(إرادة) الدبيكل..

كم هي الحياة جميلة.. كل شيء فيها مبهر.. الضوء عند الفجر.. صوت الحجاج في المشاعر المقدسة.. صدى لروح تتعرف أو تنكشف على قصة تتوهج في الليل عنوانها «جمعية إرادة» بمدينة الجبيل لتلقى مكانها في ضوء النهار وأنا أسمع قصة السيدة خلود الدبيكل من مدينة الجبيل..

توجز القصة بأن لها ابنة معاقة ومن هذا الحافز بدأ البحث عن مكان لتأهيل تلك الصغيرة لكنه تعثر وتعسر وضاق الأمل بوجوده في مدينة الجبيل، فبدأت مشوار البحث والتقصي وبدأت فكرة»جمعية إرادة»، وبقلوب مطمئنة بدأ المشوار وتأهلت تلك الصغيرة في كل المراحل، والآن تعمل في إحدى الشركات.

الأمهات جنة لمن يعرف تفاصيلها جنة الحب، نعم محبة الأولاد نعمة تمنحك ارتواءً عجيباً يسري في من حولك، كتبنا سيرتنا المشتهاة.. كتبناها بسواعد نسائنا ورجالنا الممسكين بحبال المواطنة.. وطن لم يعد يجيد الانتظار، فتلك السيدة خلود في شرق البلاد تقيم صرحاً إنسانياً لتأهيل أبنائنا، خلود شجرة سنديان عميقة الجذور قوية الجذوع. متشابكة الأغصان.. كانت السبب في إنشاء بستان لقرنائها ممن أخذ الله منهم شيئاً ومنحهم أشياء أخرى على الأقل أُمٌّ كخلود ..

يا إلهي.. يا رب الأشجار.. شكراً لأنك أوجدت خلوداً بيننا.. وبي رغبة واحدة.. أن أكتب وأكتب بماء الروح قصة خلود وابنتها.. وسأنحت من عبق الكلمات فضاء ترتفع فيه القامات.

سأكتب عشقاً لوطن.. يمر من ورائه نساء من بلادي مثل خلود الدبيكل. وسيتنفس عطر كلماتي كل من كان ويحيا بها.. فالطريق لا ينتهي.. ولي حلمي .. وسأعيش في هذا الوطن مرفوعة القامة بأعمال أبنائه.!