عاداتنا.. وتقاليدنا.. يا عصر «العنا والعجايب»!؟
تاريخ النشر: 02 أغسطس 2018 01:00 KSA
ثارت حفيظة بعض القراء بعد قراءة مقالي السابق (بكائيات على منصات التقاطع الاجتماعي)، وعدّني بعضهم ناكراً لجميل الماضي وللماضي الجميل، كما اتهمني آخرون بعدم اعترافي بالمشكلة، أو عدم تقديرها حق التقدير، وتهوينها بشكل سطحي غير دقيق...!!
وأنا هنا لن أنكر على المنكرين إنكارهم، وعلى المتحفظين تحفظهم، ولا على المتهمين (المدرعمين) اتهامهم، لكني مصرٌ على القول إن الزمن لن يعود إلى الوراء أبداً، وإن الماضي لا رجعة له... ولا أعتقد أن أحداً يجادلني في هذا الأمر، باستثناء أولئك الحالمين (النائمين في عسل الأحلام) الذين يعتقدون أن تشبثهم بعادات الماضي ومفاهيمه هو حصنهم المنيع المانع لأهوال الحاضر وتقنياته المرعبة.
أنا لم أنكر أن التغيير كان هائلاً (بدخولنا القسري لعالم ما بعد الحداثة)، وأنه طال -ضمن ما طال- طبيعةَ العلاقات الاجتماعية، بحيث اهتزت مفاهيم كثيرة تتعلق بالتواصل البشري، والتجمع الأسري، وأعيد النظر في كثير من العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت سائدة لردح من الزمن، لكني اشترطت على كل مناقِشٍ أو دارسٍ للظاهرة وما يتعلق بها من قضايا أن يؤمن بأن التقنية وتطبيقاتها هي لغة العصر وأهم العوامل المحركة له، ولا سبيل في محاولة استثنائها أو تحميلها مسؤولية التغيير ولومها عليه وعلى ما ضيّع الناس من عادات ومبادئ.
وأضيف هنا أن الإنسان يحتاج بعد إقراره بحتمية وجود الشاشة في كل تفاصيل حياته وقبول ذلك، أن يصنع مجهوداً أكبر وأن يفكر بطريقة غير تقليدية ليبث الحياة من جديد في روح الاجتماعات العائلية وبقية الأنشطة الاجتماعية لتحقق أهدافها المأمولة... لأن البكاء على اللبن المسكوب.. بكاءٌ على لبن مسكوب!!
أذكر هنا موقفاً له دلالة في سياق هذا المقال؛ فقد مررتُ -قبل فترة- بتجمع على شاطئ مدينة جدة أقامه عدد من الشباب اليمنيين الذين كانوا يرتدون الزي التقليدي التراثي، وكان المنظر مدهشاً بالفعل: عشرات من الشباب، يرتدون ملابسَ تراثية وعمائمهم ملفوفة حول رؤوسهم بإتقان. لكن هذا ليس هو المدهش!
ما أدهشني واستوقفني للحظات أنهم كانوا جميعاً حينها -أو أغلبهم لأكون أكثر أمانة- منهمكين -بل غارقين- في شاشات هواتفهم الذكية، منفصلين عن لحظتهم، وعن بعضهم البعض. لم ينته الموقف هنا؛ فما هي إلا لحظات حتى سمعنا صراخ أحد منظمي اللقاء في الشباب بلهجة ساخرة، لينتبهوا للضيف الذي كان يحاول التعريف به، بينما كانوا غارقين في عالم آخر... عالم بعيد كل البعد عن زيهم التراثي وزمنه «الجميل»!!.
وأنا هنا لن أنكر على المنكرين إنكارهم، وعلى المتحفظين تحفظهم، ولا على المتهمين (المدرعمين) اتهامهم، لكني مصرٌ على القول إن الزمن لن يعود إلى الوراء أبداً، وإن الماضي لا رجعة له... ولا أعتقد أن أحداً يجادلني في هذا الأمر، باستثناء أولئك الحالمين (النائمين في عسل الأحلام) الذين يعتقدون أن تشبثهم بعادات الماضي ومفاهيمه هو حصنهم المنيع المانع لأهوال الحاضر وتقنياته المرعبة.
أنا لم أنكر أن التغيير كان هائلاً (بدخولنا القسري لعالم ما بعد الحداثة)، وأنه طال -ضمن ما طال- طبيعةَ العلاقات الاجتماعية، بحيث اهتزت مفاهيم كثيرة تتعلق بالتواصل البشري، والتجمع الأسري، وأعيد النظر في كثير من العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت سائدة لردح من الزمن، لكني اشترطت على كل مناقِشٍ أو دارسٍ للظاهرة وما يتعلق بها من قضايا أن يؤمن بأن التقنية وتطبيقاتها هي لغة العصر وأهم العوامل المحركة له، ولا سبيل في محاولة استثنائها أو تحميلها مسؤولية التغيير ولومها عليه وعلى ما ضيّع الناس من عادات ومبادئ.
وأضيف هنا أن الإنسان يحتاج بعد إقراره بحتمية وجود الشاشة في كل تفاصيل حياته وقبول ذلك، أن يصنع مجهوداً أكبر وأن يفكر بطريقة غير تقليدية ليبث الحياة من جديد في روح الاجتماعات العائلية وبقية الأنشطة الاجتماعية لتحقق أهدافها المأمولة... لأن البكاء على اللبن المسكوب.. بكاءٌ على لبن مسكوب!!
أذكر هنا موقفاً له دلالة في سياق هذا المقال؛ فقد مررتُ -قبل فترة- بتجمع على شاطئ مدينة جدة أقامه عدد من الشباب اليمنيين الذين كانوا يرتدون الزي التقليدي التراثي، وكان المنظر مدهشاً بالفعل: عشرات من الشباب، يرتدون ملابسَ تراثية وعمائمهم ملفوفة حول رؤوسهم بإتقان. لكن هذا ليس هو المدهش!
ما أدهشني واستوقفني للحظات أنهم كانوا جميعاً حينها -أو أغلبهم لأكون أكثر أمانة- منهمكين -بل غارقين- في شاشات هواتفهم الذكية، منفصلين عن لحظتهم، وعن بعضهم البعض. لم ينته الموقف هنا؛ فما هي إلا لحظات حتى سمعنا صراخ أحد منظمي اللقاء في الشباب بلهجة ساخرة، لينتبهوا للضيف الذي كان يحاول التعريف به، بينما كانوا غارقين في عالم آخر... عالم بعيد كل البعد عن زيهم التراثي وزمنه «الجميل»!!.