من تجربة السلطة إلى سلطة التجربة!!
تاريخ النشر: 09 أغسطس 2018 01:00 KSA
في العام 2010 أصدر المخرج الأمريكي الشهير بول شورينق فيلماً بعنوان (التجربة The Experiment)، وأعتقد أن الفيلم مرّ على كثير من المشاهدين دون أن يقفوا عنده، أو يستخلصوا الرسالة، أو مجموعة الرسائل التي يعرضها في خطابه العام من خلال القصة التي ألفها بإبداع شورينق نفسه. (وقد عزمت منذ شاهدته حينها على الكتابة عنه... ولا أعلم لماذا لم أفعل حتى اللحظة.. لعلي لم أنجح بفك شفراته بعد).
تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الشباب الذين يوافقون على المشاركة في (تجربة «محاكاة» نفسية) تطلب منهم أن يقضوا أياماً معدودة في مبنى سجن (وهمي) لقاء مبلغ مجزٍ (14000 دولار). يتم اختيار المشاركين بعد اختبارات نفسية تحدد ردات فعلهم حول العنف، ويُقسّم المشاركون، الذين ظهروا في الاختبارات رافضين لمبدأ العنف بكل أشكاله، إلى مجموعتين: مجموعة الحراس (السجانين)، يقودهم باري (فورست ويتكر) وهو شاب مسالم جداً يعيش مع أمه، ومجموعة المساجين، بقيادة ترافيس (أدريان برودي) (وهو ناشط شهير ضد الحرب والعنف).
تَظهرُ التجربةُ -بادئ الأمر- سهلةً للمشاركين، وتقدم مقابلاً مادياً ممتازاً، فما عليهم إلا أن يقضوا أسبوعين ملتزمين ببضعة قوانين عادية وغير صارمة: يجب على السجناء أن يبقوا دائماً داخل مناطق محددة ويتناولوا 3 وجبات يوميًا بالكامل؛ كما يلزم الحراس بدورهم أن يضمنوا اتباع السجناء للقواعد، وأن يتعاملوا مع التجاوزات بطريقة مناسبة. ويشدد المسؤول على أن التجربة ستنتهي على الفور عند أول بادرة للعنف أو عند استقالة أحد المشاركين.
لكن الواقع يثبت أن التجربة ليست سهلة أبداً؛ إذ يتحول الوضع داخل السجن الوهمي تدريجياً إلى حالة من الفوضى العارمة والمؤامرات والصراعات ومظاهر العنف المرعبة، التي تنتهي بمصرع أحد السجناء وتمرد السجناء على سجانيهم.
يطرح الفيلم العديد من الأسئلة حول جوهر الطبيعة البشرية وميلها للعنف مقابل تمسكها -أو رفضها- للسلطة إلى الحد الذي ينسيها المبادئ والقيم العليا، كما يضع خطوطاً حمراء كثيرة حول القوة، وامتلاك القوة، وحول التحولات التي تصيب طبيعة الإنسان، وتصيب منطقه حين يقبض على «السلطة»، وحول المبررات المقنعة (بكسر النون أو تشديدها) التي تقود «للتسلّط والعنف وسلب الآخرين حقوقهم الإنسانية». ليس هذا فحسب، بل يسلط الفيلمُ الضوءَ أيضاً على حساسية الإنسان تجاه القوة، وتمرده على سلطة الغير، ورفضه القناعة بسلطة أخيه الإنسان عليه، مهما كانت الظروف.
في مشهد من مشاهد الفيلم يظهر (باري) في قمة نشوته (واستثارته الذكورية) حين يفرض سلطته على أحد المساجين بالقوة... منذ تلك اللحظة لم يعد المال مصدرَ قلقه الرئيس، كما لم يعد مستعداً للتخلي عن سلطته بأي ثمن.. إلى الحد الذي يجعله يحاول طعن (ترافيس) وقتله.. ترافيس (المعتز برفضه للعنف) ينقض على باري بوحشية، ويكاد أن يقتله لولا أن الصافرة تنطلق معلنة انتهاء التجربة في أيامها الأولى.
في حافلة العودة.. ينظر المشاركون إلى بعضهم البعض بأسى وذهول... يركز ترافيس في كدمات أصابت مرفقه (لم تكن هنالك قبل التجربة)، فيما ينظر باري بخجل إلى الـ(14000 دولار)، التي جناها من التجربة...
حصوله على المبلغ يعني أن التجربة لم تفشل!؟ شيء آخر انتهى بالفشل على ما يبدو!.
تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الشباب الذين يوافقون على المشاركة في (تجربة «محاكاة» نفسية) تطلب منهم أن يقضوا أياماً معدودة في مبنى سجن (وهمي) لقاء مبلغ مجزٍ (14000 دولار). يتم اختيار المشاركين بعد اختبارات نفسية تحدد ردات فعلهم حول العنف، ويُقسّم المشاركون، الذين ظهروا في الاختبارات رافضين لمبدأ العنف بكل أشكاله، إلى مجموعتين: مجموعة الحراس (السجانين)، يقودهم باري (فورست ويتكر) وهو شاب مسالم جداً يعيش مع أمه، ومجموعة المساجين، بقيادة ترافيس (أدريان برودي) (وهو ناشط شهير ضد الحرب والعنف).
تَظهرُ التجربةُ -بادئ الأمر- سهلةً للمشاركين، وتقدم مقابلاً مادياً ممتازاً، فما عليهم إلا أن يقضوا أسبوعين ملتزمين ببضعة قوانين عادية وغير صارمة: يجب على السجناء أن يبقوا دائماً داخل مناطق محددة ويتناولوا 3 وجبات يوميًا بالكامل؛ كما يلزم الحراس بدورهم أن يضمنوا اتباع السجناء للقواعد، وأن يتعاملوا مع التجاوزات بطريقة مناسبة. ويشدد المسؤول على أن التجربة ستنتهي على الفور عند أول بادرة للعنف أو عند استقالة أحد المشاركين.
لكن الواقع يثبت أن التجربة ليست سهلة أبداً؛ إذ يتحول الوضع داخل السجن الوهمي تدريجياً إلى حالة من الفوضى العارمة والمؤامرات والصراعات ومظاهر العنف المرعبة، التي تنتهي بمصرع أحد السجناء وتمرد السجناء على سجانيهم.
يطرح الفيلم العديد من الأسئلة حول جوهر الطبيعة البشرية وميلها للعنف مقابل تمسكها -أو رفضها- للسلطة إلى الحد الذي ينسيها المبادئ والقيم العليا، كما يضع خطوطاً حمراء كثيرة حول القوة، وامتلاك القوة، وحول التحولات التي تصيب طبيعة الإنسان، وتصيب منطقه حين يقبض على «السلطة»، وحول المبررات المقنعة (بكسر النون أو تشديدها) التي تقود «للتسلّط والعنف وسلب الآخرين حقوقهم الإنسانية». ليس هذا فحسب، بل يسلط الفيلمُ الضوءَ أيضاً على حساسية الإنسان تجاه القوة، وتمرده على سلطة الغير، ورفضه القناعة بسلطة أخيه الإنسان عليه، مهما كانت الظروف.
في مشهد من مشاهد الفيلم يظهر (باري) في قمة نشوته (واستثارته الذكورية) حين يفرض سلطته على أحد المساجين بالقوة... منذ تلك اللحظة لم يعد المال مصدرَ قلقه الرئيس، كما لم يعد مستعداً للتخلي عن سلطته بأي ثمن.. إلى الحد الذي يجعله يحاول طعن (ترافيس) وقتله.. ترافيس (المعتز برفضه للعنف) ينقض على باري بوحشية، ويكاد أن يقتله لولا أن الصافرة تنطلق معلنة انتهاء التجربة في أيامها الأولى.
في حافلة العودة.. ينظر المشاركون إلى بعضهم البعض بأسى وذهول... يركز ترافيس في كدمات أصابت مرفقه (لم تكن هنالك قبل التجربة)، فيما ينظر باري بخجل إلى الـ(14000 دولار)، التي جناها من التجربة...
حصوله على المبلغ يعني أن التجربة لم تفشل!؟ شيء آخر انتهى بالفشل على ما يبدو!.