من مشاهير القضاة.. الرجل الذي لا يُنسى
تاريخ النشر: 10 أبريل 2018 01:25 KSA
عرَّف الناس معنى العدل ولمسوه في كل قضاياهم، وأدى الأمانات إلى أهلها، وحكم بين الناس بالعدل، وكان من كبار مشاهير القضاة في بلادنا، وترك بعد رحيله السيرة العطرة والنموذج المُشرِّف للقاضي النزيه والرجل الحكيم، ومثّل بلاده في الداخل والخارج خير تمثيل، (صاحب المعالي الشيخ محمد بن علي الحركان كما عرفته)، هو عنوان الكتاب الذي أصدرته دار الثلوثية للنشر، للشيخ محمد بن ناصر العبودي، وهو الرجل الذي عَرفَ العديد من العلماء، وكَتب عن سيرهم بحكم التصاقه بهم، كان الشيخ الحركان أحدهم، حيث وصفه العبودي بالفقيه النزيه والعالم العامل، ويُحسب للمُؤلِّف إثراؤه دوماً المكتبة بالجديد والمفيد، وأصبح العديد يترقَّب إصداراته لعنايته بالتراجم والمعارف التاريخية، وقد سعدتُ بإهداء هذا الكتاب من معالي الأخ الدكتور عبدالوهاب عطار وزير التخطيط الأسبق وسفير المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف لعدة سنوات، وهو من الأفذاذ الذين خدموا بلادهم بكل تفانٍ وإخلاص ووفاء، ورجل دولة من طرازٍ مُتميِّز. لقد حدَّثني كثيراً شقيقي الأخ حاتم حسن قاضي عن فضيلة الشيخ الحركان، حيث عمل بجوار الشيخ مديراً عاماً لمكتب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وصاحبه في بعض رحلاته خارج الوطن، مما تستوجبه طبيعة العمل، وآخرها رحلة عمل معالي الشيخ الحركان يرحمه الله إلى اليابان، حيث أُصيب بنوبةٍ قلبية هناك، استلزمت بقاءه في العناية الفائقة عدَّة أيام. وشيخنا الجليل من مواليد طيبة الطيبة، تولّى عدّة مهام منها مُدرِّساً بالمسجد النبوي، قاضياً لبلدة العُلا شمال المدينة، قاضياً لمدينة جدة، رئيساً لمحكمة جدة اثني عشر عاماً، وزيراً للعدل ورئيساً لمؤتمر المنظمات الإسلامية، ثم تم انتخابه أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي حتى وفاته، وكان عضواً في هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها. من أهم منجزات الشيخ على الصعيد الخارجي زيارته لأوروبا عام 1395هـ مع وفد من كبار علماء المملكة للاجتماع برجال الفكر في باريس والفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي في جنيف وستراسبورغ؛ لشرح وجهة نظر الإسلام بالحضارة الحديثة وحقوق الإنسان ككل وحقوق المرأة وغير ذلك، وقد عُرِفَ عن الشيخ تبحُّره في عِلم الفقه، يصفه الشيخ العبودي بأنه كان على منهاج الصالحين، يتسم بالصلاح والورع والزهد والتقوى والتواضع وحسن الخلق، وهو عالم جليل ومُربٍّ فاضل رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته، ولمن رغب المزيد عن الشيخ الحركان أو عن الشيخ العبودي مُؤلِّف الكتاب، أنصح بالاطلاع على الكتاب المشار إليه في المقال.