العاصوف: هل يدعو إلى الفواحش؟!
تاريخ النشر: 07 يونيو 2018 01:29 KSA
لم يعد أمراً جديداً على الشارع السعودي أن تتحول أعمال ناصر القصبي الفنية إلى قضية رأي عام، تثير ما تثير من جدل ينقسم فيه الناس إلى أقسام مختلفة بين معارضين متشنجين أو مؤيدين متحمسين أو محايدين هادئين عقلاء. فقد أصبح هذا الجدل قدراً من أقدار القصبي وجماعته على ما يبدو. وإن كنت أظن أن الفنانين يتمنون الأماني (ولعلهم يرفعون أكف التضرع) أن يقيض الله لهم من يشعل نار الحملات على أعمالهم ليكتب لها النجاح والتسويق بعيداً عن مستوى قوة محتوى أعمالهم الفنية أو ركاكتها.
وبعيداً عن صحة ظني من عدمه فقد كان ذلك ما حصل، إذ دُبّجت المقالات المنددة ورسائل الواتس المهددة والتغريدات الشاجبة والسنابات الغاضبة منذ مغرب أول يوم من أيام شهر رمضان. ولعل أبرزها، وربما أكثرها حدةً وتأثيراً مقطع من برنامج تلفازي لشيخ شهير، له جماهيرية وحضور وتأثير واسع في المجتمع المحلي يتّهم فيه -علناً- طاقمَ العمل الفني «المتخيّل» بالدعوة إلى الزنا وزنا المحارم والجارات، وتقديمها «بطريقة مضحكة وأنه شيء عادي وطبيعي لأجل توطين الفاحشة».
أعتقد أنه لا يخفى على القارئ الكريم مشكلة حديث الشيخ ومدى خطورته؛ فقد تحول الخطاب من الإشارة والتلميح إلى التصريح؛ بل كان اتهاماً صريحاً بأنهم -يعني جماعة الفن- يدعون صراحة إلى تلك الفواحش... في لغة مباشرة لا تخلو من التحريض!!
المشكلة تتضحُ حين تلاحظ حجمَ انتشار المقطع وتداوله في وسائل التواصل، والرسائل الإيجابية التي يُقدّمُ بها المقطع، ويقدمُ بها الشيخ الذي يمثل نموذجاً للصلاح والغيرة على الدين عند شريحة واسعة كما نعلم. ما جعل البعض يتساءل عن هؤلاء الذين يحرصون على تناقل مثل هذه المقاطع حرصهم على مشاهدة مسلسل (العاصوف) وبقية الأعمال التي تطالها حملات التشويه. وهو أمر يدعو للحيرة بالفعل، فكيف يمكن فهم هذا المجتمع المتناقض؟؟
يحتاج الأمر إلى مساحة أكبر للتحليل والشرح، لكني أحب أن أشير إلى عاملين مهمين في توجيه -بل تشويه- نظرة المجتمع السعودي للفنون عموماً: العامل الأول يعود إلى النظرة الضيقة والقاصرة عن فهم رسالة الفن والدور الذي مارسته الصحوة ورموزها في تهميش الفنون والتقليل من شأنها واعتبارها مضيعة للوقت والجهد، بل وتحريم أغلب أشكالها (مثل التمثيل والغناء والنحت..). العامل الآخر مرتبط أيضاً بهذا الخطاب الذي يؤمن أن الإعلام السعودي في العموم مختطف بيد التغريبيين والليبراليين من أصحاب الأجندة المعادية للدين. وهناك ما يشبه القبول المجتمعي الضمني لهذا الرأي، ما يجعل مثل تلك المقاطع والمقالات تجد رواجاً وتسويقاً عجيباً.
أي أن كثيراً ممن يحرصون على متابعة أعمال القصبي باهتمام، ويصدِّقون الخطابَ الذي يهاجمهم ويثقون به، يرون أن هذه المسلسلات: (تقدم لنا المتعة والبهجة، لكنها شر نسأل الله أن يتوب علينا منه). وهنا تكمن المشكلة الحقيقية في رأيي.
وبعيداً عن صحة ظني من عدمه فقد كان ذلك ما حصل، إذ دُبّجت المقالات المنددة ورسائل الواتس المهددة والتغريدات الشاجبة والسنابات الغاضبة منذ مغرب أول يوم من أيام شهر رمضان. ولعل أبرزها، وربما أكثرها حدةً وتأثيراً مقطع من برنامج تلفازي لشيخ شهير، له جماهيرية وحضور وتأثير واسع في المجتمع المحلي يتّهم فيه -علناً- طاقمَ العمل الفني «المتخيّل» بالدعوة إلى الزنا وزنا المحارم والجارات، وتقديمها «بطريقة مضحكة وأنه شيء عادي وطبيعي لأجل توطين الفاحشة».
أعتقد أنه لا يخفى على القارئ الكريم مشكلة حديث الشيخ ومدى خطورته؛ فقد تحول الخطاب من الإشارة والتلميح إلى التصريح؛ بل كان اتهاماً صريحاً بأنهم -يعني جماعة الفن- يدعون صراحة إلى تلك الفواحش... في لغة مباشرة لا تخلو من التحريض!!
المشكلة تتضحُ حين تلاحظ حجمَ انتشار المقطع وتداوله في وسائل التواصل، والرسائل الإيجابية التي يُقدّمُ بها المقطع، ويقدمُ بها الشيخ الذي يمثل نموذجاً للصلاح والغيرة على الدين عند شريحة واسعة كما نعلم. ما جعل البعض يتساءل عن هؤلاء الذين يحرصون على تناقل مثل هذه المقاطع حرصهم على مشاهدة مسلسل (العاصوف) وبقية الأعمال التي تطالها حملات التشويه. وهو أمر يدعو للحيرة بالفعل، فكيف يمكن فهم هذا المجتمع المتناقض؟؟
يحتاج الأمر إلى مساحة أكبر للتحليل والشرح، لكني أحب أن أشير إلى عاملين مهمين في توجيه -بل تشويه- نظرة المجتمع السعودي للفنون عموماً: العامل الأول يعود إلى النظرة الضيقة والقاصرة عن فهم رسالة الفن والدور الذي مارسته الصحوة ورموزها في تهميش الفنون والتقليل من شأنها واعتبارها مضيعة للوقت والجهد، بل وتحريم أغلب أشكالها (مثل التمثيل والغناء والنحت..). العامل الآخر مرتبط أيضاً بهذا الخطاب الذي يؤمن أن الإعلام السعودي في العموم مختطف بيد التغريبيين والليبراليين من أصحاب الأجندة المعادية للدين. وهناك ما يشبه القبول المجتمعي الضمني لهذا الرأي، ما يجعل مثل تلك المقاطع والمقالات تجد رواجاً وتسويقاً عجيباً.
أي أن كثيراً ممن يحرصون على متابعة أعمال القصبي باهتمام، ويصدِّقون الخطابَ الذي يهاجمهم ويثقون به، يرون أن هذه المسلسلات: (تقدم لنا المتعة والبهجة، لكنها شر نسأل الله أن يتوب علينا منه). وهنا تكمن المشكلة الحقيقية في رأيي.