لباس المرأة والحجاب
تاريخ النشر: 26 أبريل 2018 01:26 KSA
يظن كثير من الناس في مجتمعنا أن فرض الحجاب يعني أن تغطي المرأة وجهها، وهو أمر لا يوافق الحقيقة، فجماهير علماء الأمة يجمعون على أن الوجه والكفين ليسا بعورة، ولا يجب تغطيتهما، فالإمام الشافعي ومالك وأبوحنيفة وقولٌ للإمام أحمد، أنه لا يجب تغطية الوجه، وأنه ليس بعورة. والأدلة متوافرة على أن المرأة في القرون المفضَّلة كانت لا تُغطي وجهها، وإن أُمرتْ بتغطيته إذا كان جمالها ملفتاً للنظر، حتى لا تفتن الرجال، ولا تُلزم بذلك. وظل هذا الموضوع موضوع جدل في مجتمعنا زمناً طويلاً، رغم أن مجتمعات المسلمين من حولنا لا يستثيرها هذا الجدل، ودوماً يقول العلماء حينما يرون أن الوجه ليس بعورة، يقولون إن تغطيته تعيق عمل المرأة. والغريب أن إحرام المرأة في وجهها، فهي لا تُغطيه ولا تلبس القفازين، وهي في الصلاة تُؤمر ألا تُغطي وجهها، ولكن بعض مَن يفتون بغطاء الوجه، ويُغلِّظون على النساء فيه، إذا قرأت ما يكتبون عن ذلك، تُدرك أن العادة تحكَّمت فيهم، وليس بيدهم من الأدلة ما ينهض بفتواهم، ونحن للأسف في مجتمعنا، اعتدنا منذ زمنٍ طويل الإلحاح على مسائل، منها ستر وجه المرأة، رغم أن الكثيرين منَّا يعلمون يقيناً ألا دليل لهم على ما يقولون، ولو أنهم يبدونه رأياً، ولكنهم لا يذمّون من له رأي يخالفه، لما كان في الأمر معضلة، ولكن أن يكون ما يُعلنون من رأي؛ ليس له دليل ولم يأخذ به جل علماء الأمة، ثم يذمّون مَن خالفه، بل لا يكتفون بذمّه، حتى يقعوا في عرضه، فهو ما يجب أن ينهى عنه عقلاء الأمة، ويبدوا لهم النصيحة خالصة، أن ما يفعلونه خطأ، يُؤاخذون عليه شرعاً، ويجب أن يكفوا عنه، فقد اتضح للجميع الحق في هذه المسألة، وأصبح التمسُّك بها خطأ فادحاً، كان الأولى بهم الرجوع عنه، فالعودة إلى الحق خيرٌ من التمادي في الخطأ، والصمت عن مثل هذا، أمر سهل يُجنّبهم الخطأ، ويمنحهم الفرصة للعودة مرة أخرى، لبحث المسألة برويّة وحذر، وحتماً سيصلون إلى الحق في كثير مما يستمرون فيه، وهو خطأ يجب تركه، فهل يفعلون؟، هو ما نرجو، والله ولي التوفيق.