ميلاد مبارك لمملكة الخير والعطاء

عام هجري جديد، استقبلناه بأمل من المولى الكريم أن تكون كلَّ أيَّامه وما يليها من سنين خيرًا وبركة على أمَّتينا العربيَّة والإسلاميَّة. وأن تكون عام سِلم وسلام وأمن وأمان لكلِّ مَن نُشاركهم الحياة فوق كوكب الأرض، وللحالمين بحياة في الكواكب التي انطلقت إليها مركبات الفضاء لتؤسِّس عليها بُؤر استيطانهم، لكأنَّ الأرض ضاقت عليهم بما رحبت.

وبرجاء أن يجبر الله بفضله خواطر من تعرَّضوا من أهالينا وأشقَّائنا في بلدان الجوار لظروف سوداء قاتمة، فاقدين عزيز أو متألِّمين من ظلم حاكم قريب. وقبل هذه وذاك، أن يُخلِّص بيت المقدس وما حوله من أراض مقدَّسة من الأسْر الصهيوني. وأن نرى نهاية استمرار تداعيات الفوضى الهدَّامة التي ما تزال تعيث بإخواننا في المشرق العربي والشمال الإفريقي قتلًا وتدميرًا وتهجيرًا.


ومن جميل الصدف أن يقترن حلول شهر محرَّم لهذا العام بشهر سبتمبر الذي نحتفل فيه بيوم ميلاد مملكتنا الحبيبة على يد الملك المؤسِّس عبدالعزيز آل سعود -طيَّب الله ثراه-، ويجدِّد بناءها نجله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مع دخولها المئة الثانية من عمرها المديد إن شاء الله.

غنيٌّ عن التنويه أنَّ احتفالنا بذكرى هجرة رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- مع صاحبه الصادق الصدوق؛ أبي بكر الصدِّيق؛ (عبدالله بن أبي قحافة التَّيمي القرشي) رضوان الله عليه من مكَّة المكرَّمة إلى يثرِب التي سُمِّيت بعد ذلك بالمدينة المنوَّرة، هو تذكير لأنفسنا وتعريف لأهلنا وأبنائنا بما حقَّقته الهجرة المباركة من إنجازات، في مقدِّمتها إرساء قواعد دولة الحقِّ والعدل والمساواة، وتطبيق مبدأ المؤاخاة عن طيب خاطر بين المهاجرين، الذين فقدوا متاعهم ومصدر عيشهم في مكَّة، وبين الأنصار؛ أهل يثرِب الذين تقاسموا معهم متاعهم وثرواتهم.. مشاركة أثمرت عن ترابط أسري وتكافل اجتماعي متَّن نسيج المجتمع، وزاده منعة وبقاءً قويًّا متماسكاً، ممهِّدًا لانتشار سريع غير مسبوق للعقيدة السمحاء، ولتعداد ما يزال -بفضل الله- متصاعدًا للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تجاوز هذه السنة المليار وستمئة مليون مسلم تقريبًا. نسبة تزيد على ثلاثة وعشرين من المئة تقريبًا من إجمالي عدد سكَّان العالم.


جدير بالتنويه أيضًا أنَّ مبدأ تقاسم سبل العيش الكريم الذي أرسى قواعده رسولنا الكريم في المدينة المنوَّرة، نجد اليوم قبسًا منه عند عدد من دول الغرب، التي فتحت أبوابها للناجين من تداعيات طغيان حكَّامهم في بلدان الجوار، موفِّرة للاجئين العيش الكريم، ومهيِّأة للقادرين منهم فرص العمل، إلى أن يسهِّل الله لمن يرغب منهم العودة إلى بلده، وقد جدَّد بناء ما هدَّمته القوَّات الحكوميَّة لتلك البلدان وكذا الأجنبيَّة، التي غضَّ النظام -لديهم- الطرْف عن دخولها بعدَّتها وعتادها، لتحقيق مواقع استراتيجيَّة لها شرق البحر الأبيض المتوسِّط، والمليشيات العميلة متعدِّدة الانتماءات والولاءات التي فقدت الضمير وتتاجر بالدم.. وإن كان هناك احتمال إبقاء الدول المضيفة على الأطفال والشباب ومنحهم الجنسيَّة للتعويض عن تناقص عدد مواطنيها الأصليِّين سنة بعد سنة لانخفاض الخصوبة عندهم وارتفاعها عند القادمين إليها، ولله في خلقه شؤون.

والحمد لله الذي منَّ وما يزال على مملكة الخير والعطاء بلطفه وعنايته، وهي تستقبل مئويَّتها الثانية وترسي دعائم المستقبل بأمن وسلام، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح