جرابا وتويتر: لا يزال الشعرُ «ديوان العرب»..!
تاريخ النشر: 24 مايو 2018 01:28 KSA
يمكن اعتبار حساب الشاعر السعودي البارز عيسى جرابا على موقع تويتر ظاهرةً تستحق الدراسة؛ فرغم أن الشاعر يصرّح في النبذة الشخصية (البايو) أن «الشعرُ هو الرئة التي أتنفس بها ومنها... فلا تعتبوا إن لم تجدوا غيره»، إلا أن لحسابه أكثرَ من اثنين وثمانين ألف متابِع، وقد صدر عن الحساب اثنان وثلاثون ألفاً وخمسمئة تغريدة حتى كتابة هذه السطور. (عيسى جرابا @essa_graba). والمتابع للحساب يلحظ دون عناء غلبة الشعر على ما يرد فيه، حيث يحرص جرابا على جعل الحساب منبراً لتداول أبياته الشعرية التي يواصل فيها اهتماماته بشعر الدعوة الإسلامية وقضايا الأمة الإسلامية التي اشتُهر بها في قصائده منذ عُرف في الساحة الشعرية. كما يقوم الحساب بإعادة التغريد لمشاركات شعرية وغير شعرية حول قضايا الساعة التي تهم الأمة. يقول جرابا مدافعاً
عن المملكة العربية السعودية وموقفها من قضية فلسطين والقدس:
يا
قُدْسُ لا تُصْغِي لِشِرْذِمَةٍ
تَقْسُو عَلَينَا آهِ كَمْ تَقْسُو!
مَنْ
كالسُّعُوْدِيِّينَ؟! أَفْئِدَةٌ خُضْرٌ
وَأَيْدٍ مَا بِهَا بَخْسُ
غَرَسُوكِ حُبّاً في
ضَمَائِرِهِمْ
أَرَأَيتِ كَيفَ تَرَعْرَعَ الغَرْسُ؟!
وقد أدرك جرابا أهمية تويتر في التسويق لنصوصه الشعرية وآرائه الفكرية منذ وقت مبكر، لذلك حرص أن يكون حضوره مكثفاً منذ سنين على هذا المنبر المهم.. الأصداء التي لاقتها تغريداته وحجم التفاعل الذي وجده، جعله يفكر في توثيق ما أصدره من أبيات في كتاب مستقل بعنوان (على أغصان تويتر: تغريدات شعرية)، صدر عام 1437هـ عن نادي جدة الأدبي، وهي خطوة جريئة من شاعر شهير له جمهوره الواسع. ويمكن القول إن الكتاب يمثل نقطة التقاء بين آخر صيحات التطور التكنولوجي للنشر، وبين الكتاب (بصفته أحد أهم طرق النشر التقليدية وأعرقها). وهو أمر له دلالة رمزية بلا شك؛ فكتاب مثل هذا يبدو جسراً بين عالمين، كما يشدد على استمرار هيمنة الوعاء التقليدي (الكتاب) على وظيفة التوثيق
لألوان المعرفة والفنون.
وأعتقد أن جرابا قد وُفّقَ كثيراً في اختيار العنوان، إذ يشير إلى الطائر الذي يحط على أغصان تويتر، كما يشير إلى الشجرة التي تقودنا إلى سمة التفاعل الشجري الذي يوفره تويتر.. وهو ما يعطي صورةً عن طبيعة محتوى الكتاب إذ هي «تغريدات» كُتبتْ في الأصل للنشر في موقع تويتر. كذلك راعى إخراج الكتاب علاقة محتواه بتويتر؛ فهو مقسم إلى ثمانية أغصان (أقسام)، وتشير عناوين الأغصان الأغراض
التي تنتظم حولها تغريدات كل قسم.
ويبدأ الكتاب بمقدمة مهمة، كتبها د. فواز اللعبون (الأكاديمي المتخصص في الأدب، وأحد شعراء تويتر المشاهير). يؤكد اللعبون أن تويتر قد «رسّخ لجنس إبداعي قوامه الإيجاز النبيه، والومض المكثف عبر مساحات محدودة الحروف». ولا يفوت الناقدَ أن يشير إلى أن هذا الجنس الجديد يلتقي مع الرباعيات والخماسيات والسداسيات الشعرية التي عرفها الأدب العربي، لكن «ثنائيات» و»ثلاثيات» تويتر تميزت عنها بالشهرة والانتشار، ويؤمن اللعبون أن نجاح تجربة جرابا وغيره من الشعراء في تويتر دليلٌ حديث على أن الشعر لا يزال ديوانَ العرب، وأن «جمهور الشعر ما يلبثُ أن يحتشد بعد شتات حين يقفُ منبره شاعر يتدثر عباءة الإبداع، ويمسك عصا شعرية تلقفُ ما يأفك المبطلون».
عن المملكة العربية السعودية وموقفها من قضية فلسطين والقدس:
يا
قُدْسُ لا تُصْغِي لِشِرْذِمَةٍ
تَقْسُو عَلَينَا آهِ كَمْ تَقْسُو!
مَنْ
كالسُّعُوْدِيِّينَ؟! أَفْئِدَةٌ خُضْرٌ
وَأَيْدٍ مَا بِهَا بَخْسُ
غَرَسُوكِ حُبّاً في
ضَمَائِرِهِمْ
أَرَأَيتِ كَيفَ تَرَعْرَعَ الغَرْسُ؟!
وقد أدرك جرابا أهمية تويتر في التسويق لنصوصه الشعرية وآرائه الفكرية منذ وقت مبكر، لذلك حرص أن يكون حضوره مكثفاً منذ سنين على هذا المنبر المهم.. الأصداء التي لاقتها تغريداته وحجم التفاعل الذي وجده، جعله يفكر في توثيق ما أصدره من أبيات في كتاب مستقل بعنوان (على أغصان تويتر: تغريدات شعرية)، صدر عام 1437هـ عن نادي جدة الأدبي، وهي خطوة جريئة من شاعر شهير له جمهوره الواسع. ويمكن القول إن الكتاب يمثل نقطة التقاء بين آخر صيحات التطور التكنولوجي للنشر، وبين الكتاب (بصفته أحد أهم طرق النشر التقليدية وأعرقها). وهو أمر له دلالة رمزية بلا شك؛ فكتاب مثل هذا يبدو جسراً بين عالمين، كما يشدد على استمرار هيمنة الوعاء التقليدي (الكتاب) على وظيفة التوثيق
لألوان المعرفة والفنون.
وأعتقد أن جرابا قد وُفّقَ كثيراً في اختيار العنوان، إذ يشير إلى الطائر الذي يحط على أغصان تويتر، كما يشير إلى الشجرة التي تقودنا إلى سمة التفاعل الشجري الذي يوفره تويتر.. وهو ما يعطي صورةً عن طبيعة محتوى الكتاب إذ هي «تغريدات» كُتبتْ في الأصل للنشر في موقع تويتر. كذلك راعى إخراج الكتاب علاقة محتواه بتويتر؛ فهو مقسم إلى ثمانية أغصان (أقسام)، وتشير عناوين الأغصان الأغراض
التي تنتظم حولها تغريدات كل قسم.
ويبدأ الكتاب بمقدمة مهمة، كتبها د. فواز اللعبون (الأكاديمي المتخصص في الأدب، وأحد شعراء تويتر المشاهير). يؤكد اللعبون أن تويتر قد «رسّخ لجنس إبداعي قوامه الإيجاز النبيه، والومض المكثف عبر مساحات محدودة الحروف». ولا يفوت الناقدَ أن يشير إلى أن هذا الجنس الجديد يلتقي مع الرباعيات والخماسيات والسداسيات الشعرية التي عرفها الأدب العربي، لكن «ثنائيات» و»ثلاثيات» تويتر تميزت عنها بالشهرة والانتشار، ويؤمن اللعبون أن نجاح تجربة جرابا وغيره من الشعراء في تويتر دليلٌ حديث على أن الشعر لا يزال ديوانَ العرب، وأن «جمهور الشعر ما يلبثُ أن يحتشد بعد شتات حين يقفُ منبره شاعر يتدثر عباءة الإبداع، ويمسك عصا شعرية تلقفُ ما يأفك المبطلون».