء البنود الدستورية التي أقرها بعد مرحلة حكم الزعيم الثوري الماركسي ماوتسي تونج، والتي تحدد الفترة الرئاسيه لرئيس البلاد بفترتين رئاسيتين فقط تمتد كل منهما لخمس سنوات، وأعلن أن الرئيس الصيني الحالي، شي جين بينغ، ستكون فترته الرئاسية الحالية بدون تحديد ويمكنه أن يبقى في منصبه ما شاء له ذلك. وهذه الثقة بالرئيس شي جين بينغ قائمة بسبب نجاحه الكبير في جعل الاقتصاد الصيني الأقوى في العالم، وتمكنه من بناء السياسة الخارجية والعسكرية والداخلية خلال الفترة التي تولى فيها الرئاسة وحتى اليوم بشكل يخدم الصين ويحقق للصينيين الفخر بجيشهم وقوتهم الاقتصادية وبراعتهم السياسية والدبلوماسية.
ويعيد بعض المراقبين أسباب تراجع الصين عن النظام الذي يتيح تداول السلطة ضمن إطار الحزب، إلى الخشية من استغلال النظام العالمي الليبرالي ( النظام الأوربي الأميركي ) لهذا الأمر والسعي لتغيير البنية السياسية للصين. وهو هدف تعكسه دعوة علنية يطلقها الأوربيون والأميركيون بشكل متواصل لتبني نظام يتم به تداول السلطة في كل بلد من بلدان العالم. حيث يرى البعض أن مثل هذا النظام المطلوب التحول إليه يتيح لصاحب الدعوة ( النظام العالمي الليبرالي) وأدواته التأثير على الأوضاع الداخلية للبلاد المستهدفة.
وعلينا استعادة أحداث أدت الى سقوط دول وانهيار أنظمة حالما سعت للدخول ضمن برنامج (التحول الديمقراطي) بحملات (الربيع) المتعددة ، ففي شهر يناير عام 1968 أعلن في تشيكوسلوفاكيا عن بداية (ربيع براغ) عندما وصل الى رأس السلطة هناك الكسندر دوبتشيك الذي سعى الى تغيير النظام السياسي في البلاد، مما أدت الى اضطرابات واسعة انتهت باجتياح عسكري قامت به قوات حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتي، الذي أسقط حكم دوبتشيك في براغ وأعاد القيادة الشيوعية السابقة للحكم (سقط النظام الشيوعي في البلاد بسقوط الاتحاد السوفيتي بعد عشرين سنة وتم تقسيم البلاد حينها الى دولتين مستقلتين، دولة التشيك ودولة سلوفاكيا).
والنموذج الآخر الذي يمكن أن يسبب القلق للصين هو طريقة سقوط الاتحاد السوفيتي. ففي عام 1986 أصبح ميخائيل غورباتشوف، حاكماً للإتحاد السوفيتي وسعى الى إدخال تعديلات جوهرية على نظام الحكم متأثراً بالأنظمة الأوربية والأميركية وأطلق سياسة (البيريستروكيا) وتعني إعادة الهيكلة وصاحب ذلك سياسة (غلاسنوت) أي الشفافية وأدت السياسات الجديدة التي أدخلها غورباتشوف الى سقوط الإتحاد السوفيتي وانهيار الكتلة الشيوعية في أوربا الشرقية وتمزق الاتحاد الروسي نفسه. وتمكن بعدها الرئيس الروسي بوتين، من إعادة بناء ما يمكن من الاتحاد الروسي حين تولى حكم البلاد.
يعتقد الأوربيون والأميركيون أن نظامهم (الديموقراطي) هو النظام الأمثل الذي يجب تطبيقه في كل بلاد العالم، وسيؤدي الى الرخاء والأمن والإستقرار، ويقلص احتمالات الحروب الداخلية وفيما بين الدول. إلا أن هناك أنظمة سياسية أخرى ومنها الصين لا ترى أن هذا هو النظام النموذجي، وتسعى عبر دعم نظامها الداخلي إلى حمايتها من حماس جماعات غربية متعددة لتحريض وتدريب وتمويل مواطني الدول الأخرى سعياً لتغيير أنظمتها. واستمعت منذ بضعة أيام الى حوار على محطة ( السي إن إن ) في برنامج فريد زكريا مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كوندليزا رايس، تقول فيه رايس ما معناه: «في الشرق الأوسط لم ندعم الديموقراطية بل دعمنا الاستقرار لستين عاماً، ولم يتحقق الإستقرار ولا الديمقراطية» .. المشكلة مع رايس وفريد زكريا وأمثالهما يعتقدون أنهم أدرى بمصلحة كل شعب من شعوب العالم أكثر من الشعوب نفسها.
ويعيد بعض المراقبين أسباب تراجع الصين عن النظام الذي يتيح تداول السلطة ضمن إطار الحزب، إلى الخشية من استغلال النظام العالمي الليبرالي ( النظام الأوربي الأميركي ) لهذا الأمر والسعي لتغيير البنية السياسية للصين. وهو هدف تعكسه دعوة علنية يطلقها الأوربيون والأميركيون بشكل متواصل لتبني نظام يتم به تداول السلطة في كل بلد من بلدان العالم. حيث يرى البعض أن مثل هذا النظام المطلوب التحول إليه يتيح لصاحب الدعوة ( النظام العالمي الليبرالي) وأدواته التأثير على الأوضاع الداخلية للبلاد المستهدفة.
وعلينا استعادة أحداث أدت الى سقوط دول وانهيار أنظمة حالما سعت للدخول ضمن برنامج (التحول الديمقراطي) بحملات (الربيع) المتعددة ، ففي شهر يناير عام 1968 أعلن في تشيكوسلوفاكيا عن بداية (ربيع براغ) عندما وصل الى رأس السلطة هناك الكسندر دوبتشيك الذي سعى الى تغيير النظام السياسي في البلاد، مما أدت الى اضطرابات واسعة انتهت باجتياح عسكري قامت به قوات حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتي، الذي أسقط حكم دوبتشيك في براغ وأعاد القيادة الشيوعية السابقة للحكم (سقط النظام الشيوعي في البلاد بسقوط الاتحاد السوفيتي بعد عشرين سنة وتم تقسيم البلاد حينها الى دولتين مستقلتين، دولة التشيك ودولة سلوفاكيا).
والنموذج الآخر الذي يمكن أن يسبب القلق للصين هو طريقة سقوط الاتحاد السوفيتي. ففي عام 1986 أصبح ميخائيل غورباتشوف، حاكماً للإتحاد السوفيتي وسعى الى إدخال تعديلات جوهرية على نظام الحكم متأثراً بالأنظمة الأوربية والأميركية وأطلق سياسة (البيريستروكيا) وتعني إعادة الهيكلة وصاحب ذلك سياسة (غلاسنوت) أي الشفافية وأدت السياسات الجديدة التي أدخلها غورباتشوف الى سقوط الإتحاد السوفيتي وانهيار الكتلة الشيوعية في أوربا الشرقية وتمزق الاتحاد الروسي نفسه. وتمكن بعدها الرئيس الروسي بوتين، من إعادة بناء ما يمكن من الاتحاد الروسي حين تولى حكم البلاد.
يعتقد الأوربيون والأميركيون أن نظامهم (الديموقراطي) هو النظام الأمثل الذي يجب تطبيقه في كل بلاد العالم، وسيؤدي الى الرخاء والأمن والإستقرار، ويقلص احتمالات الحروب الداخلية وفيما بين الدول. إلا أن هناك أنظمة سياسية أخرى ومنها الصين لا ترى أن هذا هو النظام النموذجي، وتسعى عبر دعم نظامها الداخلي إلى حمايتها من حماس جماعات غربية متعددة لتحريض وتدريب وتمويل مواطني الدول الأخرى سعياً لتغيير أنظمتها. واستمعت منذ بضعة أيام الى حوار على محطة ( السي إن إن ) في برنامج فريد زكريا مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كوندليزا رايس، تقول فيه رايس ما معناه: «في الشرق الأوسط لم ندعم الديموقراطية بل دعمنا الاستقرار لستين عاماً، ولم يتحقق الإستقرار ولا الديمقراطية» .. المشكلة مع رايس وفريد زكريا وأمثالهما يعتقدون أنهم أدرى بمصلحة كل شعب من شعوب العالم أكثر من الشعوب نفسها.