عمل المرأة مرة أخرى: قبل الزواج.. وبعده!!
تاريخ النشر: 20 سبتمبر 2018 01:00 KSA
أثارت دعوتي في مقالي السابق أن يصبح العملُ أولويةً في برنامج المستقبل لكل فتاة، ردَّات فعل متباينة بين متفق معي وشاجبٍ ألمعي..!! وهذا بالضبط ما توقعته وما أنتظره دوماً؛ فما دمنا نحوم حول حمى النقاش المتحضر، فلا بأس لديَّ ممن يختلف أو يناقش في التفاصيل، وفي تفاصيل التفاصيل (تلك التي اعتاد أن يكمن الشيطان فيها).
أبدى بعض المعترضين تحفظهم على الفكرة، معتبرين أنها لا تعطي اعتباراً للظروف الشخصية التي تتحكم في اختيارات كل أسرة وفي مصيرها؛ وقد ألمحت –في المقال- وصرحتُ في أكثر من لقاء، أن فكرتي ترتكز على أن يصبح (عمل المرأة) في المملكة النموذجَ (والأصل)، ويصبح (عدم) عمل المرأة استثناء، يعتمد على الظروف الفردية. ولن يكون الوضع كذلك، إذا لم يحدث تغيير في الذهنية الاجتماعية عموماً، بحيث يصبح عمل الفتاة بقدر أهمية عمل الشاب. لاحظوا أن هذا النموذج يبطل حتماً بعض المقولات المعششة في الأذهان من مثل: (الشاب له مستقبله المهني والبنت لها بيت زوجها)، كما يبطل هذا النموذج السيناريو المتكرر في كثير من حالات التقدم للزواج (فيُسْألُ المتقدّمُ للزواج عن عمله، بينما تُسألُ الفتاة المخطوبة عن مهارتها في الطبخ!!).
ما أقوله: إن هذه الطريقة في التفكير وفي تسيير النظام الاجتماعي لا تتناسب وروح العصر، مع احترامي وتقديري لدور الرجل ودور المرأة، (طبخاً كان أو نفخاً).
بعض المعترضين الشاجبين أبدى امتعاضه من أن كلامي يتضمن دعوة ضد الزواج، وهذا بالطبع غير صحيح: فقد ذكرت أن عمل المرأة يسهم في تكريس حس المسؤولية وفهم مؤسسة الزواج المبنية على الشراكة واحترام الحقوق والواجبات المبنية عليه؛ يجب أن يقود عمل المرأة والرجل إلى تقدير كل منهما لعمل الآخر (ينطبق هذا على الزوجين وعلى الإخوة والزملاء أيضاً)، كما يسهم عمل الزوجين في احترام وتقدير كل منهما لخصوصية الآخر (واحترام ملكيته الخاصة)، ولتقديس المشتركات بينهما. وفي مجتمعنا أرى أن عمل المرأة ضروري لتخفيف حدّة الفصل بين الجنسين، وهو ما يقود إلى تخفيف التوجُّس بينهما، وإلى فهم أكثر لطبيعة كل جنس.
هناك ظاهرة لا يمكن نكرانها تتلخص في أن عدداً من الشباب والشابات يريدون أن يعيشوا عصر ما بعد الحداثة بعقلية ما قبل الحداثة. أي أن بعض الأزواج (من الذكور والإناث) يريدون أن يعيشوا هذا العصر بظروفه، ويستغلوا مميزاته الحسية والمعنوية، لكن بقيم ما قبل الحداثة. (وهذا تناقض تسبب في كثير من المشاكل منها ارتفاع نسبة الطلاق).
يريد الزوج أن يسافر ويسهر ويقضي ما يشاء من وقت في المقاهي (يريد أن يعيش حياة منفتحة) لكنه يريد لزوجته أن تظل في البيت بلا طموحات ولا سهر أو سفر (أو أي انفتاح)، وفي المقابل تريد الزوجة أن تعمل، وتكون حرة في تسيير يومها، وفي صرف راتبها، لكنها –في الوقت نفسه- تريد من زوجها أن يصرف على البيت وعليها، دون مشاركة في الأعباء!!
عمل المرأة ضرورة.. وليس ترفاً.. لتصبح شريكة حقيقية لـ»شريكها».. شريكة بالنصف تماماً!!
***
* في قصيدته (تلك التي بكى فيها رحيل أم ناجية) يقول جرير:
أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبالَ رَزَانَةً
ويفوقُ جاهلنا فعالَ الجهّلِ
أبدى بعض المعترضين تحفظهم على الفكرة، معتبرين أنها لا تعطي اعتباراً للظروف الشخصية التي تتحكم في اختيارات كل أسرة وفي مصيرها؛ وقد ألمحت –في المقال- وصرحتُ في أكثر من لقاء، أن فكرتي ترتكز على أن يصبح (عمل المرأة) في المملكة النموذجَ (والأصل)، ويصبح (عدم) عمل المرأة استثناء، يعتمد على الظروف الفردية. ولن يكون الوضع كذلك، إذا لم يحدث تغيير في الذهنية الاجتماعية عموماً، بحيث يصبح عمل الفتاة بقدر أهمية عمل الشاب. لاحظوا أن هذا النموذج يبطل حتماً بعض المقولات المعششة في الأذهان من مثل: (الشاب له مستقبله المهني والبنت لها بيت زوجها)، كما يبطل هذا النموذج السيناريو المتكرر في كثير من حالات التقدم للزواج (فيُسْألُ المتقدّمُ للزواج عن عمله، بينما تُسألُ الفتاة المخطوبة عن مهارتها في الطبخ!!).
ما أقوله: إن هذه الطريقة في التفكير وفي تسيير النظام الاجتماعي لا تتناسب وروح العصر، مع احترامي وتقديري لدور الرجل ودور المرأة، (طبخاً كان أو نفخاً).
بعض المعترضين الشاجبين أبدى امتعاضه من أن كلامي يتضمن دعوة ضد الزواج، وهذا بالطبع غير صحيح: فقد ذكرت أن عمل المرأة يسهم في تكريس حس المسؤولية وفهم مؤسسة الزواج المبنية على الشراكة واحترام الحقوق والواجبات المبنية عليه؛ يجب أن يقود عمل المرأة والرجل إلى تقدير كل منهما لعمل الآخر (ينطبق هذا على الزوجين وعلى الإخوة والزملاء أيضاً)، كما يسهم عمل الزوجين في احترام وتقدير كل منهما لخصوصية الآخر (واحترام ملكيته الخاصة)، ولتقديس المشتركات بينهما. وفي مجتمعنا أرى أن عمل المرأة ضروري لتخفيف حدّة الفصل بين الجنسين، وهو ما يقود إلى تخفيف التوجُّس بينهما، وإلى فهم أكثر لطبيعة كل جنس.
هناك ظاهرة لا يمكن نكرانها تتلخص في أن عدداً من الشباب والشابات يريدون أن يعيشوا عصر ما بعد الحداثة بعقلية ما قبل الحداثة. أي أن بعض الأزواج (من الذكور والإناث) يريدون أن يعيشوا هذا العصر بظروفه، ويستغلوا مميزاته الحسية والمعنوية، لكن بقيم ما قبل الحداثة. (وهذا تناقض تسبب في كثير من المشاكل منها ارتفاع نسبة الطلاق).
يريد الزوج أن يسافر ويسهر ويقضي ما يشاء من وقت في المقاهي (يريد أن يعيش حياة منفتحة) لكنه يريد لزوجته أن تظل في البيت بلا طموحات ولا سهر أو سفر (أو أي انفتاح)، وفي المقابل تريد الزوجة أن تعمل، وتكون حرة في تسيير يومها، وفي صرف راتبها، لكنها –في الوقت نفسه- تريد من زوجها أن يصرف على البيت وعليها، دون مشاركة في الأعباء!!
عمل المرأة ضرورة.. وليس ترفاً.. لتصبح شريكة حقيقية لـ»شريكها».. شريكة بالنصف تماماً!!
***
* في قصيدته (تلك التي بكى فيها رحيل أم ناجية) يقول جرير:
أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبالَ رَزَانَةً
ويفوقُ جاهلنا فعالَ الجهّلِ