أبومدين: الثقافة «المحبوكة» بنكهة النعناع!!
تاريخ النشر: 29 مارس 2018 01:25 KSA
قدم عبدالفتاح أبو مدين للثقافة في المملكة العربية السعودية الكثير، حتى صار مثالاً يحتذى للعمل الجاد والمخلص. ويمكن أن يُقال عن أبي مدين وعن إسهاماته الكثير والكثير؛ خلال مسيرته الثقافية والصحفية.
لكنني.. منذ أن أعلن د. صالح المحمود رئيس الدورة الحالية لرؤساء الأندية الأدبية في المملكة اختيار أبي مدين شخصيةَ العام الأدبية، لم أستطع التفكير في غير علاقتي الخاصة بهذا المثقف الكريم والنبيل.
بدأت هذه العلاقة مبكراً منذ اهتمامي بالأدب والثقافة، حيث
كنتُ ألاحق مقالاته وأخباره في الأربعاء وبقية الصحف، وحين رأيته لأول مرة في نادي جدة الأدبي، لم أُصدِّق عيني كثيراً.. ظللت بعدها لأيام أراجع ذاكرتي، وأراودها عن تفاصيل اللقاء، الذي لم يكن غير نظرةٍ مني لرجلٍ مشغول لا تحمل ملامحه عتاداً أثقل من تواضع النظرة.. وطيب المحيا!!
أصبحت العلاقة حقيقية بالطبع مع دخولي لعالم الصحافة، ومشاركاتي المنتظمة في نادي جدة الأدبي.. في منطلق الألفية كان ضيفاً مكرماً في مكة، وفي طريقه للعشاء -والجميع يحتفي به- لمحني.. فاقترب مني ليسألني متوشحاً الملامح نفسها: كيف حالك -اليوم- أيها الشاب؟! وحين أعلن نادي جدة اختيار (حمزة شحاتة) شخصية لملتقاه السنوي عام 2006م كنتُ بين مشاغلي الكثيرة حريصاً على المشاركة، وقد تأخرتُ عن الموعد المحدد لتسليم الورقة.. فاتصلتُ به، لأعرض عليه الأمر: فسألني: هل الورقة جاهزة؟ قلت: نعم. قال أحضرها إذن.. وبعد أيام وجدتُ اسمي ضمن أسماء المشاركين الذين كان منهم الغذامي والمعطاني والهويمل وحمادي صمود.
ويبدو أني أدمنتُ زيارته في منزله بعد ذلك.. وقد كان الحفيَّ ذاته في كل مرة.. «شاي النعناع» تحلّيه لهجته الفصيحة اللذيذة نفسها.. وأحاديث الثقافة والكتاب الشهية ذاتها.. وحرصه ذاته.. (خذ يا عادل هذا الكتاب.. يصلح لك)، و(دعك من الفتى مفتاح يا عادل.. هذا المقال يُناسب توجّهك العلمي أكثر)... وكل تلك العبارات التي أتذكرها مثل نوتة موسيقية!
هذه الطيبة التي تتلبّسه ويتلبّسها لم تمنعه من الجرأة على قول الحق.. لذلك نجده يُصرّح برأيه دون خجل، وينتقد في كتبه ومقالاته بحيادية وتجرُّد.. طبع النادي، الذي كان رئيسه أبومدين، لفاروق شوشة كتابه: (عذابات العمر الجميل)، وكتب أبومدين المقدمة فلم يفوّت الفرصة لانتقاد فاروق في أكثر من موضع.. وهكذا فعل مع مُحقِّقي ديوان حمزة شحاتة، أقصد محمد مغربي وبكري أمين.. وغير ذلك كثير.
وفي يومٍ من الأيام حين فجّر أبومدين ورفاقه في مجلس إدارة النادي مفاجأة مدوية بإعلانهم الاستقالة الجماعية، ذهبت إليه -كعادتي- وأجريتُ معه حواراً نشرته ثقافة المدينة على صفحة كاملة.. كان ذلك الحوار، ولا يزال درساً لن أنساه في الحياة.. وفي العمل.
لكنني.. منذ أن أعلن د. صالح المحمود رئيس الدورة الحالية لرؤساء الأندية الأدبية في المملكة اختيار أبي مدين شخصيةَ العام الأدبية، لم أستطع التفكير في غير علاقتي الخاصة بهذا المثقف الكريم والنبيل.
بدأت هذه العلاقة مبكراً منذ اهتمامي بالأدب والثقافة، حيث
كنتُ ألاحق مقالاته وأخباره في الأربعاء وبقية الصحف، وحين رأيته لأول مرة في نادي جدة الأدبي، لم أُصدِّق عيني كثيراً.. ظللت بعدها لأيام أراجع ذاكرتي، وأراودها عن تفاصيل اللقاء، الذي لم يكن غير نظرةٍ مني لرجلٍ مشغول لا تحمل ملامحه عتاداً أثقل من تواضع النظرة.. وطيب المحيا!!
أصبحت العلاقة حقيقية بالطبع مع دخولي لعالم الصحافة، ومشاركاتي المنتظمة في نادي جدة الأدبي.. في منطلق الألفية كان ضيفاً مكرماً في مكة، وفي طريقه للعشاء -والجميع يحتفي به- لمحني.. فاقترب مني ليسألني متوشحاً الملامح نفسها: كيف حالك -اليوم- أيها الشاب؟! وحين أعلن نادي جدة اختيار (حمزة شحاتة) شخصية لملتقاه السنوي عام 2006م كنتُ بين مشاغلي الكثيرة حريصاً على المشاركة، وقد تأخرتُ عن الموعد المحدد لتسليم الورقة.. فاتصلتُ به، لأعرض عليه الأمر: فسألني: هل الورقة جاهزة؟ قلت: نعم. قال أحضرها إذن.. وبعد أيام وجدتُ اسمي ضمن أسماء المشاركين الذين كان منهم الغذامي والمعطاني والهويمل وحمادي صمود.
ويبدو أني أدمنتُ زيارته في منزله بعد ذلك.. وقد كان الحفيَّ ذاته في كل مرة.. «شاي النعناع» تحلّيه لهجته الفصيحة اللذيذة نفسها.. وأحاديث الثقافة والكتاب الشهية ذاتها.. وحرصه ذاته.. (خذ يا عادل هذا الكتاب.. يصلح لك)، و(دعك من الفتى مفتاح يا عادل.. هذا المقال يُناسب توجّهك العلمي أكثر)... وكل تلك العبارات التي أتذكرها مثل نوتة موسيقية!
هذه الطيبة التي تتلبّسه ويتلبّسها لم تمنعه من الجرأة على قول الحق.. لذلك نجده يُصرّح برأيه دون خجل، وينتقد في كتبه ومقالاته بحيادية وتجرُّد.. طبع النادي، الذي كان رئيسه أبومدين، لفاروق شوشة كتابه: (عذابات العمر الجميل)، وكتب أبومدين المقدمة فلم يفوّت الفرصة لانتقاد فاروق في أكثر من موضع.. وهكذا فعل مع مُحقِّقي ديوان حمزة شحاتة، أقصد محمد مغربي وبكري أمين.. وغير ذلك كثير.
وفي يومٍ من الأيام حين فجّر أبومدين ورفاقه في مجلس إدارة النادي مفاجأة مدوية بإعلانهم الاستقالة الجماعية، ذهبت إليه -كعادتي- وأجريتُ معه حواراً نشرته ثقافة المدينة على صفحة كاملة.. كان ذلك الحوار، ولا يزال درساً لن أنساه في الحياة.. وفي العمل.